أعيش ككل المصريين، حالة من السعادة والفخر، بقيادتنا السياسية المخلصة، بعد نجاح الجهود المصرية في التوصل لاتفاق لوقف اطلاق النار بين إسرائيل وفلسطين، وأرى أن هذا الأمر بمثابة انتصار جديد للرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ويعكس قدرة وقوة جهاز المخابرات العامة المصرية بقيادة الوزير عباس كامل، رئيس الجهاز، ومسئولي هذا الملف الهام فى التعامل مع الملف الفلسطينى والوضع فى قطاع غزة، فلم تنجح سوى الجهود المصرية في حقن دماء الفلسطينيين ووقف العدوان الإسرائيلي حيث لم تستجب إسرائيل للمناشدات الدولية التي دعتها لوقف اطلاق النار، لكنها استجابت عندما ناشدتها قيادتنا السياسية وهو يعد انتصار لرئيسنا القوي.
لم تقتصر الإشادة بنجاح الجهود المصرية في وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، على المصريين فقط، حيث توالت الإشادات العربية والدولية ب مصر وقيادتها السياسية، وأبرز هذه الإشادات صدرت عن البرلمان العربي، كما أثنى "تور وينسلاند"، منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام فى الشرق الأوسط، على دور مصر الكبير ووصفه بالدور الحاسم.
في رأيي المساعى والجهود الكبيرة التى بذلتها مصر تعكس ثقل الدبلوماسية المصرية ودورها الرائد والمحورى لضمان أمن واستقرار المنطقة، وتجسد المكانة التى تحظى بها القضية الفلسطينية ضمن أولويات الدولة المصرية، وحرصها على ضرورة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة، وفق قرارات الشرعية الدولية،
لكن الأمر يتطلب المزيد من تضافر الجهود الدولية لاستئناف عملية السلام فى الشرق الأوسط، وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها مدينة القدس وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية لتحقيق سلام واستقرار دائمين فى المنطقة.
ما قامت به مصر إزاء التصعيد الأخير فى غزة ليس جديداً على القاهرة، حيث أثبتت مصر جديتها وقدرتها على إدارة الملف الفلسطينى منذ انتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيساً، حيث تهدف تحركاته دائماً إلى حقن دماء الشعب الفلسطينى، ففى 5 أغسطس عام 2014، وبعد نحو شهر من العدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة الذى خلف 2138 شهيداً أغلبهم من المدنيين، وإصابة 11000 شخص آخرين، حسب تقديرات وزارة الصحة الفلسطينية، والأمم المتحدة، كان ل مصر الدور الأبرز والأهم لوقف إطلاق النار فى القطاع بعد عدة جلسات فى القاهرة وتحركات مكوكية لوقف هذه الحرب، وتم التوصل إلى اتفاق وقتها قالت الفصائل الفلسطينية عنه إنه جاء ملبياً لمطالب الفلسطينيين ونصراً لهم.
تضمن الإتفاق وقتها وقفاً لإطلاق النار، بالإضافة إلى فتح المعابر والسماح بإدخال المساعدات بما يحقق متطلبات إعادة الإعمار، والاتفاق على زيادة مساحة الصيد على سواحل القطاع إلى 6 أميال بحرية، وشمل الاتفاق عودة الطرفين إلى طاولة التفاوض لمناقشة القضايا المعقدة الأخرى، والتى تتمثل فى مطلب الفلسطينيين ببناء مطار، وميناء بحرى فى غزة، ولم تكن هى إلا لحظات من إعلان التوصل إلى الاتفاق، حتى شهدت غزة وبقية مدن القطاع احتفالات شعبية بالهدنة والنصر ونزل آلاف الفلسطينيين إلى الشوارع للاحتفال مرددين عبارات النصر والاحتفال.
وبعد 7 سنوات، تعرض القطاع مرة أخرى لحرب طاحنة وقصف وُصف بأنه الأعنف منذ عام 2014، حيث شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلى، مساء 10 مايو عام 2021 غارات مكثفة على القطاع، لتتدخل مصر على الفور وتقود مبادرة لوقف إطلاق النار بعد 11 يوماً من القصف المتبادل، ودخلت الهدنة حيز التنفيذ فجر الجمعة 21 مايو، وبعدها بأيام كانت الزيارة التاريخية لرئيس المخابرات العامة المصرية الوزير عباس كامل، إلى غزة، والتي كانت بداية إعلان حقيقي لإعادة إعمار القطاع، فبعد هذه الزيارة أطلقت مصر بشكل عملى جهود إعادة إعمار غزة، حيث أعلن الرئيس السيسي تخصيص 500 مليون دولار لإعادة إعمار غزة بمشاركة شركات مصرية، وهو الملف الذى توليه أيضاً القيادة السياسية المصرية اهتماماً كبيراً.
يحقق الرئيس السيسي، يوماً بعد يوم انتصار ونجاح جديد، في مختلف الملفات، لذلك نقف كلنا كمصريين خلف رئيسنا الحكيم والمخلص الشريف، وتحيا مصر بشعبها وجيشها وقيادتها المخلصة دائماً وأبداً، وحفظ الله صقور الوطن المخلصين.