أكد وزير الخارجية سامح شكري، أهمية دور ومسئولية وسائل الإعلام في ترسيخ الوعي بأولويات شعوب دول القارة الإفريقية، وما يمكن أن يسهم في تعظيم العمل نحو المصالح المشتركة وتعزيز العلاقات بين الشعوب بما يستهدف تحقيق الأمن والاستقرار بدول القارة.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها وزير الخارجية اليوم /الأحد/ خلال افتتاح الدورة التدريبية التي ينظمها مركز الدراسات الإعلامية والتدريب بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بمشاركة 20 إعلاميًا من دولة السودان، وتستمر لمدة أربعة أسابيع في إطار برنامج تدريبي يمتد لمدة عام كامل.
وقال شكري إن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، المتعلقة بسياسة مصر الخارجية تؤكد أهمية تعظيم العمل والمصالح المشتركة والتعاون مع شعوب ودول القارة لتحقيق الأمن والاستقرار ومواجهة مختلف التحديات.
وأوضح شكري أن ما يشهده العالم من متغيرات في وسائل الإعلام - شكلًا ومضمونًا - يؤكد أهمية تطوير القدرات الوطنية في سبيل التواصل مع الرأي العام، مشيرًا إلى التعاون بين وزارة الخارجية والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في تنظيم هذا البرنامج التدريبي الذي يستهدف الإعلاميين بدول القارة الإفريقية.
وأشار إلى ما تملكه مصر من مؤسسات إعلامية وشخصيات رائدة في هذا المجال يمكن أن تثري البرنامج التدريبي في تحقيق أهدافه بنقل الخبرات ورفع قدرات الإعلاميين بدول القارة.
وأضاف أن وسائل الإعلام تعد أداة للتواصل مع المجتمعات في ظل التحديات المتواصلة وما تبذله الدول من جهود لمواجهة هذه التحديات، منوهًا بدور الإعلام في مواجهة الأخبار المغلوطة والشائعات.
وأكد وزير الخارجية أن البرنامج التدريبي الذي يستهدف الإعلاميين الأفارقة، وانطلق بمجموعة من الأشقاء بدولة السودان، يعد دليلًا على مكانة السودان لدى مصر بسبب العلاقات والروابط الأزلية ووحدة مصير وادي النيل، كما يعد مؤشرًا للتعاون المشترك في شتى المجالات وتأهيل مختلف الكوادر في سبيل تحقيق الرخاء والنماء والازدهار.
وثمن شكري، دور المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، في تنظيم البرنامج التدريبي الذي يستهدف تحقيق أقصى استفادة ممكنة تعكس تضافر مساعي الدولة المصرية مع دول القارة الإفريقية في شتى المجالات كأحد ركائز أولويات الدولة.
واعتبر شكري البرنامج التدريبي فرصة للتواصل بين الإعلاميين الأفارقة وزملائهم المصريين لبحث العلاقات بين الدول والشعوب بما يحقق الاستقرار والازدهار.
بدوره، قال رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام كرم جبر، إن الدورة التدريبية التي يشارك بها 20 من الإعلاميين السودانيين (يمثلون مختلف وسائل الإعلام) تأتي ضمن 10 دورات تدريبية تمتد حتى مايو 2023، مشيرًا إلى أنها تتضمن حلقات نقاشية لبحث موضوعات شتى منها مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي (سوشيال ميديا) والإعلام الجديد، وكيفية التصدي للأخبار المغلوطة، وسياسة مصر الخارجية تجاه دول حوض النيل.
وشدد جبر على أن الأمن القومي السوداني يعد جزءًا من الأمن القومي المصري والعكس صحيح، مؤكدًا أهمية ما يضطلع به الإعلام من دور في الحوار والتقريب بين البلدين باعتبار أن الكلمة (المكتوبة والمرئية والمسموعة) تعد سلاحًا في مواجهة كل المحاولات التي تستهدف شعبي البلدين.
وأضاف أن البرنامج التدريبي للإعلاميين الأفارقة يعكس ثوابت السياسة المصرية في تنمية العلاقات مع دول وشعوب القارة الإفريقية وتناول القضايا ذات الاهتمام المشترك في سبيل تحقيق الاستقرار والرخاء.
وفي ذات السياق، أكد الكاتب الصحفي علي حسن رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي ، يضع السودان وشعبه في مكانة خاصة، مشيرا في هذا السياق إلى أنه من بين أولى زيارات الرئيس الخارجية منذ توليه السلطة كانت إلى السودان الشقيق، بالإضافة إلى كم المشروعات التي تعبر عن حجم العلاقات بين البلدين.
من جانبه، أكد السفير محمد إلياس سفير السودان لدى القاهرة، العلاقات التاريخية الوطيدة بين مصر والسودان بوصفهم شعبا واحدا، مثمنًا الدور المصري في التعاون مع الأشقاء الأفارقة في مختلف المجالات.
واعتبر السفير السوداني بالقاهرة، أن البرنامج التدريبي والتعاون في مجال الإعلام بين البلدين سيلقي بمزيد من الاهتمام بالقضايا المشتركة ويسهم في زيادة الوعي بحجم التحديات التي تواجهها الشعوب والحكومات.
بدوره، أشار الدكتور عبد المنعم السعيد الكاتب الصحفي وعضو مجلس الشيوخ، إلى أن القارة الإفريقية تمر في الفترة الحالية باختبار حقيقي في ظل التحديات العالمية الجديدة، مؤكدًا دور الإعلام في الوقوف على هذه التحديات ومسئوليته تجاه بحث سبل مواجهتها.
وأضاف أن الإعلاميين عليهم مسئولية كبيرة في رفع الوعي بالقضايا المشتركة؛ لاسيما القضايا القارية في سبيل تحقيق الاستقرار والأمن والرخاء للشعوب الأفريقية.
من جانبه، أكد النائب مصطفى بكري عضو مجلس النواب، أهمية الدورة التدريبية التي ينظمها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام للإعلاميين الأفارقة، لما تمثله من تبادل فكري وثقافي يرسخ العلاقات الطبيعية مع الدول الإفريقية، وخاصة شعب وادي النيل.
وأضاف أن الإعلام يعد عاملًا هامًا في ترسيخ العلاقات في سبيل الوصول إلى رؤى مشتركة تحقيق مزيد من الاستقرار والأمن للشعوب.
وأعرب وفد الإعلاميين السودانيين الذين يشاركون في البرنامج التدريبي، عن سعادتهم للمشاركة لا سيما في ضوء نجاح الدورات السابقة التي تلقاها زملاء لهم، وحجم الاستفادة الأكاديمية والعملية في مجال الإعلام، إلى جانب تأكيد الروابط المشتركة بين مصر والسودان في مختلف المجالات من خلال القضايا التي يتم تناولها خلال التدريب بما ينعكس على وعي جمهور وسائل الإعلام المختلفة.