فى الأزمات تتوحد قلوب أبناء الوطن وتتسامى معانى المحبة والتسامح ويتضح الوفاء وتصطف الأقدام جنباً الى جنب ويتجلى الإيثار و تعظُم التضحية ويعُم الفداء ، صورة طبيعية لتماسك شعب مصر تجلت فى ح ادثة كنيسة المنيرة وعم الحزن أرجاء الوطن .
فمصر على مر التاريخ توحدها الأزمات تلقائياً فيصبح الجميع على قلباً واحداً لمواجهة المخاطر والتحديات بمد يد العون لإخوانه الذين اصابهم الحدث فى تناغم ومحبة هى عادتنا التى توارثناها عبر تاريخنا الطويل ، ودائماً ما كانت قلوبنا متوحدة خلف وطننا الغالى وأبناؤه صانعة حائطاً صلباً متماسكاً ، هذا الحائط من أهم خطوط دفاعاتنا .
الكثير من المنح تُظهرها المحن ، ثمار كثيرة للأحداث أفرزتها الأزمة ، ف الأزمة توحدنا وتجمعنا صفاً واحداً وهذا أهم وأقوى أسلحتنا ، لمواجهة خطابات الكراهية ونبرات الطائفية التى يحاول أهل الفتن والباطل أن يطلقوها ، إلا أن أبناء مصر المخلصين لا ينجرفون ولا ينقادون نحو ذلك لإيمانهم العميق أن مصر وطناً يتسع للجميع مهما تباينت وجهات النظر ولكن لا اختلاف على حب الوطن وابناؤه .
وللازمات والكوارث العديد من الفوائد أهمها توحدنا حول الوطن ، تكشف الأزمة قلوب المحبين وزيف الكارهين .
وتلك هى المواطنة السليمة التى تجلت فى عيون المصريين اولائك الوطنيون الذين علموا ان الوطن ليست تلك المساحة المكانية التى نعيش عليها ، ولا الفترة الزمنية التى نحياها بين جنباته بل إنهم يعيشون عادات وتقاليد وقيم ومبادئ و أفكار نشأت معنا و نشأنا معها ، تأثرنا بكل ما فيها .
رغم حزن القلب ودمع العين على ضحايا هذا الحادث الأليم الذى فجع وجدان الجميع ، هذا الحزن الناتج عن انتمائنا الذى لا يحتاج الى برهان ، فهذه الأزمات تُظهر مكنون حبنا لوطننا وتؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن تماسك شعب مصر هو الصخرة الصلبة والحائط المتين الذى دائماً ما تتحطم عليه اوهام اصحاب الأوهام .
خالص العزاء لنا جميعاً فى مصابنا الجلل وامنياتنا ودعواتنا وصلواتنا ان يشفى الله المصابين ..... حفظ الله مصر قيادة وشعباً