وطن يسكن فينا

وطن يسكن فيناسعيد صلاح

الرأى20-8-2022 | 08:48

أعتقد أننا تجاوزنا فكرة أن يكون لدينا مجال للحديث عن فتنة طائفية فى مصر، وعن أناس يحاولون الدفاع عن مصر لإظهارها أمام الآخر بأنها دولة ليس بها فتنة طائفية واضطهاد دينى من أى نوع.. فلسنا فى حاجة فعليًا لذلك.

لقد بات من باب السذاجة الحديث عن وجود فتنة طائفية فى مصر، إن الأقباط فيها أقلية تعانى الاضطهاد والتمييز.

يا إخوانا الكلام ده فعليًا ليس موجودًا فى مصر.. وإن وجد فإنما يوجد فقط فى الخيال المريض لدى البعض ممن يحاولون إشعال نار الفتنة لأغراض دنيئة فى قلوبهم وأذهانهم.

ولعل ما حدث فى كنيسة "أبو سيفين" خير دليل على ما أقول، لقد ضرب المصريون خلال هذا الحادث الأليم أروع مثال على الوحدة الوطنية القوية بين عنصرى الأمة – أقباطا ومسلمين – فلقد كان أول الداخلين إلى الكنيسة والنيران تشتعل بها شاب مصرى (مسلم) اسمه "محمد"، فور علمه بنشوب الحريق لم يفكر فى شىء إلا فى كيفية الدخول بأسرع ما يمكن إلى داخل الكنيسة لإنقاذ من فيها، ورغم تحذير البعض له من شدة النيران وكثافة الدخان الأسود، فلم يتردد لحظة واحدة وألقى بنفسه بين ألسنة النيران يحاول إنقاذ الموجودين بالداخل، وقد تمكن من إنقاذ خمسة أطفال.

وفى أثناء حمله أحد إخوانه الأقباط الذى يفوقه فى الوزن سقط به من على السلم وتم نقله إلى المستشفى، بعدما خارت قواه من فرط المجهود الذى بذله لإنقاذ إخوانه الأقباط من النيران.. هذه هى مصر التى قد يتجرأ البعض ويقول إن بها فتنة طائفية وأقباطها مضطهدين، وهؤلاء هم المصريون الذى لا تعرف أن تفرق بين مسلم ومسيحى من شدة الشبه فى الملامح والأخلاق والتكامل وحب الغير وحب الوطن.

هؤلاء هم المصريون رغم أن بينهم أمثال ذلك الملياردير الذى ليس وراءه شىء يفعله سوى التغريد على تويتر، نافثًا سُمّه الزعاف عبر كلمات منقوعة فى إناء الحقد والكراهية والكذب.

لقد جدد حادث حريق كنيسة "أبو سيفين" دماء الوحدة الوطنية فى عروق المصريين، وبعث رسالة للعالم كله ولكل المحرضين والمشككين والمزايدين، أن المصريين "إيد واحدة" لا يفرقهم شىء ويجمعهم دائمًا حب الوطن الذى كما قال البابا شنودة الثالث (لا يسكنون فيه بل يسكن فيهم).

حفظ الله الوطن

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2