واشنطن بوست: أمريكا ليست مستعدة لأي أوبئة في المستقبل

واشنطن بوست: أمريكا ليست مستعدة لأي أوبئة في المستقبلعلم أمريكا

عرب وعالم28-8-2022 | 12:22

رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في عددها الصادر اليوم الأحد، أن الولايات المتحدة ليست مستعدة، في الوقت الحالي لأي أوبئة قد تصيب العالم في المستقبل.
وقالت الصحيفة في مستهل افتتاحيتها لعدد اليوم الأحد، والمنشورة عبر موقعها الإلكتروني، إن دروس وباء فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" وفيرة ومع ذلك فإن التحضير للمرة القادمة، والأمر يتعلق بروح الولايات المتحدة الطموحة والقادرة على العمل تكاد تكون غائبة تمامًا، ولذا يتوجب أن يكون التأهب للوباء - وهو الإجراء اللازم لتحويل الدروس من استجابة الأمة ل فيروس كورونا إلى واقع ملموس - أولوية ملحة للبيت الأبيض والكونجرس والشعب الأمريكي، والاستعداد يعني وجود كل شيء في مكانه قبل يوم من الحاجة إليه ولا أحد يعرف متى سيكون ذلك.
وأضافت الصحيفة: أن تعديل الخطط التنظيمية وصقل أوراق الإحاطة لا تكفى، ولكن بدلاً من ذلك ما هو مطلوب هو تحول مستدام وواسع النطاق في كيفية تعامل الولايات المتحدة مع الصحة العامة، فرغم أن لدينا المواد الخام وهي المعرفة العلمية والابتكار والثروة، إلا أننا بحاجة إلى سياسات وبرامج وممارسات أفضل لتنظيم هذه الأصول، وما لم تغير الدولة مسارها ستأتي المزيد من الأزمات ربما بسرعة تفوق ما نتخيله.
واستشهدت "واشنطن بوست" على ذلك بتفشي مرض جدري القرود، الذي نادرًا ما كان يُرى خارج إفريقيا، ففي الولايات المتحدة من لا شيء تقريبًا إلى أكثر من 16920 حالة في أكثر من ثلاثة أشهر بقليل، مما أدى إلى إرهاق أنظمة الصحة العامة وخروج الوضع عن السيطرة، كذلك، عاد فيروس شلل الأطفال، الذي تم القضاء عليه إلى حد كبير من الولايات المتحدة قبل أربعة عقود، منذ أكثر من عام على الرغم من أن حالة التأهب العام خرجت فقط عندما أصيب مريض في نيويورك بالشلل، وكانت أول متلازمة تنفسية حادة وخيمة أو ما يسمى بـ"سارس"، شديدة الأمراض وتسببت في وفاة 774 شخصًا، وبلغ معدل وفيات الحالات حوالي 10 في المائة من إجمالي عدد المصابين، فيما بلغ معدل الوفيات من جراء الفيروس التاجي الجديد المُسبب لـ"متلازمة الشرق الأوسط التنفسية" 36٪.
وتابعت الصحيفة: أن تجربة الأمة مع كوفيد-19 كشفت عن المخاطر حيث كانت الاستجابة للوباء مجزأة بشدة بين الولايات والمحليات، وانقسم المواطنين وتم استقطابهم بين المعسكرات المتحاربة حول ما إذا كان يتعين أن تكون الاستجابة مفتوحة أم مُحجمة بالقيود وما إذا كانت ستفرض الأقنعة أو اللقاحات، بينما تصارعت عدد من الولايات ضد بعضها البعض من أجل الاختبارات التشخيصية والإمدادات والعلاجات، فمن يستطيع أن ينسى تغريدات الرئيس السابق دونالد ترامب التي هاجمت الحكام الديمقراطيين الذين فرضوا قيودا لمكافحة الوباء؟!
واستطردت "واشنطن بوست" تقول في افتتاحيتها: إن الانقسام في هذا الملف أعاق الجهود المبذولة لفهم ما كان يحدث على الأرض، وفشلت شبكات البيانات في الاتصال ببعضها البعض فكانت بعض المجتمعات ترسل تقاريرها عبر جهاز الفاكس! وتوقع ترامب أن الفيروس سيختفي ووصف العلاجات بغير المجدية، وأعاق البيت الأبيض الأدوار القيادية التقليدية لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها وإدارة الغذاء والدواء، الأمر الذي أدى في جوهره إلى فقدان ثقة المواطنين في القيادة الحكيمة للدولة الأمريكية في التعامل مع الأزمة.
وأخيرًا دعت الصحيفة الأمريكية الحكومة الفيدرالية إلى ضرورة التغلب على تجزئة نظام الصحة العامة في البلاد..وأشادت بالتعديل العاشر للدستور والعديد من أحكام المحكمة العليا بمنح حكومات الولايات السلطة الأولية للسيطرة على انتشار الأمراض الخطيرة داخل ولاياتها القضائية، رغم أن العمال المتفانين في هذا الخليط من المحليات مثقلون بالأعباء ويعانون من نقص التمويل.
وأشارت الصحيفة إلى تقرير صندوق الكومنولث الذي دعا إلى إنشاء نظام وطني للصحة العامة يوفر المزيد من القيادة والموارد والتوجيه، ربما بقيادة وكيل وزارة جديد أو مساعد وزير الصحة والخدمات الإنسانية، بنحو قد يساعد في ضمان اكتساب الإدارات الصحية الحكومية والمحلية القدرات والموارد الأساسية لحماية مجتمعاتهم، مهما كانت مختلفة.

أضف تعليق

إعلان آراك 2