في ذكرى رحيل نجيب محفوظ.. سر جائزة نوبل

في ذكرى رحيل نجيب محفوظ.. سر جائزة نوبلنجيب محفوظ

كثيرًا ما نسمع عن جائزة نوبل، وأنها تمنح تقديرًا لمن يقدم شئ مفيدًا للبشرية، في مجالات الطب، والسلام، والأدب، والكيمياء، والفيزياء، ولكن تلك الجائزة العظيمة التي ينالها كل من يقوم بإنجاز عظيم، ساهم في إفادة البشرية، وإرساء قواعد السلام ودحض الشر والحرب، خرجت من «رحم الدمار»!.

يعود سبب تسمية جائزة نوبل لهذا الاسم، إلى عالم الكيمياء السويدي «ألفريد نوبل» الذي عاش في القرن الـ 19بالعاصمة السويدية ستوكهولم، وكان والده يعمل مهندس مدني في إنشاء الطرق والكباري، وكانت له هوايته الخاصة وهى اختراع المتفجرات والألغام، فـ ورث من والده تلك الهواية المدمرة.

درس ألفريد الكيمياء، وعندما أتم 22عامًا، حصل على أول براءة اختراع له عن عداد غاز عام 1857، ومن ثم كرس نفسه لاختراع المتفجرات، ففي عام 1863 اخترع نوبل جهاز تفجير، وأصبح يواصل ويمتد في تجاربه واختراعاته، حتي انفجرت سقيفة كانت تستخدم لإعداد النيتروجليسرين في مصنعه الذي انشأه في مسقط رأسه بـ ستوكهولم، في 3 سبتمبر عام 1864، وأدى الانفجار إلى مقتل خمسة أشخاص بينهم شقيق ألفريد الأصغر إميل، ولكن موت أخيه الأصغر لم يجعله يتوقف عن تلك الهواية المدمرة، وقام سنة 1865 بتصميم كبسولة تفجير، ولحق ذلك حوادث طفيفة أخرى ولكن لم يبد نوبل انزعاجه.

وقام ببناء مصانع أخرى مع التركيز على تحسين استقرار المتفجرات، اخترع نوبل الديناميت عام 1867، وهي مادة أسهل وأكثر أمنا للتعامل من النيتروجليسرين، ليحصل عام 1976 على براءة اختراع الديناميت، الذي كان يستخدم على نطاق عالمي واسع في مجال التعدين وبناء شبكات النقل. ولم يكتفي نوبل بذلك، فـ توصل فيما بعد الديناميت إلي اختراع الجلجنيت، عام 1975وهي مادة أكثر استقرارا وقوة من الديناميت، وفي عام 1887، حصل على براءة اختراع الباللستيت، وهي مادة رائدة من الكوردايت، هي المادة الدافعة المستعملة في القذائف الصاروخية والمدافع والأسلحة النارية.

تاجر الموت!

في عام 1988، توفي شقيق ألفريد، لوديفيج نوبل، لتخرج إحدي الصحف الفرنسية، لتنشر نبأ وفاة ألفريد نوبل، والتي خلطت بينه وبين أخيه المتوفى، عن طريق الخطأ، ظنًا منها أنه توفي.

«تاجر الموت قد مات».. هكذا كتبت الصحيفة نعي ألفريد نوبل، في إشارة إلى اختراعه لمادة الديناميت، وتطويره بعض أنواع المتفجرات الأخرى، التي أصبح غنيًا من خلالها وكان ثمن ثروته الهائلة هو موت الكثير من البشر، ومن هُنا كانت نقطة تحول جوهرية، حينما قرأ نوبل نبأ وفاته بنسفه، الأمر الذي أثر عليه بشكل صادم حينها تيقن أن التاريخ سيُخلد اسمه كمخترع لمادة مدمرة، وبدأ يفكر في سبل إيجابية يمكن من خلالها إفادة البشرية، لأنه لم يكن يود أن تصبح ذاكره بعد موته مقترنة بالموت والدمار، لذا قام بإطلاق جوائز نوبل.

انطلاق جائزة نوبل

في 27 نوفمبر 1895، وقع نوبل وصيته الأخيرة لدى النادي السويدي النرويجي في باريس، مكرسا الجزء الأكبر من ثروته لإنشاء خمس جوائز نوبل، التي تمنح سنويا دون تمييز لجنسية الفائز، تمنح الثلاثة جوائز الأولى في العلوم الطبيعية، والكيمياء، والعلوم الطبية، وتمنح الجائزة الرابعة للأعمال الأدبية، والجائزة الخامسة تمنح للشخص أو المجتمع الذي يقوم بأكبر خدمة للسلام الدولي.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2