«زراعة 100 مليون شجرة» على جانبي الطرق الرئيسية.. طوق النجاة لمواجهة التغيرات المناخية

«زراعة 100 مليون شجرة» على جانبي الطرق الرئيسية..  طوق النجاة لمواجهة التغيرات المناخيةزراعة

موجة حارة تضرب العديد من دول العالم محطمة أعلى درجات حرارة مسجلة حتى الآن.. ارتفاع درجات الحرارة عن 40 درجة مئوية سببَّت العديد من الحرائق كما تسبب فى انهيارات جليدية.. تحذيرات شديدة اللهجة للأرصاد الجوية باستمرار ارتفاع درجات الحرارة وربما كسر أعلى مستوياتها على الإطلاق. كما أدت الموجة إلى احتراق العديد من الغابات وخسارة نسبة كبيرة من الغطاء النباتي العالمي المصدر الأساسي للأكسجين وتقليل الانبعاثات الكربونية مما سيؤدى إلى تفاقم مشكلة التغير المناخي فى المستقبل.

العالم شرقا وغربا يعاني من تدهور متسارع فى التغير المناخي وقد كانت للدولة المصرية السبق فى الإشارة إلى خطورة الأمر وضرورة التكاتف لمواجهة تداعياته.

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي فى أكثر من مناسبة على ضرورة التعامل مع تداعيات أزمة التغيرات المناخية هذا إلى جانب تكليفه للحكومة بضرورة البحث فى سبل الحل.

وفى إطار اهتمام رئيس الجمهورية بملف التغير المناخي كانت المبادرة الرئاسية وهي
«100 مليون شجرة» رؤية ثاقبة لمواجهة أزمة التغيرات المناخية، وتزامنا مع الدورة الـ 27 لمؤتمر الدول الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP27، والتي تستضيفها مصر نوفمبر المقبل.

وسيبدأ العمل فى مبادرة 100 مليون شجرة بحملة تشجير موسعة على جانبي الطرق السريعة، وتستهدف المبادرة زيادة الرئة الخضراء فى المدن العمرانية.

وعن المناطق التي يتم تشجيرها من خلال المبادرة تستهدف مبادرة 100 مليون شجرة تحديد 9900 موقع فى أنحاء المحافظات تصل مساحتها الإجمالية إلى 6600 فدان على مستوى الجمهورية تصلح لتكون غابات شجرية، أو حدائق، وتوفير الشتلات الزراعية بشبكات الري.

واهتمت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد بالمحاور الرئيسية للمبادرة الرئاسية للتشجير حيث تتمثل تلك المحاور فى زراعة 100 مليون شجرة بمختلف المحافظات على مستوى الجمهورية، بالإضافة إلى مشاركة جميع الجهات الحكومية وغير الحكومية بالمبادرة.

أوضحت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد أن أهداف مبادرة 100 مليون شجرة ترتكز فى مضاعفة نصيب الفرد من المساحات الخضراء على مستوى الجمهورية وتحسين نوعية الهواء وخفض غازات الاحتباس الحراري تحقيق الاستفادة الاقتصادية القصوى من الأشجار، وتحسين الصحة العامة للمواطنين.

وعن أنواع الأشجار المثمرة التي يتم زراعتها حددت وزارة البيئة أنواع الأشجار التي يتم زراعتها فى مبادرة 100 مليون شجرة على عدة محاور بداية من كونها زراعات لها عائد اقتصادي، سواء أشجار مثمرة مثل الزيتون، أو أشجار خشبية، أو أشجار أخرى بالإضافة إلى تحديد معايير أنواع وأحجام الأشجار التي ستزرع وأيضا معرفة مدى احتياجها للمياه وسهولة ريها وقدرتها على امتصاص الملوثات من الجو.

الأهداف الاجتماعية

هناك عوائد اجتماعية تستهدفها الدولة المصرية من خلالها مضاعفة نصيب الفرد من المساحات الخضراء فضلا عن امتصاص الملوثات والأدخنة مما ينعكس إيجابا على الصحة العامة للمواطنين، إضافة إلى العوائد البيئية والمتمثلة بشكل أساسي فى خفض انبعاثات الاحتباس الحراري وتحسين نوعية الهواء.

وحول المشاركون فى مبادرة التشجير تم تحديد أدوار المؤسسات والوزارات فى المبادرة بالإضافة إلى منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص.

وحول الأماكن التي ستقوم وزارة البيئة بزراعتها أوضحت وزيرة البيئة أن دور الوزارة فى هذه المبادرة زراعة مليون شجرة سنويا، من خلال عدد من البرامج منها دعم المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، إضافة إلى برنامج تشجير المناطق الأكثر تلوثا، وبرنامج تشجير الطرق الرئيسية، وإنشاء المشاتل بالمحافظات، فضلا عن برنامج الدعم ب الأشجار بالمدارس، والجامعات، والمعاهد، والأحياء، والوحدات المحلية، ومراكز الشباب وغيرها.

ويؤكد الدكتور مصطفى مراد رئيس قطاع نوعية الهواء بوزارة البيئة أن الحفاظ على الأشجار وحمايتها مسؤليتنا جميعا من أجل الحفاظ على مواردنا الطبيعية، لذا يجب تضافر الجهود بين كافة افراد المجتمع وإصدار التشريعات والقوانيين اللازمة لحماية الاشجار من التعدى عليها بالقطع والتصدى لذلك مع التصدى للزحف العمرانى على الأراضي الزراعية وإطلاق حملات توعية لكيفية الحفاظ على الأشجار، والتنسيق مع الأجهزة المحلية لصيانة الأشجار وإحلال وتجديد ما يتلف منها وإجراء تقليم للأشجار بالطرق العلمية الصحيحة على أيدى متخصصين.

50 طن أكسجين

يقول رئيس نوعية الهواء إن القيمة المالية للشجرة التى يصل عمرها 50 سنة تعطي للمجتمع ما قيمته 200 ألف دولار، ثمنا عينيا، دون حساب ثمن الأخشاب الناتجة أو أي عوائد أخرى، حيث تعطي الشجرة خلال 50 سنة
50 طنا من الأكسجين بما يعادل 32 ألف دولار. وتمتص غاز ثاني أكسيد الكربون بما يعادل
64 ألف دولار. ودور الشجرة فى حماية البيئة من الانجراف والمخزون الأرضي وتلطيف درجة حرارة الجو بما يوفر الطاقة وهذا ما قيمته 3000 دولار. وهنا لا بد وأن نشعر بأهمية الأشجار فى حياتنا وهذا له كبير الأثر فى تنقية البيئة.

مصدات للرياح

وأضاف رئيس قطاع نوعية الهواء أنه تظهر أهمية الأشجار فى المدن التي ترتفع فيها مستويات التلوث كما أنها مصدر مهم لإنتاج الأخشاب مما يحد من استيراده وتوفير عمله صعبة كما تساهم الأشجار فى زيادة الأمن الغذائي، مثل أشجار الفاكهة.

ويشير رئيس نوعية الهواء إلى اهتمام القيادة السياسية بنشر الوعى بين فئات المجتمع وتولى الدولة اهتماما بالتشجير والاهتمام بوضع استراتيجية قومية للتشجير بكافة أنماطه وتتبنى وزارة البيئة استراتيجية فى مجال التشجير وزيادة المساحات الخضراء حيث تقوم وزارة البيئة بالتوسع فى المساحات الخضراء للحد من زيادة نسبة الملوثات الغازية والأتربة العالقة الضارة بصحة الإنسان من خلال قيامها بزيادة عدد الأشجار والمساحات الخضراء حيث تعتبر مشروعات التشجير من أهم المشروعات التى توليها الوزارة عناية واهتماما كونها ضمن الأنشطة فى مكافحة الاحتباس الحرارى وتحسين نوعية الهواء بما يضمن رفع مستوى جودة نوعية الهواء وإزالة التأثير السلبى على صحة المواطنين والارتقاء بمستوى الوعى البيئى لدى المواطنين بأهمية الأشجار فى حياتهم وزيادة نصيب الفرد من المساحات الخضراء.

وعن دور الأشجار فى محاربة مشكلة التصحر قال دكتور مصطفى مراد رئيس قطاع نوعية الهواء أن التصحر (desertification) هو تناقص قدرة الإنتاج البيولوجي للأرض وتدهور خصوبة الأراضي المنتجة بالمعدل الذي يكسبها ظروفا تشبه الأحوال المناخية الصحراوية وتعرض الأرض للتدهور فى المناطق القاحلة وشبه القاحلة والجافة شبه الرطبة، لذلك فإن التصحر يؤدى لانخفاض إنتاج الحياة النباتية والتنوع الحيوي بها، وفقدان التربة القدرة على الإنتاج الزراعي ويؤثر التصحر تأثيراً مفجعاً على الحالة الاقتصادية للبلاد، حيث يؤدي لخسارة فى المحاصيل الزراعية وزيادة أسعارها. ويعتبر التصحر من المشاكل الخطيرة التى تهدد الأمن الغذائى بالوطن العربى وأن جمهورية مصر العربية تصل مساحتها إلى مليون كم2 وتبلغ نسبة التصحر بها 96.7% وأن نسبة 3.3% مهددة بالتصحر وتأتي مصر فى المرتبة الأولى فى التصحر على المستوى العالمي بحسب إحصائيات الأمم المتحدة، وهذا ما يعد مؤشرًا خطيرا للغاية لا سيما وأن المساحة الزراعية محدودة والتصحر يعيق التنمية ويحول دون التنمية المستدامة وقد أعلنت الأمم المتحدة فى ديسمبر 1994 باختيار يوم 17 يونيو من كل عام يوما عالميا لمكافحة التصحر والجفاف بهدف زيادة الوعى العام بالتصحر والجفاف وتنفيذ الاتفاقية الإطارية لمكافحة التصحر بالبلدان التى تعانى من الجفاف والتصحر. وهناك فرق بين التصحر والصحراء, فالصحراء نظام بيئي بينما التصحر ظاهرة تحدث نتيجة للإخلال بين السكان والموارد الطبيعية فى أي منطقة

علاج للتصحر

وعن أهمية دور الأشجار فى محاربة مشكلة التصحر يقول رئيس قطاع نوعية الهواء بوزارة البيئة أن الأشجار تقوم بامتصاص قدر كبير من ثاني أكسيد الكربون الذي ينتج من الأنشطة التنموية المختلفة.

وتمثل زراعة الغابات الشجرية فى مصر طرقا لمكافحة التصحر حيث زراعة الاشجار الخشبية فى الغابات الشجرية حيث تنتج كميات هائلة من غاز الاكسجين أثناء عملية التمثيل الضوئى وأن الأشجار الخشبية من أكبر مستهلكي غاز ثاني أكسيد لكربون الجوي فتقوم بعزل الكربون منه وتحويله إلى مادة خشبية سيليلوزية أثناء عملية التمثيل الضوئي وبالتالي فهي تعمل على تقليل ظاهرة الاحتباس الحراري الناتجة عن زيادة هذا الغاز فى الهواء الجوي وفقا لآخر حصر للغابات فإن عدد الغابات فى مصر 33 غابة فى
17 محافظة موزعة على محافظات الوجه القبلى والوجه البحرى كالآتى فى محافظات الجيزة وبنى سويف وأسيوط وسوهاج وقنا والاقصر وأسوان والبحر الأحمر والدقهلية والاسماعلية والبحيرة ومرسى مطروح وشمال سيناء والوادى الجديد وجنوب سيناء وأن المساحة الاجمالية للغابات فى مصر حاليا وفقا لآخر حصر 8 الاف فدان مشتركة بين وزارة الزراعة ووزارة البيئة والهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى وأهم الأشجار المنزرعة بالغابات أشجار الكافور والكازوارينا وأشجار الحور واشجار الكايا (الماهوجنى الافريقى) والسيسال والجاتروفا والتوت لإنتاج الحرير والصنوبر والسرو بخلاف العائد البيئى فهناك أيضا عائد اقتصادى من زراعة تلك الأشجار.

شجرها

ومن جانبه قال المهندس عمر الديب مؤسس مبادرة «شجرها»: بدأت الفكرة عندما شاهدت أفرادا يأكلون من شجرة مثمرة أمام بيتي فى مدينة العبور، وكانت شجرة توت، وقتها جاءت الفكرة وقولت «لماذا لا أزرع أشجارا مثمرة فى الشارع حول المنطقة التي أسكن فيها، لكي تكون بمثابة صدقة جارية، يستفيد أي عابر سبيل فى الشارع من ثمارها» وكان حلمي من خلال مبادرة شجرها أن تتحول شوارع مصر كلها إلى زراعة الأشجار المثمرة، وأن يكون لدى كل الناس ثقافة بأهمية زراعة الأشجار المثمرة ويزيد لديهم الوعي البيئي».

وقام عمر الديب وهو مهندس فى سلامة وحماية البيئة ويعمل فى إحدى شركات البترول، بزراعة شارع فى مدينة العبور بعشر شجرات حتى يستطيع الناس الأكل منها بشكل مجاني، لكن الأمر توسع وأصبحت مبادرة كبيرة طرقت أبواب المؤسسات المعنية فى المدينة وجمعت متطوعين من الأسرة والجيران، حيث أقيمت أكثر من 400 فعالية، وزراعة أكثر من 100 ألف شجرة مع استهداف زراعة أكثر من 150 ألف شجرة.

ويقول الديب إن المبادرة قد انطلقت فى عام 2016، وسرعان ما أعجبت الفكرة كثيرين من ليعلنوا انضمامهم، ثم توسعت فى عدة محافظات ليشارك فى فعالياتها آلاف المتطوعين.

أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2