فى ظل التطور العلمى والتكنولوجى فى كل المجالات ومع الإنتشار السريع لوسائل السوشيال ميديا التى تعمل على نقل كافة ما يحدث فى العالم وقت حدوثه بتقنيات عالية الدقة ، فأصبح هناك العديد من المنابر التى تتبنى العمل على إنتشار و نشر الأقوال والأفعال ذات الآثار السلبية على السلم والأمن المجتمعى فى أمور كثيرة تتعلق بالمعتقدات الدينية والأفكار السياسية والمشكلات الإقتصادية ، بكلمات وعبارات غير دقيقة لا ترتكز على معلومات حقيقية وتقوم على الفور بنشر هذه الأقوال دون تأكد من مدى صحتها وتطابقها مع المنطق واستنادها الى نص لائحى أو قانونى ، فتخرج تلك الكلمات والتصريحات وتتلقفها المواقع وتنتشر بسرعة بين أفراد المجتمع مخلفة ورائها حالة من الجدل لا تتحملها مطلقاً ظروف المرحلة الصعبة التى يحياها العالم بأسره ، والتى تُعد سبباً رئيساً فى انتشار الشائعات والأخبار المغلوطة والأكاذيب .
وهنا من الواجب أن يتمتع كل من يتحدث لأى من وسائل الإعلام المرئى أو المقروء أو المسموع بصدق الكلمة وأن يكون عالماً بمواطن وقوع صدى هذه الكلمة ، واعياً لخطورتها وأثرها وتأثيرها ، فالكلمة قد تكون أداة من أدوات البناء إذا كانت كلمة طيبة ومفردة مخلصة ولفظة صادقة ، فتبعث الطمأنينة فى النفوس وتنتشل العقل من أوهام الجهالة وتُنقى القلب من أوحال الزيغ والضلال ،فتلك هى الكلمة النافعة الطيبة التى أمرنا الله عز وجل بها ، وقد تكون الكلمة معولاً من معاول الهدم ، فتكون الكلمة الخبيثة نصلُ خارق وبارود حارق وخناجر مسمومة و رصاص قاتل ، ومن وقت لأخر يخرج علينا من بيننا من يتكلم بكلام لا يراعى فيه منفعة عامة ، فلا يختار توقيتاً مناسباً ولا موضوعاً هادفاً ، فلا استفادة عائدة لأبناء الوطن ، إنما لا يستفيد من هذا الهراء إلا أعداء الوطن الشامتون بنا وبأمننا فغايتهم العظمى إختلاق أجواء مملوءة بالمشاحنات بين أبناء الوطن بين مؤيد لكلامكم ومعارض لأفكارهم فتنشغل منصات التواصل الإجتماعى بهذه الأمور التى لاتُسمن و لا تُغنى من جوع ، ونحن نتلمس ونتححس الخُطى لنجتمع على كلمة سواء فى ظل أزمات اقتصادية عالمية تضرب فى كل اتجاه ، وبدلاً من أن نسخر هذه الجهود فى التفكير لتقديم آراء بناءة تخدم مجتمعاتنا ، فلا هم سكتوا فغنموا ولا تكلموا فنفعوا بل إن قولهم الشطط والهوى وما قدروا للقول دلالته ولا أعتبروا للفظ مآلاته التى ترمى بشرر بين أبنائنا ، وكم من كلمة خرجت من أفواههم فى غير توقيتها فأختلفت حولها الآراء و تاهت على آثارها معانى ومظاهر الوفاق ، قد يكون القصد تصفية الحسابات والطعن فى القامات والكفاءات لخلق حالة من التشكيك والتناقضات فى كل ما ترقى به النفوس و الأذواق وتُزكى به الصفات و الأخلاق .
ومكامن الخطورة فى هذا المضمار أنه أصبح لهؤلاء فكر و استراتيجيات تم بناؤها على خُبث الكلمة وبريق العبارات مستهدفين أمن وسلامة الأوطان ، و كم أورثت هذه الكلمات من العداوة والبغضاء فكم صرفت أخاً عن أخيه وأبناً عن أبيه وهذه الكلمات تفت فى بُنيان الوطن وتُضعف تماسكه وتجعل المتعاونين متنافرين .
وعلينا ونحن نعيش تحديات غير مسبوقة أن يكون لكل فرد منا وكل مؤسسة من مؤسساتنا دوراً فاعلاً فى الحد من أى أمر من شأنه تعكير صفو الأمن المجتمعى والبعد كل البعد عن محفزات الخصومات ولا سيما فى هذه المرحلة التى تحتاج الى تضافر كافة الجهود فلابد من تلاقى الأيادى الطيبة لتُصبح يداً واحدة وأن ننبذ الفرقة والإختلاف وأن يكون منهجنا نابع من ايماننا بوطننا الغالى وان بناؤه مسئوليتنا جميعاً كل حسب موقعه .
فإذا كان الحفاظ على الكلمة ومقاصدها أمراً هاماً فإن الحفاظ على المقدرات من الأهمية بمكان فى ظل هذه التحديات ، فلنحافظ جميعاً على الأموال والممتلكات العامة التى هى ملك للجميع ولابد من الترشيد الفعلى فى كل أمر من شأنه إهدار الموارد لابد من الترشيد فى إستهلاكات الطاقة و الوقود والمياه والمواد الغذائية ، وهذا يدعونا دوماً ان نجدد العهد والوعد لمصر وقيادتها ، مصر الحضارة ، مصر الجمهورية الجديدة .