عاطف عبد الغنى يكتب: في قلب المعركة (!!)

عاطف عبد الغنى يكتب: في قلب المعركة (!!)عاطف عبد الغنى يكتب: في قلب المعركة (!!)

*سلايد رئيسى23-2-2018 | 16:42

الانتخابات الرئاسية القادمة، حدث لا ينفصل عن العمليات الحربية التى تقودها قوات الجيش والشرطة فى سيناء، وعلى الحدود المصرية الأربعة البرية والبحرية، ولا نبالغ إذا قلنا، بل هو حدث فى قلب المعركة، فالإرهاب الأسود الذى يحاول باستماتة أن يضرب استقرار وتقدم ونمو الدولة المصرية يعمل بكل ما أوتى من قوة لإفساد هذا الاستحقاق الدستورى القادم لأسباب أولها وأهمها بالنسبة له إسقاط حاكم ورجل دولة قوى يمكن أن يكون له حظوظ أكبر فى الفوز بفترة ولاية ثانية، وأعتقد أنه مفهوم أننى أتحدث عن المرشح الرئاسى عبدالفتاح السيسى، هذا أولًا. أما ثانيًا: فهؤلاء الإرهابيون – حسب عقيدتهم – لا يريدون الدولة المصرية على شاكلتها الحالية، ولديهم مشروعهم للحكم، وقد خبرناه بعد أن حاولوا تنفيذه على الدول التى استولوا على الحكم فيها مثل مصر، أو الأراضى التى استولوا عليها فى العراق وسوريا. والمصريون اختاروا دولتهم الوطنية بعد أن اكتشفوا – خلال ما سمى بالربيع العربى – خدعة مشاريع الإخوان، وقطر، وتركيا، وإيران، التى أطلقوا عليها الخلافة الإسلامية، بينما يريدها كل منهم خلافة على مقاسه وهواه، عرقية أو طائفية أو مذهبية.

(1)

ولأن الانتخابات الرئاسية على هذا القدر من الأهمية جاءت مبادرة الهيئة الوطنية للصحافة على قدر الحدث، وقد دعت ونظمت الهيئة التى يرأسها الكاتب الصحفى والمدير النشط كرم جبر لحلقة نقاشية يوم السبت 17 فبراير الماضى حملت عنوان (الصحافة والانتخابات الرئاسية فى إطار المعايير الدولية) تقاسمها الصحفيون والمستشارين الأجلاء أعضاء الهيئة الوطنية للانتخابات، ليتحمل كل طرف مسئوليته تجاه الحدث الذى يجرى فى ظرف غير عادى كما قال جبر، إضافة إلى تسهيل مهمة عمل الصحفيين من خلال التنسيق بين الهيئتين (الصحافة والانتخابات) نتاج دستور 2014. والتغطية الصحفية للانتخابات هى أحد المعايير الدولية التى تقاس بها سلامة الانتخابات، التى أتصور أن القادمة منها سوف تضع عمود أساس فى البناء الديموقراطى السليم الذى نرجوه، حين ترسخ لأفكار ومفاهيم التداول السلمى للسطة فى منصب رئيس الجمهورية، واحترام دستور البلاد.

(2)

وبعد كلمة الافتتاح التى ألقاها كرم جبر، تحدث المستشار الوزير عمر مروان عن سلامة الإجراءات الانتخابية ورصد بعض السلبيات فى تغطية الانتخابات السابقة، وهو لديه كل الحق، وما كانت هذه السلبيات إلا لأسباب فى معظمها خارجة عن إرادة الجماعة الصحفية من قبل، حين لم تجد من يمد لها يد العون معلوماتيًا وتثقيفيًا، وحين كانت الجماعة الصحفية شأنها شأن كل المصريين تتعامل مع مثل هذا الحدث بشىء من الخفة وعدم الجدية الناتج عن تجاوزات تحدث فى الانتخابات كلنا نعرفها، أما الآن فقد اختلف الأمر باختلاف الظرف الموضوعى واختلاف نظرة مؤسسات الدولة نفسها للحدث. ونبه المستشار مروان على عدد من السلبيات والأخطاء التى تكتنف التغطيات الصحفية بناء على خبرته السابقة وهى طويلة وعميقة، وفى رصده لهذه السلبيات أشار إلى سعى بعض الصحف ووسائل الإعلام إلى الحصول على سبق صحفى مزعوم (حسب وصفه) وما ينتج عن ذلك من أخطاء نتيجة التسرع فى النشر، وطرح قاعدة ملخصها أن صدق الخبر خير من السبق فى النشر. وتحدث أيضًا عن فروق مواعيد الدعاية الانتخابية للمرشحين، وعن الضوابط داخل اللجان، وعن استطلاعات الرأى غير العلمية، وعن عدم الالتزام بالمصطلحات، وأورد أمثلة فقال إن الإعلام والصحافة يطلقان أحيانًا لفظ نتيجة على الحصر العددى للأصوات داخل اللجان، وهذا خطأ، فمع إطلاق كلمة نتيجة على هذا الحصر العددى نكون كما لو كنا أمام نتائج مختلفة، محذرًا من إطلاق وصف المرشح المحتمل على من حصل على أوراق الترشيح، موضحًا أن الوصف يطلق فقط على من تقدم بالأوراق بعد استيفاء البيانات المطلوبة منه، وينتظر قرار اللجنة النهائى التى فحصت هذه الأوراق. وأثرى آخرون الحلقة النقاشية بما أضافوا لنا نحن معشر الصحفيين الحضور كثير من المعلومات ومنهم المستشار لاشين إبراهيم لاشين رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات الذى وعد من خلال موقعه ومسئولياته أن تكون الانتخابات القادمة نموذجًا يحتذى حين يقدم مصر للعالم أجمع. وتحدث أيضًا المستشار خالد يوسف إبراهيم عضو الهيئة وقدم للحضور الإطار القانونى العام للانتخابات، كذا تحدث د. صلاح فوزى أستاذ القانون الدستورى والخطيب المفوه، وشرح القواعد القانونية الحاكمة للاستحقاق الدستورى القادم، والتى يأتى على رأسها المواثيق والمعاهدات الدولية والدستور. وتحدث صاحب الخبرة الكبيرة مستشار رئيس الوزراء لشئون الانتخابات اللواء رفعت أبوالقمصان عن الإطار الدولى والدستورى للانتخابات، وسرد التطور التاريخى للهيئة الوطنية للانتخابات.

(3)

وفى المقابل، فقد أفاض المتحدثون من أرباب الكلمة، والزملاء الصحفيون المشاركون فى الجلسة العامة وجلستى النقاش عن دور الصحافة فى تغطية الانتخابات فى الداخل والخارج، والمعايير الحاكمة، ودور الهيئة التى أعدت مدونة للسلوك الصحفى، وجاءت مداخلات الصحفيين الكبار من شيوخ المهنة والشباب تستوضح أو تفسر بعض الأمور الشائكة مثل التمويل المحلى والأجنبى للمرشحين وكيفية ضبطه، وكذا الفرص المتاحة لهم للدعاية وتقديم أنفسهم وبرامجهم لجمهور الناخبين إلى آخر هذه الأمور التى سردتها تقارير التغطية الإخبارية العاجلة للحلقة النقاشية.

(4)

وجاءت التوصيات الختامية التى ألقاها د. محمود علم الدين أستاذ الإعلام وعضو الوطنية للصحافة وما اتفق عليه الحضور، من أن دور الصحافة لا يجب ولا ينبغى أن يتوقف عند التغطية الخبرية للحدث، فدور الصحافة يتسع، ويتجاوز ذلك إلى أدوار أخرى أهمها تنوير جمهور الناخبين وتوعيتهم بأهمية الاستحقاق، وأهمية أن يحافظ كل مصرى على حقه فى بناء هذا الوطن من خلال المشاركة فيه. وبدورنا نسأل متى ينفض المصريون من عقولهم وهما نرى أنه لا زال يعشش فيها، أن المسألة محسومة لجهة أو شخص. عزيزى الناخب.. أنت لست صفرًا، ولكنك رقمًا مهمًا جدًا فى المعادلة، وهب إنك صفرًا إذا أضفتنى إلى يسارك صرنا رقمًا كبيرًا، وجعلنا لوجودنا جدوى وتأثيرًا هائلًا كما خلقنا الله وأرادنا.
أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2