أحمد عاطف آدم يكتب: لعبة مريم ومدير المدرسة
أحمد عاطف آدم يكتب: لعبة مريم ومدير المدرسة
بعد انتهاء المصلين من صلاة الجمعه بأحد المساجد والذى كنت متواجدا به ، طلب رجل يبدو فى العقد السادس من العمر الإنتظار للحظات لأمر هام ، وقالها بحسم شديد وحماس، ليجبر معظم من كانوا بالمسجد على الإنتظار لمعرفة القادم ، وإذ به يوجه الناس لضرورة الإنتباة لبناتهم وأبنائهم أيضا فى مراحل التعليم المختلفة وبصفة خاصة بمدارس التربية والتعليم ، عرف الرجل نفسه بأنه مدير إحدى المدارس الإعدادية للبنات وبأنه أكتشف إستقطاب تطبيق لعبة تسمى " مريم " لبعض التلميذات بالمدرسة التى يديرها بل أمتد الأمر لمدارس أخرى ، ويقول عن تلك اللعبة أنها دفعت بالفعل بعض التلميذات بإحداث جروح بمعصم أيديهن تم الكشف عنها بمعرفة إدارة المدرسة ، وتابع الرجل بأن هذا السلوك من الطالبات يأتى ضمن إتباع لأوامر وتعليمات اللعبة ، وأضاف بأن اللعبة تخيرهن بين الانتحار، أو فقدان والديهن، إن لم ينفذا التعليمات الواردة باللعبة .
وبمراجعة محرك البحث " جوجل " على الإنترنت عن تلك اللعبة وجدتها بالفعل وكانت مقدمتها كالتالى :
- مريم فتاة جميلة تعيش في صراع ويجب عليك مساعدتها في الخروج من الظلام الى النور ، قصة درامية ممتعة .
لعبة مريم - استكشاف وتسئلني اسئلة .
لعبة مريم الجديدة .
لعبة مريم تثير اوساط المستخدمين تعرف عليها .
تحميل لعبة مريم اندرويد .
ساهم في مساعدة مريم للوصول لما تحتاجه لتساعدك بدورها في ما تحتاج ، شارك التطبيق مع جميع أصدقاءك .
في غرفات الشات و التواصل الاجتماعي من واتساب فيسبوك انستجرام تويتر وسنب شات.
الآن يمكنك ان تجرب وتحمل لعبة مريم العربية والاستمتاع بها .
وعند مراجعه بعض القصص حول اللعبة وجدت أن مساحتها قليله ويتم إجبار المستخدم للموافقة على العديد من الأوامر والتى تسهل الولوج إلى حسابات الأفراد أو القرصنه على العديد من الملفات والأسرار الشخصية للمستخدمين ، ما يجعلها قادرة على مواجهتهم بحقائق عنهم قد أخفوها عن اللعبة بعد طرحها للعديد من الأسئله عليهم وتلقى إجاباتهم وذلك من أجل إثارتهم وإخضاعهم واستغلالهم فى تنفيذ أوامر اللعبة ، وإيهامهم بأنها حقيقية للدرجه التى تصل ببعضهم لمحاوله الإنتحار كما أشار مدير المدرسة ضمن تحذيراته لأولياء الأمور ، وقطع الرجل وعد على نفسة بتوزيع منشور على الأهالى للفت إنتباههم لخطورة الأمر ، وبعيدا عن أصل اللعبه ومصدرها والروايات عن ذلك كثيرة ولكننى أرى أن الأمر تخطى حد ظاهرة الاستخدام الخاطئ ليصل لحد التغييب والتدمير لعقول أجيال وأجيال قادمة .
والحقيقة التى لا مفر منها هى تلك الحاله من اللامبالاة التى ألمت بالمواطنين سواء فيما يخص الجانب التوعوى لأطفالهم وشبابهم عن خطورة الإستخدام الخاطئ للتكنولوجيا ووسائل الإتصال والتواصل الإليكتروني ومن بينها الإنترنت ، وكذلك عدم تيقن أرباب الأسر العربية لفداحة إمتلاك كل شبل صغير لجهاز مزود بالإنترنت والقدرة على تبادل المواد الإعلامية والتطبيقات الضارة سواء سلوكيا أو إجتماعيا أو نفسيا ، مما ينذر ببناء شخصيات شاذة كالمسوخ لن ينصلح حال المجتمع بها ، فمما لا شك فية ان الأرهاب أصبح لا يطال الأرض فقط كالذى يحدث فى سيناء بل يصل للعقول الصغيرة ويدمهرها أو يشكلها كيفما شاء .
وأخيرا أجد اننى بصدد تقديم إقتراح لأولياء الأمور ربما يلقى قبولا رغم صعوبه تنفيذه فى بداية الأمر ، وهو السماح المقنن باستخدام الأطفال لتكنولوجيا الاتصال الإليكترونى كالهواتف النقالة ومنعهم من تدشين حسابات للتواصل الإجتماعى فى سن صغيرة ، وفرض أنواع بعينها من الهواتف للإتصال فقط وغير مدعومة بتطبيقات الأنترنت وإمكانية تبادل المواد المصورة مع الأجهزة الأخرى .
ليس ما سبق وفقط بل تعليل الأمر بكل صدق معهم بأنهم سيمتلكوا أحدث الأجهزة ولكن فى الوقت المناسب وليس الآن، مما يدعم لديهم إدراك أن الحياة مراحل مختلفة وكل مرحلة لها ثوابتها ومعارفها التى تناسب أصحابها ، ولكم أن تعلموا جميعا أن تحرش الأطفال بالأطفال والأطفال بالكبار أحيانا ليست ظاهرة غريبة على مجتمعنا لأن ذلك أصبح هو التدريج الصحيح والمنطقى للظاهرة الحقيقية وهى تأكيدكم لهم بأنه ليس هناك مركزية فى الانفتاح المعلوماتى بل العشوائى ، وأن كل شئ مباح استخدامه وتجربته دون توجيه أو مراقبة ، ما دفعهم لتبادل الأفلام الإباحية والمواد المخدرة والعودة للمنزل ليلا والتطاول عليكم وتشويه لغتنا الجميلة وتقويض دور المدرسة نفسها بالتبعية .
أتمنى أن تدفعنا المسئولية الأسرية والاجتماعية لتكملة دور أبطالنا البواسل فى سيناء .