هل يقلب موازين الحرب بين روسيا وأوكرانيا هجوم مضاد !

هل يقلب موازين الحرب بين روسيا وأوكرانيا هجوم مضاد !رئيس وأوكرانيا

عرب وعالم11-9-2022 | 14:46

مع دخول الحرب فى أوكرانيا شهرها السابع، تبدو فى الأفق نقطة تحول قد تحدث تغييرًا جوهريا فى مسار الحرب، حيث بدأت القوات الأوكرانية هجومها المضاد فى جنوب البلاد، بهدف إخراج القوات الروسية من الأراضى التى احتلتها خلال الأيام الأولى من الحرب.

فى هذا السياق؛ أعلن الرئيس الأوكرانى زيلينسكى تحرير بلدتين فى جنوب أوكرانيا وبلدة ثالثة فى دونيتسك، وذكرت صحيفة «بوليتيكو» الأمريكية أنه فى الأسبوع الأول من الهجوم الأوكرانى المضاد، حققت أوكرانيا ما أسمته «مكاسب تكتيكية»، حيث تستعد قواتها المسلحة لمعركة طويلة وصعبة قبل حلول فصل الشتاء، أما صحيفة «وول ستريت جورنال» فذكرت أن التصريحات العلنية للتقدم بالتزامن مع مرور أسبوع على الهجوم الجنوبى يشير إلى زيادة الثقة بين المسئولين الأوكرانيين بأن خطتهم لطرد القوات الروسية من مناطق فى الجنوب تسير بشكل جيد.

وذكرت تقارير أن القوات الأوكرانية تسعى بشكل رئيسى لاستعادة مدينة خيرسون ذات الأهمية الاستراتيجية فى الجنوب، وبحسب موقع «ساندبوكس» sandboxx العسكرى الأمريكى، تدرك كييف أن خيرسون الآن أهم من الناحية الاستراتيجية من دونباس، حيث تعد المدينة الواقعة فى جنوب أوكرانيا موطئ قدم وحيداً للجيش الروسى شمال وغرب نهر دنيبرو، الذى يمر عبر أوكرانيا، من كييف إلى البحر الأسود، وربما يكون نهر دنيبرو أهم حاجز استراتيجى فى ساحة المعركة الأوكرانية حيث يقسم البلاد إلى قسمين.

يضاف إلى ذلك، أن مدينة خيرسون تقود إلى شبه جزيرة القرم التى ضمتها روسيا إليها فى عام 2014، وأصبحت القرم مؤخراً هدفاً للهجمات الأوكرانية. ومع ذلك، ولتحقيق المزيد من التقدم نحو شبه جزيرة القرم فى المستقبل، ستحتاج أوكرانيا أولاً للسيطرة على خيرسون، وعلى مدى الأسبوعين الماضيين، استخدمت القوات الأوكرانية نيرانها بعيدة المدى لاستهداف مستودعات الذخيرة الروسية والمراكز اللوجستية ومراكز القيادة والسيطرة – مثل المقرات الرئيسية ورادارات الدفاع الجوى – فى مدينة خيرسون.

وقد يجبر هذا التطور الجيش الروسى على إعادة خطوط الإمداد والمراكز اللوجستية الرئيسية إلى الخلف، مما يعنى استنزاف القوات الروسية على طول خط التماس للاحتياجات الأساسية، مثل الذخيرة والتعزيزات، لأن خط الإمداد الآن أطول بكثير ويتطلب المزيد من المركبات لتغطيته.

وبعيدًا عن أهمية مدينة خيرسون، يبقى التساؤل حول مدى نجاح القوات الأوكرانية فى تحقيق هذا الانتصار على الأرض، فذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية أن الهجوم الأوكرانى المضاد يواجه العديد من المعوقات، أبرزها التعزيزات الروسية فى الأيام الأخيرة، حيث عززت موسكو قواتها فى الجنوب (الوحدة 49) بواقع 24 ألف جندى من منطقة دونباس (الوحدة 35) للدفاع عن مدينة خيرسون، وأضافت: «لذلك يتعين على الروس التمسك بخيرسون، وانتظار الشتاء ثم مواصلة هجوم دونباس المتوقف مرة أخرى»، وخلال أغسطس الماضى، اكتسبت روسيا على وجه التحديد 0.01% من الأراضى الأوكرانية بعد الاستيلاء على سيفيرو دونيتسك فى يونيو، وتسيطر روسيا الآن على حوالى ثلثى دونباس التى تضم منطقتى لوجانسك ودونيتسك.

وتابعت الصحيفة أن المعضلة الثانية التى تواجه أوكرانيا فى هجومها المضاد وأكبر عقبة استراتيجية على الإطلاق هى أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين مصمم على مواصلة العملية العسكرية التى تشنها قواته منذ فبراير الماضى بأى شكل من الأشكال إلى أجل غير مسمى، مما ينذر بمستقبل غامض لكييف غير معروفة عواقبه.

و ذكرت التايمز أن الأوكرانيين مهتمون أيضًا بفصل الشتاء لأنه الموعد النهائى للنجاح فى خيرسون، حيث تكمن أهمية النصر فى أن تثبت للغرب أن قواتها تقاتل بشجاعة وتستحق الدعم الذى يمكنها من خلاله تحرير الأراضى، ورأت أن الفوز فى خيرسون قبل الشتاء هو موعد نهائى عسكرى ل أوكرانيا على وجه التحديد، لأنه موعد نهائى سياسى فى علاقات كييف مع الغرب الذى سيواجه فصلاً قارساً بسبب وقف إمدادات الغاز الروسى، الذى بدوره قد يفجر غضبًا محليًا هناك، وأكدت أنه دون زيادة الدعم العسكرى الغربى، لا يمكن ل أوكرانيا أن تتقدم من الخسارة ببطء فى كل مكان إلى الفوز فى مكان ما، ودون الدعم المالى الغربى الذى يقترب من 9 مليارات دولار شهريًا، لا تستطيع الحكومة الأوكرانية ببساطة الاستمرار فى العمل بينما تخوض أيضًا حربها من أجل البقاء.

وأوضحت «التايمز» أن الولايات المتحدة قدمت أكثر من 70% من جميع مساعدات أوكرانيا العسكرية، لكن الوحدة الأوروبية ضرورية للحفاظ على العقوبات وسحب الاستثمار فى الاقتصاد الروسى، لذا، يحتاج الأوروبيون للاستمرار فى الإيمان بحكومة زيلينسكى، ولفتت الصحيفة إلى أن بوتين يأمل أن الضغط على الطاقة الذى يمكن ل روسيا أن تضعه على أوروبا، وبخاصة على ألمانيا وإيطاليا، والتنازلات التى يمكن أن تقدمها روسيا للأصدقاء والمترددين، مثل المجر واليونان وبلغاريا وصربيا، ستؤدى إلى تقسيم أوروبا وثقب نظام العقوبات فى عدة دول هذا الشتاء، وهو أفضل فرصة له.

لم تختلف صحيفة «وول ستريت جورنال» كثيرًا، فذكرت أنه إذا نجحت أوكرانيا فى استعادة خيرسون، فقد يرسل ذلك إشارة إلى حلفاء كييف الغربيين مفادها أن أوكرانيا يمكنها تحقيق نتائج جديدة فى الحرب، ومع اقتراب فصل الشتاء وارتفاع أسعار الطاقة فى جميع أنحاء أوروبا بسبب خفض روسيا لإمدادات الغاز الطبيعى، فإن ضمان استمرار الدعم الغربى سيكون أمراً بالغ الأهمية بالنسبة لأوكرانيا.

أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2