بعيداً عن مصطلحات «التنظير» وكلام «الفذلكة» الذى يردده الخبراء فى كل شىء بمناسبة ودون مناسبة، وبعيداً عن التفسيرات «العاطفية» لعدد ليس قليلا من الإعلاميين الذين اعتادوا التملق للسلطة ولصانعى القرار، واحترفوا «المرمغة» فى تراب الميرى.. فإنه يجب أن نقر ونعترف جميعاً بأن كل ما تحقق من أنجازات "جبارة" وغير مسبوقة على أرض مصر طوال سنوات تولى الرئيس السيسى المسئولية ما كان يمكن أن يتحقق لو لم يكن وراءه هذا «الظهير الشعبى» الذى يساند الرئيس ويمنحه تلك القوة التى تجعله يتحرك شرقاً وغرباً بكل ثقة إيماناً منه بأنه بين أيد أمينة.
لذا فإنه من حق هذا الشعب أن يفخر بما تحقق لمصر فى عهد الرئيس، فالشعب، وبما قدمه من تضحيات تمثل حجر الزاوية فى كل ما تحقق ومازال يتحقق على أرض مصر الآن، لم يصل الى هذه القناعة من فراغ، وإنما نتيجة اجتيازه وعن جدارة أيضاً مرحلة تشبه كثيراً تلك المرحلة العجيبة التى تسمى «التغيير المؤلم»، والتى تقوم بها الصقور من أجل الحفاظ على حياتها، فالمعروف علمياً أن العمر الافتراضى للصقر هو 40 عاماً، حيث إنه بعد بلوغه الأربعين تنعدم قوة أظافره، التى تكون قد شاخت وصارت غير قادرة على الإمساك بالفريسة، إلى جانب الانحناء الشديد لمنقاره وتقوسه بشكل يجعله غير قادر على أكل أى شىء، وبالطبع فإنه طالما لم يستطع الصقر الإمساك بالفريسة أو التهامها فإنه سيموت حتما من الجوع.
ولكن حينما يرفض الصقر واقعه المرير ويقرر استعادة قوته ليعيش لمدة قد تصل إلى 30 عاماً أخرى فإنه يقوم بعملية يطلق عليها العلماء «التغيير المؤلم»، وهى عملية يستغرق تنفيذها حوالى 150 يوما، حيث يقوم بالصعود إلى أعلى قمة الجبل ويلقى بنفسه وبكل قوته على صخرة حادة، فينكسر منقاره، وبعد عدة أيام ينمو له منقار جديد، ثم يقوم بتكرار نفس الخطوة، ولكنها فى هذه المرة من أجل تكسير أظافره المتهالكة، وعلى الرغم من شدة الآلام و«الأوجاع» التى يتعرض لها فى هاتين المرحلتين، فإن المحصلة النهائية تكون «ميلاد» منقار وأظافر جديدة وقوية تشبه تلك التى كان يمتلكها من قبل، وبعد اجتيازه هذه العملية «المؤلمة» يصبح، وفى حوالى 5 شهور، وكأنه «صقر جديد» يمتلك من القوة ما يؤهله إلى العودة مجدداً ليحكم عالم الطيور بلا منافس، باعتباره الطائر الأقوى والأقدر والأصلح على الإطلاق للقيام بهذه المهمة.
لقد وقف الشعب المصرى إلى جوار الرئيس بإرادته، وخاض معه تجربة «التغيير المؤلم» الذى كان- وللأسف الشديد ـ تغييراً مؤلماً وموجعاً، بل كان فوق طاقة البشر، إلا أنه يبقى الأمل فى النهاية بأن يتبوأ هذا الشعب المكانة «المحترمة» التى تليق به ويستحقها بين شعوب العالم.
[email protected]