توصلت دراسة استقصائية وطنية جديدة أجراها " مركز ويكسنر الطبي" التابع لجامعة ولاية " أوهايو"الأمريكية ، إلى أن العديد من الأمريكيين يفقدون النوم بسبب التوتر و القلق بشأن الوضع الحالي للعالم ، خاصة بعد الجائحة العالمية التى إجتاحته ، فضلا عن الإنقسامات السياسية والإستقطاب الممتد على مدار عامين من الأحداث المضطربة .
فقد أفاد شخص من بين كل خمسة مشاركين فى المسح أنه يجد صعوبة فى الحصول على قسط وافى وكامل من النوم ليلا .. قالت الدكتورة" أنيسة داس"، أستاذ الطب الباطنى فى "مركز ويكسنر الطبى" :" كانت هناك زيادة بنسبة ( 29 % ) فى حالات الأرق فى الفترة من عام 2018 إلى 2021 ، مما ضاعف من معدلات المعاناة من إضطربات المعدة الناجمة عن الإصابة ب التوتر .. مؤكدة أن هذة الإضطرابات تعمل على إبقاء الإنسان مستيقظا ويجد مشقة فى الحصول على قسط وافى من النوم ليلا " .
فقد وجدت الدراسة الإستقصائية أيضًا أن العديد من الأمريكيين يحاولون التخفيف من مشكلات النوم بإكتساب عادات قد تكون ضارة بالنوم الجيد ليلاً ، حيث يقول مايقرب من نصف الأمريكيين إنهم يعكفون على تصفح هواتفهم الذكية قبل النوم مباشرة ، فيما يحاول نحو ( 37% ) الخلود للنوم أثناء مشاهدة التلفزيون .
أوضحت الدكتورة "داس" :" لكن إيقاع الساعة البيولوجية للإنسان ، والمسؤولة عن إخبارنا عن التوقيت الواجب الخلود فيه للنوم والإستيقاظ ، نتيجة لتعاقب دورة النهار والليل ، قد تتعرض للإضطراب عندما نستمر فى مطالعة هواتفنا الذكية أو مشاهدة التلفزيون قبل الخلود إلى النوم مباشرة .. مرجعة ذلك إلى مستويات الضوء المرتفعة التى يتعرض لها الإنسان من هذة الأجهزة ".
كما توصلت الدراسة الإستقصائية إلى أن جميع التغييرات و الإضطرابات التي حدثت على مدى السنوات القليلة الماضية لم تؤرق الأمريكيين فحسب ، بل تُبقيهم مستيقظين في الليل .. لذلك ، يقترح الباحثون زيادة معدلات وساعات التعرض للضوء الطبيعى خلال ساعات النهار قدر الإمكان .. وبمجرد غروب الشمس ، ينصح بالحد من التعرض لمصادر الضوء بصورة مباشرة ومستمرة للحصول على قسط نوم هادىء وكامل .. جنبا إلى جنب ممارسة الرياضة خلال الإسبوع والذى يعد أمرا أساسيا لمساعدة الجسم على الحوصل على روتين نوم مثالى .. كما تشمل التعديلات السلوكية البسيطة الأخرى التي يمكن أن تساعد في تحسين أنماط النوم ، الحفاظ على غرفة نومك باردة ومظلمة وهادئة ، وقضاء الوقت في السرير فقط عندما يحين وقت النوم .. إستخدام أيضا استخدام العلاجات السلوكية المعرفية مثل التأمل واسترخاء العضلات ، فضلا عن الحفاظ على إتساق أوقات النوم والإستيقاظ ، حتى في عطلات نهاية الأسبوع .. كذلك ، يوصى خبراء أنماط النوم بضرورة التحدث مع طبيب لتلقىالمساعدة في تحديد ما إذا كانت الطرق الإضافية ، مثل تقييد النوم ، قد تكون مفيدة أو إذا كان الأرق يمكن أن يكون أحد أعراض حالة صحية أساسية.