دعا المشاركون في منتدى " تواصل الأجيال لدعم العمل العربي المشترك" المنعقد بوهران (غربي الجزائر)، على مدار 5 أيام، القادة العرب المشاركين في القمة العربية المقبلة التي تستضيفها الجزائر في الأول والثاني من نوفمبر المقبل، إلى اغتنام هذا الموعد العربي الهام لرص الصف العربي وإحياء قيم التضامن والتلاحم التي مكنت الأمة في الماضي من مواجهة أعتى القوى الاستعمارية وستمكنها في المستقبل من الدفاع عن مصالحها وقضاياها بكل الوسائل والطرق المشروعة.
جاء ذلك خلال النداء الذي أطلقه، المشاركون في هذا المنتدى، الذي انطلق، الأحد الماضي، بتنظيم من المرصد الجزائري للمجتمع المدني، بمشاركة مسؤولين، وناشطين من المجتمع المدني، ومؤثرين، وشخصيات أكاديمية رفيعة من 19 دولة عربية.
كما أكدوا، خلال هذا النداء، على ضرورة تجديد الالتفاف حول قضية العرب المركزية؛ وهي القضية الفلسطينية من خلال موقف موحد وقوي عبر إحياء مبادرة السلام العربية دعما لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف.
ودعوا إلى تفعيل دور جامعة الدول العربية في تسهيل جهود التسوية السياسية للأزمات التي تمر بها بعض الدول العربية من خلال تبني مقاربة شاملة وجامعة تعلي مصالح الشعوب العربية وتحكم لغة الحوار، التزاما بأحكام ميثاق جامعة الدول العربية، واعتماد رؤية استراتيجية عربية مشتركة لمواجهة التحديات الناجمة عن تزايد التوترات على الساحة الدولية، وما ترتب عنها من استقطاب حاد والعمل على النأي بالمنطقة العربية عن هذه الصراعات، ومضاعفة الجهود لمواجهة المخاطر والتحديات التي يفرضها هذا الوضع، لاسيما فيما يتعلق بتحقيق الأمن الغذائي، والمائي، والبيئي وأمن الطاقة للأمة العربية.
كما دعا المشاركون في المنتدى إلى مضاعفة الجهود الجماعية لمواكبة التطور العلمي والتحولات الرقمية والتكنولوجية التي يعرفها العالم المعاصر، ومجابهة التحديات الناجمة عنها من خلال تبادل الخبرات والتجارب وتكثيف التعاون بين الدول العربية في هذه المجالات، فضلا عن تكثيف الجهود والتنسيق بين الدول العربية للحفاظ على الهوية والذاكرة العربية الجماعية وحمايتها من الطمس والتزييف وضمان ديمومتها وتوارثها بين الأجيال، لا سيما عبر الاستغلال الرشيد لتكنولوجيات الاعلام والاتصال.
كما ثمنوا بأهمية الدفع بالعمل الثقافي العربي المشترك ليرتقي إلى المكانة التي تليق به داخل منظومة العمل العربي المشترك، باعتباره عاملا أساسيا لبناء جيل عربي قوي الانتماء، فخور بثقافته، متمسك بقيم الحوار والتسامح ونبذ خطاب الكراهية والتطرف.
كما أشار المشاركون في توصياتهم إلى ضرورة العمل على إزالة جميع أشكال العوائق والعراقيل لتسهيل التبادلات التجارية، وتنقل الأشخاص بين الأقطار العربية، وعلى منع فرض العقوبات أو الحصارات الاقتصادية على الدول العربية، وتبني فكرة تواصل الأجيال داخل منظمات العمل العربي المشترك من خلال إقرار سياسة منفتحة على الشباب العربي، عبر آليات تمثيلية لمختلف مكونات المجتمع المدني العربي داخل وخارج الأقطار العربية، على مستوى الجامعة العربية، تتيح لها فرصة إسماع صوتها وانشغالاتها والتفاعل مع منظماتها وأجهزتها، تنفيذا لقرارات القمم العربية ذات الصلة.
ودعوا إلى العمل على مواصلة الجهود المبذولة في سبيل تعزيز دور المرأة العربية على الصعيدين الوطني والعربي وتفعيل مشاركتها في مسارات الإصلاح والتنمية؛ ومواصلة مسار مشروع إصلاح وتطوير منظومة العمل العربي المشترك من خلال تحديث وعصرنة كل المنظمات العربية لمسايرة اهتمامات وتحقيق تطلعات المواطن العربي.
فيما قرر المشاركون في هذا المنتدى إطلاق مسار تأسيس منتدى دائم للمجتمع المدني العربي تحت اسم "منتدى وهران للمجتمع المدني العربي" ليكون منصة للحوار وتبادل الأفكار حول أمثل السبل للتكفل بالانشغالات والتطلعات المشروعة للشعوب العربية وفضاء للنقاش وبلورة تصورات مستحدثة تضمن مواصلة تعبئة جهود المجتمع المدني العربي وإسماع صوته، دعما للعمل العربي المشترك.