قال
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش اليوم الأخير من قمة "تحويل التعليم "، إن التعليم كان بمثابة دليل ومحك"، محذرًا من أن التعليم يمر "بأزمة عميقة".
وأضاف الأمين العام - وفقا للموقع الرسمي للأمم المتحدة - أن التعليم وبدلا من أن يكون عاملا تمكينيا عظيما، يصبح، وبصورة سريعة، حاجزا كبيرا، مشيرا إلى أن حوالي 70 في المائة من الأطفال في سن العاشرة في البلدان الفقيرة لا يستطيعون قراءة نص بسيط، "إما أنهم خارج المدرسة أو في المدرسة ولكنهم بالكاد يتعلمون".
وتابع أنه حتى في البلدان المتقدمة، يبين الأمين العام أن أنظمة التعليم غالبا ما ترسخ اللامساواة بدلا من الحد منها، وتعيد إنتاجها عبر الأجيال. ومضى قائلا:"يتمتع الأغنياء بإمكانية الوصول إلى أفضل الموارد والمدارس والجامعات، مما يؤدي إلى حصولهم على أفضل الوظائف، بينما يواجه الفقراء - خاصة الفتيات - عقبات كبيرة في اكتساب المؤهلات التي يمكن أن تغير حياتهم، فيما يواجه النازحون والطلاب ذوو الإعاقة أكبر العقبات على الإطلاق".
وأوضح الأمين العام أن جائحة كوفيد-19 ألقت بتأثير مدمر على التعلم في جميع أنحاء العالم، ووجهت ضربة قوية للتقدم في تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، لكنه قال إن أزمة التعليم بدأت منذ وقت طويل - وأصبحت أعمق بكثير.
وفقا لتقرير صادر عن اللجنة الدولية المعنية بمستقبل التعليم، تساهم أنظمة التعليم في إفشال الطلاب والمجتمعات لأنها تفضل التعلم عن ظهر قلب والمنافسة على الدرجات.
وأكد الأمين العام قبل كل شيء، على أهمية أن يدعم التعليم الجيد تنمية الفرد المتعلم طوال حياته أو حياتها. ويجب أن يساعد الناس على تعلم كيفية التعلم، مع التركيز على حل المشكلات والتعاون وتابع قائلا "يجب أن يتم توفير أسس التعلم، من القراءة والكتابة والرياضيات إلى المهارات العلمية والرقمية والاجتماعية والعاطفية. يجب أن يطور أيضا قدرة الطلاب على التكيف مع عالم العمل سريع التغير. يجب أن يكون في متناول الجميع من المراحل الأولى وطوال حياتهم. ويجب أن يساعدنا على تعلم العيش والعمل معا، وفهم أنفسنا و مسؤولياتنا تجاه بعضنا البعض وتجاه كوكبنا".
وأكد على أننا في حاجة إلى تركيز جديد على المعلمين وعلى أدوارهم ومهاراتهم، مشيرا إلى أن معلمي يحتاجون إلى أن يكونوا ميسرين في الفصل، يعززون التعلم بدلا من مجرد نقل الإجابات. كما نحتاج أيضا إلى معالجة النقص العالمي في المعلمين، والنظر في تعزيز جودتهم، من خلال رفع مكانتهم وضمان حصولهم على ظروف عمل لائقة وتدريب مستمر وفرص تعليمية، وتلقي رواتب مناسبة".
كما أكد أنه يجب أن تفيد الثورة الرقمية جميع المتعلمين، وفي الأخير يجب توفر التمويل.
وأشار إلى أن كل ذلك لن يكون ممكنا بدون زيادة تمويل التعليم والتضامن العالمي.
وحث جميع البلدان على حماية ميزانيات التعليم والتأكد من أن يترجم الإنفاق على التعليم إلى زيادات تدريجية في الموارد لكل طالب ونتائج تعليمية أفضل. حيث يجب أن يكون تمويل التعليم الأولوية الأولى للحكومات، قائلا إنه أهم استثمار منفرد يمكن لأي بلد أن تقوم به تجاه شعبه ومستقبله".
وفي الختام ، قال إن قمة تحويل التعليم ستحقق أهدافها العالمية فقط من خلال حشد "حركة عالمية".