استقبل فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، لتعزيز التعاون في التواصل مع المصريين بالخارج، وتعزيز ارتباطهم ببلدهم ومؤسساته الوطنية وفي مقدمته الأزهر الشريف وما يمثله علماؤه من منارة للعلوم الدينية الإسلامية وذلك بحضور السفير عمرو عباس، مساعد وزير الهجرة لشئون الجاليات، ود. محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف.
ومن ناحيتها، أوضحت السفيرة سها جندي، أن الأزهر الشريف منارة علمية لنشر القيم الدينية السمحة والتي تدعو للسلام والتعايش في العالم كله، مشيرة إلى تطلعها لاستكمال مبادرة "مصر بداية الطريق" للاحتفاء بخريجي الجامعات المصرية وخاصة الأزهر الشريف الذي يحظى بأكبر عدد من الخريجين الذين نبغوا في مجالات متنوعة وتقلدوا مناصب قيادية حول العالم.
وأشادت وزيرة الهجرة بدور الأزهر الشريف في نشر السلام العالمي، مثمنة مشاركة فضيلة الإمام الأكبر في وثيقة الأخوة الإنسانية، وحرصه على التواصل مع ممثلي الأديان الأخرى لنشر ثقافة التعايش والسلام في ربوع العالم، ما يعد انعكاسًا لدور مصر وريادتها بمؤسساتها الدينية في مقدمتها الأزهر الشريف والكنيسة المصرية، وهو ما يمكن أن يعد رسالة إيجابية لكل المجتمعات لدمج المهاجرين واستيعابهم في مختلف المجتمعات بلا تمييز بسبب اللون أو الدين أو العرق.
ونقلت السفيرة طلب الجالية المصرية في أيرلندا لابتعاث موفدين من الأزهر الشريف لتعليمهم أمور دينهم وتوعيتهم لحل مشكلاتهم، وتعريف الشباب بالتوجهات المختلفة ووسطية الإسلام وتسامحه، بجانب توفير الكوادر المتخصصة والمواد العلمية والمطبوعة لتوعية الجاليات المصرية بالخارج.
واستعرضت السفيرة سها جندي أهمية منصات الأزهر الشريف الإلكترونية -مثل مرصد الأزهر- والتي تدعم التواصل في الأمور الدينية مع الجاليات المصرية بالخارج بجانب موقع دار الإفتاء ووزارة الأوقاف، مشيدة بالتعاون بين وزارة الهجرة ومؤسساتنا الدينية لنشر التوعية الأسرية والمجتمعية.
ومن ناحيته، رحب فضيلة الإمام الأكبر، د. أحمد الطيب، بمقترحات وزارة الهجرة لتوعية الجاليات المصرية في الخارج، مؤكدا أن بيت العائلة المصرية مثال واضح على أن التعايش بمحبة وتسامح قادرة على بناء المجتمعات وتعريف الناس بالوسطية في كل الأديان لقبول الآخرين والتعايش معهم بسلام وإنسانية.
وأضاف فضيلته أن الأزهر فتح أبوابه لكثير من القامات حول العالم درسوا في رحابه، وتعلموا المناهج والعلوم الدينية والعلمية داخل أروقته، وهو ما نحرص على نشره للناس من خلال كل البعثات التي يوفدها الأزهر للخارج، مرحبا باستمرار التعاون في مبادرة "مصر بداية الطريق" لاستقبال من تعلموا في أروقة الأزهر والاحتفاء بهم وتعريفهم بما يتم إنجازه في مصر.
وأوضح د. أحمد الطيب أن هناك الكثير من المبادرات التي أطلقها الأزهر لنشر صحيح الدين، والتأكيد أن الإسلام يحفظ دماء الناس وأموالهم وأن الدين برئ من الإرهاب وأفعاله، مشيرا إلى تجربة مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في الرد على شبهات المتطرفين وما ينشرونه بين الجاليات بالخارج، لتوضيح المفاهيم والتوعية بما ينبغي علينا الالتزام به، والذي يضم إصدارات بلغت عديدة، حيث يمكن زيارته عبر الرابط:
https://www.azhar.eg/observer
ورحب فضيلة الإمام الأكبر بالتنسيق لإيفاد مبعوثين على أعلى مستوى من التأهيل العلمي والحاصلين على دراسات عليا في الخارج، ليكون لديهم العلم المؤسس في الأزهر الشريف وتمكن اللغة وتفهم ثقافة الدول المرشح للسفر إليها وذلك بالتعاون مع وزارة الهجرة، على أن يتم البدء بأيرلندا الشمالية استجابة لرئيس الجالية.