أكد مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن الاتحاد الأوروبي و الولايات المتحدة يفكران جديًا في فرض عقوبات جديدة على إيران على خلفية تعامل السلطات الإيرانية مع المتظاهرين احتجاجًا على مقتل الفتاة ماهسا أميني في أحد مراكز الشرطة.
ويسلط المقال، الذي شارك في كتابته "باتريك وينتور" و"هارون جانجوا"، الضوء على تصريحات مسئول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل التي أدان فيها الاستخدام المفرط للقوة من جانب السلطات الإيرانية ضد المتظاهرين، موضحاً أن كل الخيارات لفرض عقوبات على إيران ستكون متاحة في الاجتماع القادم لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي.
وأضاف بوريل، كما يشير المقال، إلى أن الاختيارات الأرجح هي دعم الشعب الإيراني في الحصول على خدمة الإنترنت التي قطعتها السلطات الإيرانية في أعقاب اندلاع الاحتجاجات إلى جانب فرض عقوبات اقتصادية.
ويوضح المقال أن المحتجين الذين بدأوا مظاهراتهم منذ عشرة أيام يطالبون بالمزيد من الحريات والانفتاح على العالم الخارجي ويناشدون الغرب تقديم المزيد من الدعم لهم، مشيرًا إلى أن المصادمات بين المتظاهرين والسلطات في إيران تمخضت حتى الآن عن مقتل ما يربو على 75 شخصًا، طبقًا لما أعلنته إحدى مجموعات حقوق الإنسان، بينما تشير تقديرات السلطات الإيرانية إلى أن عدد القتلى وصل إلى 41 فقط بما فيهم أفراد من قوات الأمن.
وأضاف المقال أن الأحداث الأخيرة في إيران ألقت بظلالها على محادثات الملف النووي الإيراني مع الدول الغربية حيث طالب أعضاء جمهوريون في مجلس الشيوخ الأمريكي الإدارة الأمريكية بإعلان انسحابها من المفاوضات التي سوف تحدد مصير الاتفاق النووي بين إيران والدول الغربية.
ولفت المقال إلى تصريحات عضوة مجلس الشيوخ الأمريكي مارشا بلاكبيرن التي تقول فيها إن السلطات الإيرانية اغتالت فتاة بسبب عدم ارتدائها الحجاب، معربة عن دهشتها في نفس الوقت من قبول الرئيس الأمريكي جو بايدن أن يعقد اتفاقًا نوويًا مع النظام الإيراني، على حد قولها.
وفي الوقت نفسه، يقول جاك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي إنه لا علاقة بين مظاهرات إيران الحالية والاتفاق النووي إذ أن الولايات المتحدة تسعى من خلال هذا الاتفاق للحيلولة دون امتلاك إيران لسلاح نووي وفي حالة نجاح واشنطن في تحقيق هذا الهدف سيكون العالم بأسره أكثر أمنًا.
ويضيف المقال أن المتظاهرين الإيرانيين تواصلوا مع صحيفة الجارديان حيث أكدوا أن الشعب الإيراني بأسره خرج عن صمته وأن السلطات الإيرانية لن تتمكن من إسكات أصواتهم التي تطالب بالحرية وأنه يجب على المجتمع الدولي أن يرى الوجه الحقيقي للنظام الإيراني.
ويسلط المقال الضوء في الختام على مطالبة المتظاهرين الدول الغربية بفرض عقوبات على النظام الإيراني، وعلى تأكيدهم أنهم لن يتراجعوا عن مظاهراتهم.