أكد عميد كلية الدعوة الإسلامية الأسبق بجامعة الأزهر، الدكتور أحمد ربيع يوسف، أن وزارة الأوقاف تتبنى حراكًا علميًّا داخليًّا وخارجيًّا، ومؤتمراتها الدولية تتناول قضايا شائكة؛ الأمة في أمس الحاجة إليها.
جاء ذلك خلال انعقاد المحاضرة الأولى في اليوم الثالث لدورة اتحاد الإذاعات الإسلامية بأكاديمية الأوقاف الدولية بعنوان: "القصص القرآني وأثره في جذب المشاهدين" وقدم لهذه المحاضرة الدكتور أشرف فهمي مدير عام الإدارة العامة للتدريب، وترجم المحاضرة كل من: الشيخ نور الدين قناوي إلى اللغة الإنجليزية، والشيخ محمد الديباوي إلى اللغة الفرنسية.
وفي بداية محاضرته، أشاد الدكتور أحمد ربيع بجهود وزارة الأوقاف بقيادة الدكتور محمد مختار جمعة، مؤكدًا أن الأوقاف تتبنى حراكًا علميًّا داخل مصر وخارجها على المستوى المحلي لأئمتها وواعظاتها وللراغبين في التزود من الثقافة الإسلامية والفكر الوسطي المستنير، وعلى المستوى الدولي من خلال دوراتها الدولية، ومن خلال مؤتمراتها الدولية التي تتناول قضايا شائكة، الأمة في أمس الحاجة إليها والتي شاهدنا ما أثمر عنه مؤتمر الأوقاف الدولي الثالث والثلاثين الذي عقد منذ يومين بالقاهرة تحت عنوان: "الاجتهاد وقضايا العصر".
وأشار إلى أن القصة شيء محبب للإنسان، والقصص القرآني يحكي أحوال الأمم الماضية، مؤكدًا أن القرآن الكريم اشتمل على كثير من وقائع الماضي، وتاريخ الأمم، وذكر البلاد والديار، وتتبع آثار كل قوم، وحكى عنهم صورًا ناطقة لما كانوا عليه وذلك لقوة تأثيرها في إصلاح القلوب والأعمال والأخلاق، والقصة في القرآن الكريم ليست مجرد حكاية بل هي حقيقة للعبرة والعظة، حيث يقول سبحانه: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}، مبينًا أن القرآن الكريم ربما يذكر القصة كاملة في سورة واحدة مثل سورة يوسف (عليه السلام).
ولفت الدكتور أحمد ربيع إلى أنه أحيانا تأتي القصة في أكثر من سورة وفي كل موضع تعالج أمورًا معينة كما في قصة موسى (عليه السلام)، موضحًا أن القصة الناجحة تعتمد على أربعة عناصر: الزمان، والمكان، والأشخاص، والحبكة الموضوعية أو الهدف التي تعالجه القصة، مؤكدًا أن القصص القرآني كله فوائد وعبر تعالج قضايا المجتمع، كما بين أن القصص القرآني يذكر الزمان والمكان والأشخاص إذا كان لذكرها فائد، وأن القرآن الكريم يركز على الحدث المباشر كما جاء في قصة الهدهد مع سيدنا سليمان (عليه السلام) في سورة النمل.
وفي سياق آخر، وفي إطار دور وزارة الأوقاف المصرية في نشر الفكر الوسطي المستنير ومواجهة الفكر المتطرف، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، ومن خلال التعاون مع وزارة الثقافة، أقيمت ندوة لمناقشة ديوان شعر الأطفال "أحلم" للشاعر بهجت صميدة الصادر ضمن سلسلة "رؤية" للنشء بالتعاون بين وزارة الأوقاف ووزارة الثقافة، وذلك بمعرض دمنهور الخامس للكتاب بمحافظة البحيرة، والمقام في الفترة من 19 حتى 29 سبتمبر الجاري، حيث ناقش الديوان كل من الدكتور محمود عسران الناقد الأدبي ووكيل كلية التربية للطفولة المبكرة، والدكتور كمال اللهيب الناقد الأدبي والمتخصص في أدب الأطفال، بحضور نخبة من الأدباء، والمهتمين بالشأن الثقافي والتربوي وعدد من الأطفال المتميزين المشاركون بالبرنامج الصيفي للطفل.
وخلال كلمته، أكد الدكتور كمال اللهيب الناقد الأدبي والمتخصص في أدب الأطفال أن العلم هو المحرك لعربة تقدم الأمم، والعمل هو عجلاتها، وأن الثقافة هي عجلة القيادة في هذه العربة، مثمنا التعاون بين وزارة الأوقاف ووزارة الثقافة والذي قدم منتجا راقيا متمثلا في سلسلة "رؤية" للنشء، والتي تعد بمثابة نجم مضيئ في سماء أدب وثقافة الطفل، مشيدًا بالإصدار الشعري الأول ضمن السلسة وهو ديوان "أحلم" للشاعر بهجت صميدة الذي يخاطب الناشئة ببساطة ورقي، ويعلي قيم العلم والعمل والسعي نحو مستقبل أفضل، مضيفا أن الرسوم التي تم اختيارها للقصائد للفنان أحمد جعيصة تعبر عن البهجة والحماسة وتعطي طاقة إيجابية لتحفيز الطفل للإبداع.
وفي كلمته، أكد الناقد الأدبي الدكتور محمود عسران وكيل كلية التربية للطفولة المبكرة أن ديوان "أحلم" الصادر ضمن سلسلة "رؤية" للنشء اهتم بالقيم المجتمعية الراقية، ونمى الجانب الوطني والإنساني والديني لدى الطفل، بأسلوب بسيط يعمل على تكوين جيل جديد واع بتراث أمته وقادر على صياغة مستقبله، مشيدًا باشتمال الديوان على ذكر مفردات البهجة والتي تسهم في منح الطفل السعادة والأمل الدائم وتنمي قوة التركيز لديه.
وخلال كلمته، وجه الشاعر بهجت صميدة الشكر لوزير الأوقاف على ما يبذله من جهود لبناء النشء بناء سويًّا على الفكر الوسطي المستنير من خلال إصدارات سلسلة "رؤية للنشء"، كما وجه الشكر للدكتورة هدى حميد مشرف سلسلة "رؤية" للنشء على جهودها المتواصلة للارتقاء بالطفل والخروج بسلسلة "رؤية" بصورة تليق بمكانة أبنائنا وبناتنا وتسهم في بنائهم وتحصينهم ضد جماعات التطرف والفكر الهدام.
وفي ختام الندوة تم إهداء نسخ من ديوان "أحلم" وسلسلة "رؤية" للنشء هدية من وزارة الأوقاف للأطفال المتميزون المشاركون بالبرنامج الصيفي ولرواد المعرض.