أكد قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية أن تاريخ أسقفية الخدمات على مدى السنوات السابقة حافل بالخدمات الجليلة التي تقدم للجميع، لافتا إلى وجود تعاون بين أسقفية الخدمات وعدد من أجهزة الدولة، من بينها التعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي، إلى جانب التعاون مع مبادرة حياة كريمة التي تستهدف ملايين من المصريين.
وقال البابا تواضروس الثاني - في كلمته خلال القداس الاحتفالي بمرور 60 عاما على تأسيس أسقفية الخدمات - إن الأنبا صموئيل كان شخصية هادئة ولم يتسبب في أي خلاف أو مجادلة وكان له تقدير من الجميع، وأن أحد أسباب بناء الكاتدرائية المرقسية بالعباسية هو الأنبا صموئيل، حيث قدم اقتراح إنشاء الكاتدرائية للكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل أحد المقربين من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وتم اتخاذ قرار البناء.
وتابع قائلا نحن نحتفل بتذكار تأسيس الأسقفية والتي افتتحت في 30 سبتمبر عام 1962، ونفخر أنها تقدم صورة طيبة للعمل المؤسسي الجماعي الذي يتمتع بالتعاون والاستمرارية، غير المرتبط بالأشخاص، ومن هنا كان النجاح والنمو في كل وقت، موضحا أن نيافة الأنبا صموئيل المتنيح هو أول أسقف لهذه الأسقفية، وخدم بها نحو 20 عاما، ولم يصنع أي مشكلة في أي وقت، رغم مرور الكنيسة بظروف صعبة في هذا التوقيت.
وأضاف البابا تواضروس أن الأنبا صموئيل مد العديد من العلاقات مع مجموعة من الهيئات والمؤسسات داخل مصر وخارجها، موضحا أن الآباء الأساقفة الذين جاءوا عقب الأنبا صموئيل ساروا على نهجه، وجاء بعده الأنبا أثناسيوس أسقف بني سويف المتنيح، وبعده الأنبا سرابيون الذي قاد الأسقفية لمدة 10 سنوات، وهو حاليا يخدم في الولايات المتحدة الأمريكية، وبعده جاء الأنبا يؤانس أسقف أسيوط الحالي، وبعده جاء الأنبا يوليوس الذي يقود أسقفية الخدمات حاليا.
وأوضح أن أسقفية الخدمات كيان متسع وينمو، ومن أهم علامات النجاح انضمام العديد من الخدام من كل مكان، وعقد شراكات مع العديد من الهيئات، وإن هذا الكيان يظهر صورة المسيح الذكية، وهي مسئولية كل شخص، وأن رائحة المسيح الذكية لا تري بالعين ولكن نشعر بها، وهكذا عمل الخدام في أسقفية الخدمات وهي تقدم صورة طيبة للخدام الكنسيين في كل مكان.
ومن المقرر أن يتم تكريم أسماء مجموعة من الشخصيات التي تركت أثرا كبيرا خلال فترة خدمتها بأسقفية الخدمات، وإلقاء الضوء على جهودهم ودورهم في هذه الخدمة العريقة.
وكان قداسة البابا تواضروس الثاني قد شهد أول أمس احتفالية إطلاق مشروع "بنت الملك" الذي تتبناه سكرتارية قداسة البابا للرعاية الاجتماعية و أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية بالاشتراك مع وزارة التضامن وبنك ناصر الاجتماعي.
وشارك في الاحتفالية الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، والسفيرة سها جندي وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، والدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، وهاني محمود مستشار رئيس الوزراء للإصلاح الإداري ومحمد عشماوي نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لبنك ناصر الاجتماعي، وعدد من مسؤولي وزارة التضامن وبنك ناصر، وعدد من أحبار الكنيسة والآباء الكهنة وحوالي 900 من الفتيات المستفيدات من المشروع.