الأسباب الحقيقية وراء إعلان بوتين التعبئة العسكرية

الأسباب الحقيقية وراء إعلان بوتين التعبئة العسكريةالأسباب الحقيقية وراء إعلان بوتين التعبئة العسكرية

الخبراء: 3 سيناريوهات للحرب الروسية الأوكرانية وأمريكا الفائز الوحيد

الولايات المتحدة هدفها استنزاف روسيا في أوكرانيا واستبعاد وقوع حرب نووية
اللواء محمد الغبارى:
قمة التصعيد هي بداية التهدئة وإعلان بوتين للتعبئة طريقة لمائدة المفاوضات
اللواء محمد الشهاوى:
أتوقع أن تنتهى العمليات العسكرية فى أوكرانيا قريبا.. ولن تحدث حرب نووية
اللواء هشام الحلبي:
استبعد وقوع حرب نووية لتلاحم القوات الروسية والأوكرانية على الجبهة

أحداث متلاحقة عاشها العالم خلال الأسبوع الأخير والتي حملت كثيرا من التصريحات الصادمة لزعماء ورؤساء دول عظمى والتي أشاروا من خلالها إلى احتمال وقوع مواجهات نووية، خاصة بعد أن تمكنت القوات الأوكرانية من استعادة جزء من أراضيها التي كانت روسيا قد سيطرت عليها مما أشعل الموقف بعد مد الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية للجيش الأوكراني بأسلحة متطورة وعلى ضوء ذلك أعلن الرئيس الروسي بوتين إجراء استفتاء في أربعة أقاليم أوكرانية للانضمام إلى الاتحاد الروسي وهو الأمر الذي يعطى لروسيا الحق في الدفاع عن تلك الأراضي حال الاعتداء عليها مهددا باستخدام الأسلحة النووية وأعلن عن التعبئة الجزئية لقوات الاحتياط وهو الأمر الذي ينقل عمليات روسيا من كونها عمليات عسكرية إلى حرب عالمية ثالثة على وشك البدء، إلا أن الخبراء رجحوا أن يكون التصعيد ما هو إلا بداية للتهدءة والجلوس على مائدة المفاوضات مع ترجيح استمرار العمليات العسكرية وإطالة أمد الحرب لاستنزاف روسيا


والبداية مع اللواء دكتور محمد الغبارى المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية للدراسات العليا الذي أكد أن الرئيس الروسي بوتين نجح في تحقيق هدفه من العمليات العسكرية في أوكرانيا والتي أعلن عنها وهى تدمير البنية العسكرية ل أوكرانيا وفك ترسانة أسلحتها النووية ومنع حلف الناتو من تنفيذ مخططاته بتهديد الأمن القومي الروسي ونجحت روسيا في تحقيق النطاق الأمني لحدودها باستيلائها على الأراضي المطلة على بحر أزوف


وأشار الغبارى إلى أن القوات الروسية قامت بعدد من الخدع الاستراتيجية فهاجم كييف ثم انسحب منها وهاجم اوديسا وحاصرها ولم يستولى عليها وكان هدفه تشتيت توقعات الغرب بالهجوم الروسي على أوكرانيا كلها إلا أن الحقيقة أن بوتين كان يريد تعزيز الوجود الروسي شرق نهر ازوف حيث يبطل خطورة صواريخ الناتو على حدوده في اتجاه موسكو وقد نجح في تحقيق هدفه.


وأكد المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية أن ما يحدث الآن من قمة التصعيد هي بداية التهدئة وإعلان بوتين للتعبئة ما هو إلا محاولة للوصول إلى حلول والجلوس على مائدة المفاوضات بعد أن حقق هدفه فهو يرغب ألان في إنهاء الحرب خاصة أن الولايات المتحدة والغرب يحاولوا إيجاد حرب بين الجمهوريات الصغيرة على حدود روسيا


مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية هي صاحب المكسب الأكبر فقد حققت الحرب الروسية الأوكرانية إنعاش الاقتصاد الأمريكي خاصة أن أوروبا نفسها بدأت في الاتجاه لاستيراد الطاقة من الولايات المتحدة كما أنها أدخلت روسيا حربا لاستنزافها.
تليها فى المكاسب روسيا التى استطاعت حماية محيطها الحيوي وآمنها القومى، اما الخاسرون فى تلك الحرب هى أوروبا و أوكرانيا والدول النامية فالحرب قريبة من الاراضى الأوروبية وعلى الأراضى الأوكرانية كما أن اقتصادهم تأثر بشدة من جراء أزمة الطاقة كما أن الدول النامية تأثرت من الأزمة التى لحقت بسلاسل الغذاء والتوريد مما أضر باقتصادها.


وأكد أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى إلى إطالة أمد الحرب الروسية الأوكرانية لاستنزاف روسيا ومن جهة أخرى تسعى روسيا نفسها إلى اطالة أمد الحرب لتصعيد أزمة الطاقة فى أوروبا خاصة أن فصل الشتاء على الأبواب خاصة بعد فشل أوروبا فى تحقيق هدفها من فرض عقوبات اقتصادية على روسيا التى أمنت اقتصادها بانضمامها إلى تجمع شنغهاى من جهة، إلى جانب أنها المنتج الأول للقمح فى العالم من جهة أخرى.


ونبة الغبارى إلى أن العقوبات الاقتصادية التى فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا أدت إلى إضعاف الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو لأن هناك عددا من الدول لم تمتثل لقرارات الاتحاد الاوروبى مثل التشيك والمجر مما يعنى اتجاههم للانضمام فى المستقبل إلى الاتحاد الروسي وأتوقع ألا تستمر الحرب الروسية الأوكرانية أكثر من سنة.


هدف التعبئة


ومن جهته أكد اللواء دكتور محمد الشهاوى المستشار بكلية القادة والأركان أن ما تقوم به روسيا دلالة على أنها تستخدم كل أدواتها للحفاظ على أمنها ومقدراتها فإعلان بوتين التعبئة الجزئية للجيش الروسي والتى تبلغ 300 ألف من قوات الاحتياط وهم ليسوا عدد كبير حيث يمثل 1% فقط من إجمالى التعبئة العسكرية الروسية التى تصل إلى 25 مليون مقاتل وبالتالى فهدف بوتين من التعبئة هو تغيير التكتيكات الروسية خاصة بعد الاستفتاء الذى تم إجراؤه فى أقاليم تابعة ل أوكرانيا والذى يرجح الانضمام إلى الاتحاد الروسي وهى مناطق لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزاباروجيا، مما يعنى أنها أراض روسية.


وأضاف أن أهداف بوتين من التعبئة هى الحفاظ على الأراضي التى سيطر عليها حتى الآن والتى تعادل 20% من مساحة أوكرانيا خاصة بعد نجاح هجمات القوات الأوكرانية المضادة فى استرداد بعض الاراضى وانسحاب القوات الروسية من بعض المدن، ومن جهه أخرى يريد تنفيذ عمليات عسكرية ناجحة خاصة قبل حلول فصل الشتاء للضغط على الغرب حتى لا يقوم بدعم أوكرانيا عسكريا.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة كانت ولا زالت تريد استنزاف روسيا لكن روسيا حققت نجاحات واستولت على 20% من أراضى أوكرانيا أى على 125 كم مربع وهى منطقة عازلة بينها وبين حلف الناتو وبالتالى نستطيع أن نقول إن روسيا حققت أهدافها من العملية العسكرية، كما أن التعبئة العسكرية رسالة إلى الغرب والولايات المتحدة الامريكية بإطالة أمد الحرب وأعمال القتال مما يعنى مشكلة فى مصادر الطاقة بالنسبة لأوروبا مع قرب فصل الشتاء
وأضاف الشهاوى أتوقع أن تنتهى العمليات العسكرية فى أوكرانيا قريبا ورغم التهديد باستخدام أسلحة نووية إلا أنه لن تحدث حرب نووية فالعالم يمتلك 50 ألف رأس نووى مما يعادل قوة 1.6 كالقنبلة التى ألقيت على هيروشيما ونجازاكى وبالتالى فإن تهديد بوتين باستخدام السلاح النووى هو لاستفزاز الغرب والولايات المتحدة بأنه فى حال تعرضه لاستمرار الدعم العسكرى الغربى والأمريكي خاصة منظومات التسليح المتقدمة التى أدت إلى نجاح الهجمات المضادة الأوكرانية فى الفترة الماضية واستعادت 8 آلاف كم مربع من إجمال 125 ألف كم مربع تم السيطرة عليها من قبل روسيا مما يعنى أنه جاد فى استخدام أسلحة متطورة من صواريخ فرط صوتية وغواصات نووية وطائرة يوم القيامة كل ذلك قادر وجاهز ولديه الإرادة فى القضاء على الغرب فى حال إصرار الغرب على هزيمة روسيا وتاتى تلك الإجراءات فى إطار الحرب النفسية.


وقال الشهاوى عن سيناريوهات الحرب الروسية الأوكرانية أن هناك سيناريوهين، الأول أن يستمر الغرب والولايات المتحدة الأمريكية فى تصعيد إمداد أوكرانيا بالأسلحة المتقدمة لإطالة أمد الحرب والثانى هو التهدئة وعدم التصعيد خاصة بعد تنفيذ الاستفتاء فى الأربعة أقاليم الأوكرانية التى سيتم الاستفتاء عليهم وبعد نجاح الاستفتاء خاصة أن المؤشرات الأولية تؤكد التصويت بنعم للانضمام إلى روسيا وبعد موافقة روسيا مما سيعنى أن الأربع مدن أرض روسية وبالتالى لو تم استهدافها من قبل أوكرانيا ستتحول العملية العسكرية إلى حرب ممكن تطول كثير من دول الاتحاد الأوروبى.


استنزاف اقتصادي وعسكري


وأكد الشهاوى أن الولايات المتحدة الأمريكية استفادت من الحرب الروسية الأوكرانية بأنها جعلت روسيا تستنزف اقتصاديا وعسكريا فى حيث انتعش الاقتصاد الأمريكي بصعود بارتفاع سعر الدولار وقطعت العلاقة الاستراتيجية بين روسيا والغرب وخاصة فى مجال الطاقة وقطع خط الغاز نورد ستريم 2 الذى جعل الغرب تابع دائما إلى روسيا وبعد الحرب الروسية الأوكرانية سوف تبحث أوروبا على بديل للغاز الروسي وأخيرا نجحت الولايات المتحدة فى عزل روسيا سياسيا عن دول العالم.
وفى نفس السياق يقول اللواء دكتور طيار هشام الحلبى المستشار بأكاديمية ناصر للدراسات العليا الذى يقول إن الكاسب الوحيد من الحرب الروسية الأوكرانية هى الولايات المتحدة الأمريكية حيث أصبحت هى المصدر الوحيد للأسلحة لأوروبا خاصة وأنها تمتلك السلاح الجاهز والسريع بالإضافة إلى المكاسب السياسية، أما الخاسرون فعلى رأسهم اوكرانيا التى فقدت سيادتها على 20% من أرضها وهى إقليم لن تتنازل عنها روسيا بالإضافة إلى تدهور الاقتصاد الاوكراني، ثم تاتى أوروبا التى لحقت بكل دولها خسارة متدرجة تختلف من دولة إلى أخرى ثم تاتى روسيا كثالث الخاسرين والتى تتمثل فى ضرب العلاقة بينها وبين أوروبا لعقود من الزمن وتوقف تصدير الغاز والعلاقات الاقتصادية التى كانت تنعش الاقتصاد الروسي، كما نجحت الولايات المتحدة الأمريكية فى جعل دول أوروبا الشرقية ينتابها الخوف من روسيا وبالتالى الاتجاة الى الانضمام لحلف شمال الاطلنطى.


السيناريو الأقرب


أما عن السيناريوهات القادمة فيقول الحلبي هناك 3 سيناريوهات الأول هو استمرار الولايات المتحدة واوروبا فى استنزاف روسيا على الأرض الأوكرانية عن طريق تزويد أوكرانيا بالاسلحة مما يزيد من عدم الاستقرار خاصة فى المناطق التى استولت عليها روسيا حيث يتم استهداف القوات الروسية فى تلك المناطق وهو السيناريو الأقرب وهو الهدف منذ البداية، أما السيناريو الثانى فهو التوفيق بين روسيا و أوكرانيا لإيقاف الحرب وهو سيناريو مستبعد لأن أمريكا لا ترغب فى هذا السيناريو بل على العكس والدليل زيادة تسليح أوكرانيا وعدم الحديث عن أى سيناريو سلمى حتى فى حال الحديث عن إيقاف الحرب ستوضع شروط تعجيزية كانسحاب روسيا من الأقاليم التى سيطرت عليها روسيا وهو أمر مستبعد، أما السيناريو الثالث فهو التصعيد الذى يصل إلى حرب نووية وهو مستبعد لأن القوات الروسية والأوكرانية ملتحمين على جبهة القتال


مصالح أوروبا

وأشار المستشار بأكاديمية ناصر إلى أن الحكومات الأوروبية تحت المظلة الأمريكية دون مراعاة لمصالحها ومصالح الشعوب الأوروبية، فبدأ المواطن الأوروبي يتحرك والذي قد تصل ذروته فى فصل الشتاء مما قد يدفع حكومته للتراجع جزئيا أو كليا وأشار فى معرض حديثة إلى أن أوروبا يربطها بالولايات المتحدة الأمريكية تحالف حلف شمال الأطلنطي وهو وضع قانونى يلزمها باتخاذ موقف الولايات المتحدة.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2