في مسعى ل مواجهة أسعار الطاقة المرتفعة في فرنسا، تعتزم جامعة ستراسبورغ إغلاق أبوابها لمدة أسبوعين إضافيين خلال فصل الشتاء المقبل، بينما تدرس مؤسسات التعليم العالي الفرنسية خيارات مختلفة لأجل الحد من فواتيرها.
وتأتي هذه الخطوة بعدما ارتفع إنفاق جامعة ستراسبورغ على الكهرباء والغاز والتدفئة من 10 ملايين يورو في عام 2021 إلى 13 مليون يورو في عام 2022.
وبالنسبة لعام 2023 ، تم إدخال 20 مليون يورو في الميزانية المؤقتة، بينما تواجه عدة دول أرووبية اضطرابات في إمدادات الطاقة، بسبب تداعيات الحرب الدائرة في أوكرانيا.
وكشف رئيس جامعة ستراسبورغ، ميشيل دينكين، في مقطع فيديو موجه للطلاب والموظفين على موقع "يوتيوب"، في 19 سبتمبر الماضي، عن حزمة من الإجراءات لتوفير الطاقة. من بينها:
- تأجيل بدء تشغيل التدفئة قدر الإمكان.
- الاكتفاء ب 19 درجة مئوية في قاعات الدرس والمكاتب.
- تمديد عطلة رأس السنة وإغلاق مباني الجامعة أمام حوالي 57 ألف طالب في ستراسبورغ حتى 9 يناير 2023 ، أي أطول من المعتاد بأسبوع واحد.
- في شهر فبراير أيضا سيتم تمديد العطلة لمدة أسبوع إضافي.
- عقد الدورات التدريبية عن بُعد.
ويبدو أن هذه القرارات لم ترق الاتحاد الوطني لطلاب فرنسا إلى جانب عدة نقابات طلابية، اعتبرت الوضع "مضرا بسير الحياة الدراسية".
الطلبة وثمن المعركة
وفي اتصال مع نائبة رئيس الاتحاد الوطني لطلاب فرنسا، بولين ليبارون، أكدت لموقع "سكاي نيوز عربية" أن عمليات الإغلاق ستؤثر على الطلاب الأكثر هشاشة، ممن يدفعون ثمن معركة طاقة "لا ناقة لهم فيها ولا جمل".
وبالنسبة للمسؤولة النقابية، "لن تنجح فكرة الدراسة عن بعد كما قررت بعض الجامعات الفرنسية. وتستدل على ذلك بفترة الحجر الصحي عندما قررت الحكومة اللجوء إلى هذا الحل لمقاومة انتشار وباء كورونا.
وتوضح "لقد زادت عزلة الطلاب وتدهورت ظروف الدراسة وأصبح التعلم والفهم والتقدم في الدروس يأخذ وقتا أطول، مما أثر سلبيا على نجاح فئة كبيرة منهم.
وترى أن إقفال الجامعات في وجه الطلاب للتخفيف من كلفة فواتير الكهرباء أو الغاز "يزيد العبء، في المقابل، على الطالب الذي عليه أن يتوجب ينفق من ماله الخاص للتدفئة في منزله أو غرفته، في حين تعاني فئة كبيرة منهم من الهشاشة".
وتعتبر أن "ضبط التدفئة على 19 درجة كحد أقصى يمكن أن يشعر الطلاب والمدرسين في الواقع بالبرد الشديد. وذلك لأن مباني بعض الجامعات سيئة من حيث العزل الحراري وتسمح بمرور الكثير من الهواء البارد".
وتختم بالتأكيد على أن "هذه الجامعات اضطرت لسلك هذه الخيارات لأن ميزانيتها لا تسمح ب مواجهة غلاء فواتير الطاقة كما أن الدولة لم تقدم مساعدات في هذا الشأن في حين أن الأمثل هو تجديد المباني وتوسيع الميزانيات ".
ولتجنب خطوة الإغلاق التي أثارت جدلا كبيرا بين صفوف الطلاب، فكرت بعض الجامعات في جميع أنحاء فرنسا في عدة طرق لتقليل استهلاك الكهرباء وخفض الفاتورة.
وفي مدينة ليل، على سبيل المثال، لن يكون هناك المزيد من الدورات التدريبية داخل الحرم الجامعي، ولذلك، ستكون فقط عن بُعد.
وفي مدينة روان أيضًا، سيتم تمديد فترة التدريب للطلاب مما يسمح ببقائهم فترة أطول خارج الجامعات.
وفي جامعة بوردو، سيتم تغيير فترات التدريب إلى فصل الشتاء بدل فصل الربيع وتركيب منظمات الحرارة.
-ستقوم الجامعات كذلك بمراجعة جداول الإضاءة لمساحاتها الخارجية.