هآرتس لا تنسى فضل التاج البريطاني

هآرتس لا تنسى فضل التاج البريطانيحسين خيرى

الرأى5-10-2022 | 08:03

بينما كان نظر العالم متجهًا صوب مشاهد جنازة الملكة إليزابيث، تُذكِّر صحيفة هآرتس الإسرائيلية المتفرجين بالإرث البريطاني المتجذر فى المنطقة العربية، الذي منح لإسرائيل استمرار قبضتها الحديدية على أرض وشعب فلسطين، وأشادت فى افتتاحيتها بمدى فاعلية هذا الإرث.
ولم يترك التاج البريطاني إسرائيل مجرد إعلان عن مولدها، إنما وضع لدولة الاحتلال بنية تحتية استراتيجية، شملت منشآت حيوية، على رأسها قواعد السلاح الجوي وسكك الحديد، ولفتت صحيفة هآرتس إلى أمر مهم قد يغيب عن البعض، وهو أن التاج البريطاني أو ما يسمى بالانتداب البريطاني أسس لإسرائيل فى عام 1948 أنظمة لممارسة حكمه وقوانين لقضائه.
وعلى إثر ذلك قطع التاج البريطاني صلته المباشرة بإسرائيل، ونقل صلاحيات المندوب السامي إلى الحكومة الإسرائيلية، ولا يعنى أنه رفع يده عن دعمها، بل شاركها فى دعمها جميع القوى العظمى وأولها الولايات المتحدة الأمريكية.
وتعظم افتتاحية الصحيفة التراث القضائي البريطاني، الذي لا يزال تُشرع به دولة الاحتلال، وتأتي فى مقدمته المحاكم العسكرية وأنظمة الطوارئ، ومن خلالها استطاعت فرض قبضتها الحديديــــة القمعيـــة على الفلسطينيين، وليس بمستغرب فقد كانت آلية القبضة الحديدية والقوانين الاستثنائية نهج الإمبراطورية البريطانية على بقية مستعمراتها،
لكن عالم الاجتماع الإسرائيلى "يهودا شنهاف" يرى أنه حان الوقت لإلغاء التراث البريطاني فى إسرائيل المناهض للديمقراطية، ويضم رأيه إلى رأي مفكرين يهود، يطالبون بوقف الأساليب القمعية، والبحث عن سُبل أكثر مرونة للحد من الغضب الفلسطينى.
ويبدو أن إرث الفصل العنصرى والاضطهاد الذي تمارسه حكومة الاحتلال بكل أشكاله على أفراد الشعب الفلسطينى، يعد نفس "كتالوج" حكومات الغرب وطوائفه اليمينية مع من يسكن على أراضيها من مواطنين سود وجنسيات عربية وإسلامية.
وحقيقة ما ترغب منه صحيفة هآرتس العبرية، هو الإعلان عن امتنانها لما فعلته بريطانيا لإسرائيل منذ نشأتها، وتحاول رفع القبعة وتقديم التحية للتاج البريطاني وسط صخب طقوس جنازة الملكة صاحبة التاج، وتقول للعالم أن إسرائيل لا تنسى فضل بريطانيا فى وضع مقومات التفوق الإسرائيلى واستمرار قبضته على الشعب الفلسطينى.

أضف تعليق