قال الدكتور يوسف عامر، رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، إن الله تعالى خلقنا من الأرض وكلفنا بإعمارها، وفوض إلينا أمر إصلاحها والانتفاع بها وفق تعاليم شرعه، وأنعم سبحانه وتعالى علينا بقدرات ومهارات ووضع يجعلنا قادرين على البناء والتعمير، وعليه كانت صناعة الحضارة فريضة إسلامية.
وأوضح رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، على هامش مشاركته في “المؤتمر الدولي السنوي الأول لكلية طب البنات جامعة الأزهر بالقاهرة”؛ والذي يناقش آليات التميز في تقديم الرعاية الصحية، أن الطب يحتل مكانة عظيمة في منظومة الحضارة والتعمير، ولذلك نرى ذلك الاهتمام البالغ به في الشريعة الإسلامية، من خلال الآيات القرآنية الكريمة، وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا كانت صناعة الحضارة لها مقومات وأسس؛ فإن أول هذه المقومات هي صحة الإنسان وقوته وعافيته.
وأضاف الدكتور عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم حث على طلب الدواء وعدم اليأس، فلا يوجد مرض إلا وقد أنزل الله تعالى له علاجا وترياقا، وهذا يدل على شرف الطبيب وكل من له علاقة بمنظومة الطب الذي يؤمن بالله تعالى ربا، فيجعل الكون كله مادة يسعى من أجل صلاحها وإصلاحها وإقامة الحضارة فيها من خلال الحفاظ على صحة الأبدان وصحة العقول، مما يجعل من يعمل في منظومة الطب في أعلى مراتب الشرف.
وبيّن رئيس اللجنة الدينية ب مجلس الشيوخ أن من علامات التحضر في أي أمة قلة الأمراض الفتاكة فيها، وهذا لا يتأتى إلا من خلال تلك الجهود الجبارة التي يقوم بها الأطباء في مستويات العلاج وكذلك في مستويات البحث العلمي، حيث يبحثون عن الفيروسات والميكروبات وسائر الأسباب التي تؤدي إلى هذه الأمراض وغيرها، ويقومون باستخراج العلاجات من أجل القضاء عليها، كما حدث ويحدث في مصر بجهود قيادتها السياسية الحكيمة، وهذا من علامات وجود التقدم والتحضر الطبي في المجتمع.
جدير بالذكر أن المؤتمر الدولي السنوي الأول لكلية طب البنات جامعة الأزهر بالقاهرة؛ لمناقشة آليات التميز في تقديم الرعاية الصحية، يقام برعاية الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وبحضور الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الصحية، والدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور عادل عدوى وزير الصحة الأسبق، والدكتور يوسف عامر، رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ.