رئيس مجلس القضاء الأعلى بلبنان: التدخلات السياسية ساهمت في ضرب الثقة بالبلاد

قال رئيس مجلس القضاء الأعلى ب لبنان القاضي سهيل عبود إن ما وصفه بالتدخلات السياسية من الجهات والمراجع المختلفة في القضاء ساهمت وتساهم في ضرب الثقة ب الأداء القضائي في البلاد، مشيرا إلى أن التدخلات إما صراحة أو ضمنا سواء سكوتا أو تجاهلا. وأضاف القاضي سهيل عبود في بيان له اليوم أنه لن يحضر جلسة مجلس القضاء الأعلى المقررة والتي دعا إليها وزير العدل اللبناني القاضي هنري خوري، موضحا أن هذا القرار جاء إلتزاما بقسمه بالحفاظ على استقلالية القضاء وكرامته، إيمانا منه بإستقلالية عمل مجلس القضاء الأعلى، وبعدم تكريس ما يمس هذه الاستقلالية. وعبر القاضي عبود عن يقينه بأن القضاء اللبناني، زاخر بقضاة مستقلين وحياديين، ملتزمين فقط بقسمهم لاستعادة الثقة بالقضاء، والإسهام الفعلي والحقيقي في بناء دولة القانون والعدالة، مشددا على أنه سيقف دائما أمام أي تدخل في القضاء من أي جهة أو فئة أو فريق. واعتبر أن هناك محاولات تدخل سياسي سافر في العمل والأداء القضائيين، وذلك من خلال حملات ممنهجة ومتمادية، تضمنت إفتراءات وتجاوزات كان لها إنعكاسات سلبية على الثقة بالقضاء ومصداقيته وكرامته وحسن سير مرفق العدالة – على حد تعبيره، مشيرا إلى أن التدخلات السياسية في القضاء ظهرت في أكثر من موقف. وأشار إلى أن القضاء اللبناني كان من الممكن أن يحقق الآمال المعقودة عليه لو تم دعمه بإقرار إقتراح قانون إستقلالية السلطة القضائية، وفقا لملاحظات مجلس القضاء الأعلى، موضحا أن مشروع القانون تكرر دراسته في اللجان النيابية المتعاقبة لأكثر من عشر سنوات، وذلك بالإضافة إلى إصدار مراسيم التشكيلات القضائية العامة والجزئية مؤكدا أنها ما زالت تنتقل وتحفظ في أدراج المراجع الرسمية المختصة، لأسباب غير قضائية، وذلك بعد إجماع مجلس القضاء الأعلى عليها مرارا – على حد قوله. وأكد على أهمية دعم القضاء عبر تحسين أوضاعه المادية والمعيشية، ما تسبب وأدى، الى إضعاف فعالية العمل القضائي أو تعطيله. وشدد رئيس مجلس القضاء الأعلى ب لبنان على أن مسار العدالة في لبنان لن يتوقف، خصوصا في قضية إنفجار ميناء بيروت البحري، مجددا إلتزامه ببيان مجلس القضاء الأعلى الصادر في الخامس من أغسطس عام 2020 والذي تضمن العمل دون هوادة على إنجاز التحقيقات في هذه القضية وصولا إلى تحديد المسؤوليات وإنزال العقوبات الملائمة بحق المرتكبين. وأوضح أن القضاء رغم كل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان لا يزال يضم خيرة القضاة القادرين على مجابهة التحديات والإنتصار عليها، مهما عظمت الصعوبات، وكبرت التضحيات.