قالت الأمانة العامة للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس، اليوم الأربعاء، إن الحصار الإسرائيلي الذي يستهدف أهالي مخيم "شعفاط" ومحيطه، يعكس الفكر العنصري لدولة الاحتلال التي مازالت ترى في الفلسطيني بأنه فائض بشري يجب التخلص منه.
وأضافت الأمانة العامة، في بيان صحفي، إن إسرائيل تستعين برواية زائفة ومُضللة للعالم المتواطئ معها في تصفية الشعب الفلسطيني بالتدريج أو فرض هجرة قسرية عليه تحت وطأة قساوة العيش ليصبح خياره محدودًا " إما الموت وإما الحياة ".
وأكدت الأمانة العامة، أن ما يجري في مخيم "شعفاط" واستهداف ما يزيد على 130 ألف نسمة يتكدسون في مساحة جغرافية ضيقة جدا تبلغ نحو كيلو مترين مربع، هو عقاب جماعي لكل الفئات المجتمعية والحالات الإنسانية الصعبة وخاصة كبار السن والمرضى والأطفال الرضع الذين يحتاجون لرعاية فائقة، وهو ما يؤكد دموية هذا الاحتلال المجرد من كل ما هو إنساني ولا يفقه إلا لغة الدم والعنف وأن ما لا يأتي بالقوة يأتي بمزيد من القوة، مُشددة على أن دولة الاحتلال تكون مخطئة إذا اعتقدت أن أهالي المُخيم سيرفعون الراية البيضاء ويسلمون بالأمر الواقع.
وشددت أن أهالي مخيم "شعفاط" ليسوا وحدهم في الميدان فالكل يقف الى جانبهم كتفا بكتف في هذه المعركة غير المتكافئة..موضحة أن إسرائيل تستخدم كل أدواتها العسكرية في حربها على المخيم الأعزل من السلاح والذي لا يمتلك في مواجهة هذه الآلة الدموية سوى إرادته الحرة في التعبير عن رفضه للتعسف والعنف والاضطهاد والظلم الذي يستهدف الأبرياء والمرضى وطلبة المدارس والشيوخ العجزة.
وقالت الأمانة العامة إن العالم مطالب وبشكل فوري بالتحرك السريع لإنقاذ عشرات الآلاف من الأرواح البشرية المهددة في مخيم "شعفاط" الذي يئن تحت وطأة حصار مشدد منذ عدة أيام منذ أن نفذ فلسطيني عملية إطلاق النار على الحاجز العسكري المقام على المدخل الشمالي للمخيم والذي هو بالأساس غير شرعي تماما كما هو الاحتلال الذي لا شرعية له ولا تعايش معه.
واعتبرت الأمانة العامة أن السبب المباشر فيما جرى بمخيم شعفاط ونابلس، هو إمعان الاحتلال في التطاول على الدم الفلسطيني والكرامة الوطنية، الأمر الذي من شأنه أن يفجر بركان الغضب الكامن في صدور الناس التي تعاني على جميع الصعد منذ عشرات السنين رغم "خديعة السلام" الذي تتحدث عنه إسرائيل.
ومن جانبها، شددت المرجعيات الوطنية الرسمية العاملة في مدينة القدس المحتلة - في اجتماع طارىء بمقر منظمة التحرير الفلسطينية - على أهمية اللحمة الوطنية لتفويت الفرصة على المتربصين بالمصلحة الوطنية العليا ومنعا للفتنة التي يسعى الاحتلال وأعوانه إلى إشعالها، داعية إلى النفير من أجل الدفاع عن مخيم " شعفاط " ورفع الحصار الجائر عنه.
وحضر الاجتماع عدنان الحسيني رئيس دائرة شؤون القدس ومفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين ووزير شؤون القدس فادي الهدمي وأمين عام المؤتمر الوطني الشعبي للقدس اللواء بلال النتشة وتعذر حضور محافظ القدس عدنان غيث بسبب الإجراءات الإسرائيلية التعسفية بحقه.
وحذرت مرجعيات القدس من النتائج السلبية للحصار الإسرائيلي المفروض على المخيم والمناطق المُحيطة به، مُثمنة موقف الشارع الفلسطيني في القدس والضفة، والذي أعلن العصيان المدني الشامل احتجاجًا على إجراءات الاحتلال العنصرية والمنافية لكافة القوانين الدولية والإنسانية.
وأكدت المرجعيات أن ما تتعرض له المقدسات المسيحية والإسلامية وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك جزء لا يتجزأ من الحرب التي يشنها الاحتلال على العاصمة الفلسطينية المحتلة وهويتها وواقعها الحضاري التاريخي وعلى الوجود الفلسطيني فيها.
وأوضحت المرجعيات انها تجري اتصالاتها بكافة الهيئات والبعثات العربية والدولية في فلسطين للتحذير من ممارسات سلطات الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني داعية إلى توفير الحماية الدولية واتخاذ موقف متقدم باتجاه احقاق الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.