اختطاف عواصم عربية

اختطاف عواصم عربيةسوسن أبو حسين

الرأى17-10-2022 | 08:32

للأسف كلما اقترب حل الأزمات خاصة فى اليمن وليبيا والعراق والسودان عاد الجمع إلى نقطة الصفر وكأنهم فى حلقة مفرغة بسبب اختطاف البعض لهذه العواصم، بحجة أنهم الأقدر على مصالح شعوبهم، وفى الحقيقة هم يسيرون نحو الأسوأ حتى وصلت المصالح الشخصية فوق أمن واستقرار وتنمية أوطانهم والحفاظ على سيادتها، وللأسف انفرط حبل الرباط دون رجعة بعيدًا عن اعتصام الجميع بروابط الوحدة والالتفاف حول أرض وتراب وشعب الوطن، وأبت الثلة التى تدعى السيطرة التجاوب مع الحكمة والتى تحقق بها الخير الكثير..

وحقيقة عندما نتأمل المشهد فى اليمن وفشل تجديد الهدنة التى ربما تساعد على ترك الاقتتال والعودة إلى الحلول السلمية الوطنية تحت مظلة الوطن للجميع، وهنا يأتى السؤال المشروع لماذا لم يحقق كل مبعوثى الأمم المتحدة ودعوات الدول الكبرى مثل أمريكا وروسيا وأوروبا أدنى نجاح فى الملف اليمني وهو تمديد الهدنة؟! والتى صمدت لمدة ستة أشهر إثر دخولها حيز التنفيذ فى الثاني من أبريل الماضي، على الرغم من موقف مجلس القيادة الرئاسي اليمني الثابت بوضع مصلحة المواطنين فى كل أنحاء اليمن كأولوية قصوى، وكذلك الجهود والمحاولات التي بذلتها الحكومة للحفاظ على الهدنة وبما يجنب اليمنيين مزيدًا من الضحايا والدمار، وهل تستمد جماعة الحوثى قوتها من خلال تهديدها باستهداف الشركات النفطية والمنشآت النفطية المدنية؟! والذى اعتبره البعض تصعيدًا خطيرًا لن تقتصر آثاره على الإضرار بالبنية التحتية والاقتصاد اليمني إنما فى تعميق الأزمة الاقتصادية والإنسانية فى اليمن، وربما يمتد أثره للإضرار بالإقليم والمنطقة وإمدادات الطاقة الدولية، يذكر أن واشنطن تعهدت بالعمل لدعم الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي فى سبيل تحقيق السلام فى اليمن وكذلك موقف روسيا التى دعت إلى تمديد الهدنة بهدف تحقيق التسوية السياسية الشاملة فى اليمن عن طريق المفاوضات.

ويسعى المجلس الرئاسى إلى هدنة لوقف نزيف الدم الذي تزهقه حرب الميليشيات الحوثية، وضمان حرية حركة المدنيين والسلع التجارية والمساعدات الإنسانية، كما دعت الحكومة اليمنية مجلس الأمن والمجتمع الدولي للضغط على الميليشيات الحوثية لوقف انتهاكاتها اليومية للهدنة والانخراط بإيجابية مع جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتنفيذ كل بنودها.

وحتى الساعة لا أحد يعلم متى يتوقف الخنجر الحوثى عن طعنه لشعب وأرض اليمن؟!

وفى العراق نجد المشهد محاصرًا بأطماع كثيرة داخلية وخارجية تستهدف من يسعى لإنهاء أزماته وتصفير مشاكله وفق ما أعلنه الرئيس العراقى برهم صالح، بضرورة إنهاء دوامة الأزمات والتأسيس لحكم رشيد فى العراق.

واعتبر مرور عام على الانتخابات دون إكمال الاستحقاقات الدستورية، تذكير قاسٍ مع ضياع الفرص ودعا إلى رص الصف والحوار الوطني الجامع، يكون أساسه ومُنتهاه مصلحة الوطن والمواطنين وتلبية حقهم فى الحياة الحرة الكريمة.

وفى ليبيا فإن المشهد واضح من خلال الصراع على السلطة والثروة، حيث اعتبر رئيس المجلس الرئاسي الليبى محمد المنفي، إن التدخل الخارجى السلبى لم يمنح الفرصة لوحدة الليبيين، ولا زال يعيق التقدم السياسى، ونفس المواقف مع اختلافها تعانى منه بعض العواصم فى تونس والسودان لبنان.

ولهذا الموقف فى ربوع الإقليم العربى يحتاج إلى رؤية جديدة تنهي سنوات طويلة مؤلمة.

أضف تعليق

خلخلة الشعوب و تفكيك الدول

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2