الرمال السوداء، هي تلك الرمال الداكنة المنتشرة على شواطئ رشيد ودمياط والعريش- و الرمال السوداء والتي ما هي إلا فتأت الصخور النارية المكونة لهضبتي البحيرات الاستوائية والأثيوبية .. حيث منابع النيل .. وحيث تتفتت الصخور بفعل الأمطار الغزيرة .. وتجري مع مياه الفيضان في رحلتها الطويلة، حتى تصل إلى البحر المتوسط عند فرعي دمياد ورشيد .. كما كان الحال قبل بناء السد العالي
وتتركز حبيبات الصخور هذه ، وتغربل بفعل حركة المياه والانحدارات .. والانحناءات الموجودة في مجرة النهر، فتبقى الحبيبات الصغيرة على جانبي النهر، بينما تستمر الحبيبات الكبيرة حتى تصطدم بمياه البحر المتوسط، فتتراكم هناك مكونة هذا الشط بلونه الداكن المميز.
ولهذا تتواجد هذه الرمال عند شاطئ رشيد ودمياط، لأنها مصبا النهر .. في العصر الحديث .. وتتواجد عند العريش.. عند شواطئها كان هناك مصب قديم للنهر.. عرف في أيام الفراعنة .. واستمر حتى مجئ الفتح الإسلامي لمصر..
وقد توقف مجئ هذه الرمال إلى مصبي النهر في مواسمها السنوية بفعل بناء السد العالي، وحجز مياه الفيضان خلفه، إلا أنها مستمرة في المجئ إلى بحيرة ناصر.. حيث يتم تكوين دلتا جديدة هناك جنوب منطقة حلفا .. على الحدود المصرية السودانية، وحيث تبدأ حدود البحيرة .. وهي رمال لم يتم دراسة أوضاعها الجديدة..
ولهذه الرمال السوداء ، أهمية اقتصادية بل واستراتيجية هامة .. خاصة في الحصول على الخامات المشعة، وذلك لاحتواء هذه الرمال على عدد من المعادن الاقتصادية الهامة خاصة بعض المعادن المشعة، ومنها المونازيت .. الذي يمكن أن يستخلص منه خام اليورانيوم.. وهذه المعادن هي:
< الألمنيت .. ويستخدم في صناعة السبائك..
< الماجنتيت .. ويستخدم في صناعة الصلب..
< الجارنت .. ويستخدم في صناعة أسياخ اللحام والبويات والزجاج..
< الزركون .. ويستخدم في صناعة السيراميك..
< المونازيت .. ويستخرج منه اليورانيوم والثوريوم والعناصر الأرضية النادرة.
ورغم توافر هذه المعادن الاستراتيجية في السوق العالمي، وانخفاض أسعارها عن تكاليف استخراج بعضها.. إلا أن تواجدها محليا .. يحميها من تقلبات السوق، وسياسات الدول.