عقب عشرة أعوام من الصخب أثاره
دونالد ترامب منذ دخوله المعترك السياسي في عام 2015، عاد إلي سدة حكم البيت الأبيض، فجر الأربعاء، محققًا بفوزه على منافسته الديمقراطية
كامالا هاريس نجاحًا استثنائيًا في تاريخ حكم الولايات المتحدة، ليكون ثاني رئيس أمريكي يعتلي عرش
البيت الأبيض بعد مغادرته لعدةِ أعوام.
ولكن ما لفت أنظار العالم أكثر من فوز "ترامب" ذاته، هو خطابه الذي ألقاه بعد فوزه وتعهده بأن فترة رئاسته الجديدة ستكون تحت شعار « الوعود المقدمة، والوعود المحققة » .. لارتباط وعوده الذي تعهد بتحقيقها بقضايا مصيرية، تتعلق بالحروب والصراعات الدائرة في أوكرانيا والشرق الأوسط، وعلى الرغم من أنه وضع نفسه في موقفٍ مؤيدٍ لإسرائيل لكن تعهد بإنهاء حالة العنف في غزة ولبنان.
وفي هذا السياق، تحدث الدكتور ماهر عبدالقادر، عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي لـ« بوابة دار المعارف »، عن مدى واقعية وعود ترامب، لا سيما المتعلقة بالأمر الأكثر تعقيدًا، وهي حالة الحرب الغاشمة في قطاع غزة، وكذلك في لبنان، وعن السيناريوهات المتوقعة في هذا الشأن .
° في البداية خدعتنا استطلاعات الرأي التي كانت ترجح كفة هاريس.. برأيك كيف ترى فوز ترامب بالانتخابات الأمريكية؟.. وأول ما سيفعله بمجرد أن يعود لمكتبه البيضاوي؟
استطلاعات الرأي العام الأمريكي ورغم امكانياتها الكبيرة خدعتنا حيث روّجت في الأسابيع الأخيرة أن التقارب الكبير بين المرشح ترمب وهاريس قد يكون تعادل أو تقارب ببضع جزئيات من النقاط بين المرشحين، ولكن النتائج كانت عكس ذلك تمامًا، ففوز ترامب بالانتخابات بنتيجة 295 صوت مجمع انتخابي من أصل 538 صوت يعتبر «فوز ساحق وغير مسبوق لمرشح خسر الانتخابات السابقه وبشكلٍ مخجل»، ترامب فاز في هذه الدورة رغم دعى لإضطرابات شعبية؛ تسببت في الهجوم علي مبني الكونجرس وقتل وجرح الكثير من أمن الكونجرس.
بجانب أنه اتهم في محاكم أمريكا ولم يدفع ضرائب، وتحايل على القانون بالكسب غير المشروع، واتهم بالتحرش الجنسي وباستعمال أموال للرشوة، بالإضافة إلي اتهامه بتأييده للنازية، وكان يستعمل كلامات بذيئه في وصف خصومه، وكانت حملته دومًا تحرض وتتهم المعارضين، ورغم ذلك فاز، ولكن ليس لأن استطلاعات الرأي قامت بخادعنا، بل لأن الجمهور الأمريكي هو من خدعنا واختار ترامب على الرغم من كل ما تم اتهامه به هذا الفوز يعد ظاهرة غير عادية واستثنائية في تاريخ الولايات المتحدة حيث لم يحدث أن خرج رئيس من
البيت الأبيض مثل ما خرج ترامب وعاد إليه إلا هو.
° ترامب قام بالتعهد بأنه سينهي حالة الصراع والوصول إلى حالة سلام في العالم؟.. وغيرها من الوعود التي تتعلق بالسياسة الأمريكية ذاتها كتقوية الجيش والاقتصاد.. برأيك هل سيوفي وعوده أم هي لقطات إعلامية لا أكثر؟
العالم أصبح يعيش حسب قيمة وترددات النفوذ العالمي للولايات المتحدة، والذي أصبح حديثًا موضع تساؤل، إن القوى الإقليمية تسير في طريقها الخاص، والأنظمة الاستبدادية لها تحالفاتها الخاصة، والحروب المدمرة في غزة وأوكرانيا وأماكن أخرى تثير تساؤلات غير مريحة حول قيمة دور واشنطن، لكن أمريكا مهمة بفعل قوتها الاقتصادية والعسكرية، ودورها الرئيسي في العديد من التحالفات، ولكن
دونالد ترامب سيسبب كابوسا لأوروبا، تصريحات ترامب غير المنتظمة تزعج أوروبا خصوصًا مع أصداء تهديده بالانسحاب من الناتو البالغ عددها 31 عضوًا، وبعيدًا عن الناتو، تنفق الولايات المتحدة على جيشها أكثر من الدول العشر الكبرى مجتمعة، بما في ذلك الصين وروسيا؛ لذلك سيضطر ترامب إلى العمل في عالم يواجه أعظم مواجهة منذ الحرب الباردة، وهي المواجهة بين ومع القوى الكبرى.
فالولايات المتحدة تبقي الفاعل الدولي الأكثر أهمية في مسائل السلام والأمن العالمي ولكن قدرتها على المساعدة في حل النزاعات تقلّصت؛ بسبب حرب أوكرانيا وحرب غزة ولبنان، لأن العالم شهد ضعف بايدن أمام اللوبي الصهيوني الأمريكي وعدم استطاعاغته أن يفرض أي من شروط وقف الحرب، حيث وقف رئيس وزراء اسرائيل ضد كل إملائات أمريكا رغم اغداق أمريكا لإسرائيل بالمساعدات المالية والعسكرية وحمايتها إعلاميًا وفي الامم المتحدة.
امسألة إنهاء الحروب والصراعات في العالم أصبحت «أكثر صعوبة كون المتنافسين أكثر استثمارًا في الحرب منهم في السلام» وأمريكا فقدت مكانتها الأخلاقية العالية كونها تطبق معيارً واحدًا على تصرفات روسيا في أوكرانيا، ومعيارًا آخر على تصرفات إسرائيل في غزة.
ترامب له مقولة شهيرة يؤكد فيها"أنه صانع سلام وأنه سيحقق السلام وسيدعوا الي التوقف عن قتل الناس"، لكن ورد أنه قال لبنيامين نتنياهو: "افعل ما عليك فعله"، وهذا معيارًا آخر من التناقض الصارخ، ترامب وعد بتوسيع اتفاقيات أبراهام لعام 2020، التي أفضت إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، ولكن يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها أدت إلى تهميش الفلسطينيين وساهمت في الأزمة الحالية غير المسبوقة.
وفيما يتعلق بأوكرانيا، لا يخفي ترامب إعجابه أبدًا بـ"الرجال الأقوياء" مثل فلاديمير بوتين، وأكد مرارًا وتكرارًا أنه يريد إنهاء الحرب في أوكرانيا، ومعها الدعم العسكري والمالي الضخم من الولايات المتحدة، وأصر في تجمع جماهيري على أن «يجب الخروج من هذه الحرب» وإن فرض تكاليف جمارك باهظة على مستوردات الصين والعديد من الشركاء التجاريين الآخرين يعتبر من التهديدات المستمرة التي يفرضها ترامب في إطار نهجه «أمريكا أولًا».
كما تعد الولايات المتحدة أكبر مانح منفرد عندما يتعلق الأمر بنظام الأمم المتحدة، ففي عام 2022، قدمت مبلغًا قياسيًا قدره 18.1 مليار دولار، ولكن في فترة ولاية ترامب الأولى، أوقف التمويل للعديد من وكالات الأمم المتحدة وانسحب من منظمة الصحة العالمية، وسارع مانحون آخرون إلى سد الفجوات، وهو الأمر الذي أراد ترامب حدوثه.
°وبالتركيز على غزة تحديدًا هل ترى أن ترامب سيضع حدًا لهذه الحرب ليثبت للعالم أنه يسعى للسلام على عكس بايدن؟ أم سيدعم إسرائيل في حربها مثل أسلافه من حكام البيت الأبيض؟
وقف ترامب منذ بداية حملته إلى جانب إسرائيل في عمليتها العسكرية داخل قطاع غزة، إذ قال في أول مناظرة إعلامية بينه وبين الرئيس بايدن قبل انسحاب الأخير من السباق إن «إسرائيل شهي من تريد أن تستمر في الحرب، ويجب السماح لهم بإنهاء عملهم».
ففي فترة ولايته الأولى، تبنى ترامب سياسة دعم قوي لإسرائيل واتخذ عدة قرارات غير مسبوقة:
أهم الاعتراف بالجولان جزء لا يتجزأ من إسرائيل كما بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل ترامب السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، مما أثار استياء الفلسطينيين ودول عربية وإسلامية، واعتُبر انحيازاعضو بالحزب الديمقراطي الأمريكي يكشف حقيقة
" وعود ترامب " ..| حوار خاص|
دار المعارف
عقب عشرة أعوام من الصخب أثاره
دونالد ترامب منذ دخوله المعترك السياسي في عام 2015، عاد إلي سدة حكم البيت الأبيض، فجر الأربعاء، محققًا بفوزه على منافسته الديمقراطية
كامالا هاريس نجاحًا استثنائيًا في تاريخ حكم الولايات المتحدة، ليكون ثاني رئيس أمريكي يعتلي عرش
البيت الأبيض بعد مغادرته لعدةِ أعوام.
ولكن ما لفت أنظار العالم أكثر من فوز "ترامب" ذاته، هو خطابه الذي ألقاه بعد فوزه وتعهده بأن فترة رئاسته الجديدة ستكون تحت شعار « الوعود المقدمة، والوعود المحققة » .. لارتباط وعوده الذي تعهد بتحقيقها بقضايا مصيرية، تتعلق بالحروب والصراعات الدائرة في أوكرانيا والشرق الأوسط، وعلى الرغم من أنه وضع نفسه في موقفٍ مؤيدٍ لإسرائيل لكن تعهد بإنهاء حالة العنف في غزة ولبنان.
وفي هذا السياق، تحدث الدكتور ماهر عبدالقادر، عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي لـ« بوابة دار المعارف »، عن مدى واقعية وعود ترامب، لا سيما المتعلقة بالأمر الأكثر تعقيدًا، وهي حالة الحرب الغاشمة في قطاع غزة، وكذلك في لبنان، وعن السيناريوهات المتوقعة في هذا الشأن .
° في البداية خدعتنا استطلاعات الرأي التي كانت ترجح كفة هاريس.. برأيك كيف ترى فوز ترامب بالانتخابات الأمريكية؟.. وأول ما سيفعله بمجرد أن يعود لمكتبه البيضاوي؟
استطلاعات الرأي العام الأمريكي ورغم امكانياتها الكبيرة خدعتنا حيث روّجت في الأسابيع الأخيرة أن التقارب الكبير بين المرشح ترمب وهاريس قد يكون تعادل أو تقارب ببضع جزئيات من النقاط بين المرشحين، ولكن النتائج كانت عكس ذلك تمامًا، ففوز ترامب بالانتخابات بنتيجة 295 صوت مجمع انتخابي من أصل 538 صوت يعتبر «فوز ساحق وغير مسبوق لمرشح خسر الانتخابات السابقه وبشكلٍ مخجل»، ترامب فاز في هذه الدورة رغم دعى لإضطرابات شعبية؛ تسببت في الهجوم علي مبني الكونجرس وقتل وجرح الكثير من أمن الكونجرس.
بجانب أنه اتهم في محاكم أمريكا ولم يدفع ضرائب، وتحايل على القانون بالكسب غير المشروع، واتهم بالتحرش الجنسي وباستعمال أموال للرشوة، بالإضافة إلي اتهامه بتأييده للنازية، وكان يستعمل كلامات بذيئه في وصف خصومه، وكانت حملته دومًا تحرض وتتهم المعارضين، ورغم ذلك فاز، ولكن ليس لأن استطلاعات الرأي قامت بخادعنا، بل لأن الجمهور الأمريكي هو من خدعنا واختار ترامب على الرغم من كل ما تم اتهامه به هذا الفوز يعد ظاهرة غير عادية واستثنائية في تاريخ الولايات المتحدة حيث لم يحدث أن خرج رئيس من
البيت الأبيض مثل ما خرج ترامب وعاد إليه إلا هو.
° ترامب قام بالتعهد بأنه سينهي حالة الصراع والوصول إلى حالة سلام في العالم؟.. وغيرها من الوعود التي تتعلق بالسياسة الأمريكية ذاتها كتقوية الجيش والاقتصاد.. برأيك هل سيوفي وعوده أم هي لقطات إعلامية لا أكثر؟
العالم أصبح يعيش حسب قيمة وترددات النفوذ العالمي للولايات المتحدة، والذي أصبح حديثًا موضع تساؤل، إن القوى الإقليمية تسير في طريقها الخاص، والأنظمة الاستبدادية لها تحالفاتها الخاصة، والحروب المدمرة في غزة وأوكرانيا وأماكن أخرى تثير تساؤلات غير مريحة حول قيمة دور واشنطن، لكن أمريكا مهمة بفعل قوتها الاقتصادية والعسكرية، ودورها الرئيسي في العديد من التحالفات، ولكن
دونالد ترامب سيسبب كابوسا لأوروبا، تصريحات ترامب غير المنتظمة تزعج أوروبا خصوصًا مع أصداء تهديده بالانسحاب من الناتو البالغ عددها 31 عضوًا، وبعيدًا عن الناتو، تنفق الولايات المتحدة على جيشها أكثر من الدول العشر الكبرى مجتمعة، بما في ذلك الصين وروسيا؛ لذلك سيضطر ترامب إلى العمل في عالم يواجه أعظم مواجهة منذ الحرب الباردة، وهي المواجهة بين ومع القوى الكبرى.
فالولايات المتحدة تبقي الفاعل الدولي الأكثر أهمية في مسائل السلام والأمن العالمي ولكن قدرتها على المساعدة في حل النزاعات تقلّصت؛ بسبب حرب أوكرانيا وحرب غزة ولبنان، لأن العالم شهد ضعف بايدن أمام اللوبي الصهيوني الأمريكي وعدم استطاعاغته أن يفرض أي من شروط وقف الحرب، حيث وقف رئيس وزراء اسرائيل ضد كل إملائات أمريكا رغم اغداق أمريكا لإسرائيل بالمساعدات المالية والعسكرية وحمايتها إعلاميًا وفي الامم المتحدة.
امسألة إنهاء الحروب والصراعات في العالم أصبحت «أكثر صعوبة كون المتنافسين أكثر استثمارًا في الحرب منهم في السلام» وأمريكا فقدت مكانتها الأخلاقية العالية كونها تطبق معيارً واحدًا على تصرفات روسيا في أوكرانيا، ومعيارًا آخر على تصرفات إسرائيل في غزة.
ترامب له مقولة شهيرة يؤكد فيها"أنه صانع سلام وأنه سيحقق السلام وسيدعوا الي التوقف عن قتل الناس"، لكن ورد أنه قال لبنيامين نتنياهو: "افعل ما عليك فعله"، وهذا معيارًا آخر من التناقض الصارخ، ترامب وعد بتوسيع اتفاقيات أبراهام لعام 2020، التي أفضت إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، ولكن يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها أدت إلى تهميش الفلسطينيين وساهمت في الأزمة الحالية غير المسبوقة.
وفيما يتعلق بأوكرانيا، لا يخفي ترامب إعجابه أبدًا بـ"الرجال الأقوياء" مثل فلاديمير بوتين، وأكد مرارًا وتكرارًا أنه يريد إنهاء الحرب في أوكرانيا، ومعها الدعم العسكري والمالي الضخم من الولايات المتحدة، وأصر في تجمع جماهيري على أن «يجب الخروج من هذه الحرب» وإن فرض تكاليف جمارك باهظة على مستوردات الصين والعديد من الشركاء التجاريين الآخرين يعتبر من التهديدات المستمرة التي يفرضها ترامب في إطار نهجه «أمريكا أولًا».
كما تعد الولايات المتحدة أكبر مانح منفرد عندما يتعلق الأمر بنظام الأمم المتحدة، ففي عام 2022، قدمت مبلغًا قياسيًا قدره 18.1 مليار دولار، ولكن في فترة ولاية ترامب الأولى، أوقف التمويل للعديد من وكالات الأمم المتحدة وانسحب من منظمة الصحة العالمية، وسارع مانحون آخرون إلى سد الفجوات، وهو الأمر الذي أراد ترامب حدوثه.
°وبالتركيز على غزة تحديدًا هل ترى أن ترامب سيضع حدًا لهذه الحرب ليثبت للعالم أنه يسعى للسلام على عكس بايدن؟ أم سيدعم إسرائيل في حربها مثل أسلافه من حكام البيت الأبيض؟
وقف ترامب منذ بداية حملته إلى جانب إسرائيل في عمليتها العسكرية داخل قطاع غزة، إذ قال في أول مناظرة إعلامية بينه وبين الرئيس بايدن قبل انسحاب الأخير من السباق إن «إسرائيل شهي من تريد أن تستمر في الحرب، ويجب السماح لهم بإنهاء عملهم».
ففي فترة ولايته الأولى، تبنى ترامب سياسة دعم قوي لإسرائيل واتخذ عدة قرارات غير مسبوقة:
أهم الاعتراف بالجولان جزء لا يتجزأ من إسرائيل كما بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل ترامب السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، مما أثار استياء الفلسطينيين ودول عربية وإسلامية، واعتُبر انحيازا واضحا لإسرائيل.
صفقة القرن: طرح ترامب "صفقة القرن" لتكون خطة للسلام، تضمنت إقامة دولة فلسطينية بشروط قاسية، واحتفاظ إسرائيل بمعظم المستوطنات في الضفة الغربية. رفض الفلسطينيون هذه الخطة، معتبرين أنها تنتقص من حقوقهم
توسيع اتفاقيات التطبيع: دعم ترامب اتفاقيات "أبراهام" التي أبرمت بين إسرائيل وعدة دول عربية لتطبيع العلاقات، مما عزل الفلسطينيين سياسيا وساهم في تعزيز نفوذ إسرائيل في المنطقة.
يمكن أن يسعى ترامب إلى اتباع جملة من السياسات لإنهاء الحرب في منطقة الشرق الأوسط عمومًا إذا أخذنا في الاعتبار أن إيران طرف في النزاع الدائر بين إسرائيل ومحور المقاومة عموما.
1- التدخل الدبلوماسي بشروط إسرائيلية: قد يسعى ترامب إلى إنهاء الحرب عبر مفاوضات أو وساطة، ولكن بشروط تميل لصالح إسرائيل، مثل نزع سلاح حركة حماس أو الحصول على ضمانات بعدم تدخل حزب الله في النزاع، من شأن ذلك أن يمنح إسرائيل اليد العليا، بينما يمكن لترامب الادعاء بأنه "أوقف الحرب" عبر صفقة تمنع التصعيد.
2- صفقة "ضغط سريع" لإنهاء النزاع مؤقتا: يُعرف ترامب بميوله لإنجاز الصفقات بشكل سريع ودرامي، قد يعمل على وقف إطلاق النار عبر فرض شروط قاسية على الأطراف الفلسطينية واللبنانية، مقابل وعود بتحسين الوضع الاقتصادي أو تخفيف الحصار، ولكن من دون حل جذري للصراع، أي أنها ستكون تسوية قصيرة الأجل وليست حلا دائما.
3- زيادة الضغط على إيران: إذا كانت تصريحاته حول إنهاء الحرب تشمل التدخل مع إيران، فقد يسعى ترامب إلى التفاوض معها بشكل غير مباشر لوقف دعمها لحزب الله والفصائل الفلسطينية، وهو ما يمكن أن يقلل من خطر التصعيد، قد يستخدم هذا كوسيلة لتهدئة الأوضاع ووقف التصعيد العسكري بين إسرائيل والفصائل المدعومة من إيران، مع تأكيده على أنه "أوقف الحرب".
4- تجميد الوضع على الأرض: قد يتبنى ترامب نهج "التجميد"، بحيث يتم التوصل إلى هدنة أو وقف إطلاق النار دون تغيير كبير في الوضع القائم. بهذا، قد يدعي أنه أوقف النزاع، لكن دون تقديم حل حقيقي للصراع أو تحسين جوهري في حياة الفلسطينيين أو تقليص سياسات إسرائيل تجاه غزة ولبنا
5- مؤتمر سلام دولي تحت رعاية أميركية: قد يدعو ترامب إلى مؤتمر سلام دولي يحاول من خلاله التوسط بين الأطراف، مع إشراك حلفاء إقليميين جدد لإسرائيل من الدول العربية التي طبعت العلاقات مع إسرائيل، بهذه الطريقة، يمكنه الادعاء بأنه يسعى إلى إنهاء الحرب عبر مبادرة شاملة، وإن كانت مرجحة أن تتوافق مع الأجندة الإسرائيلية، ترامب يعتبر نهاية الحرب قرارا إسرائيليا على الرغم من مطالبته بوقف الحرب .
6- وقد يعيد ترامب سياسة تقليص أو وقف المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية ووكالة الأونروا، مما يزيد من عزلة الفلسطينيين اقتصاديا ويضعف قدرتهم على الصمود في وجه التوترات المتزايدة، كما قد يستغل ترامب الحرب لتعزيز علاقات إسرائيل مع دول عربية أخرى، تحت شعار "التعاون الأمني" ضد تهديدات حماس وحزب الله وإيران. وقد يؤدي ذلك إلى توسعة اتفاقيات التطبيع بما يعزل الفلسطينيين سياسيا.
7-رغم تعهدات ترامب بإنهاء الحروب العالمية، فإن سياساته السابقة وتوجهاته المنحازة لإسرائيل تعطي إشارات معقدة بشأن مستقبل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. فبينما قد يسعى لتقديم نفسه على أنه صانع سلام، فإن الظروف على الأرض والسياسات الأميركية المستمرة في دعم إسرائيل قد تعرقل أي حل جذري ودائم. وبما أن أسلوب ترامب يعتمد غالبا على صفقات سريعة تخدم مصلحة إسرائيل، فمن المرجح أن يترك أي "إنهاء للحرب" -إن حدث- في إطار هدنة مؤقتة أو تجميد للوضع الحالي دون معالجة القضايا الأساسية.
دونالد ترامب يريد أن يعطي صورة عن نفسه أنه الحازم صاحب الإنجازات، ويرى مؤديوه أنه قادر على أن يجمع مصالح أميركا في كفة واحدة رغم تناقض الحلفاء والخصوم، ولعل هذه الصورة آمن بها بعض شرائح الجالية العربية الإسلامية في الولايات المتحدة إلى الحد الذي دفع أحد مشايخ المساجد الأميركية إلى الخروج علنا ومدح ترامب والدعوة إلى تأييده، ويعتبر ترامب نهاية الحرب قرارًا إسرائيليًا على الرغم من مطالبته بوقف الحرب.
لكن خلال فعالية لإحياء الذكرى في فلوريدا، تعهد ترامب بأنه "سيدعم حق إسرائيل في كسب حربها على الإرهاب"، مضيفا أنه "عليها أن تنتصر بسرعة، بغض النظر عما يحدث منتقدا نهج الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته هاريس تجاه الحرب بين إسرائيل وحماس باعتباره ضعيفًا ومترددًا.
ولم يتطرق ترامب إلى نقطة المساعدات، لكنه تطرق إلى أن وضع نهاية الحرب ينبغي أن يكون في «إطار انتصار إسرائيل» على الرغم من أنه لم يفصل ما قد يترتب على النصر.
° برأيك ما نقاط الضعف التي كانت سبب في عدم تفوق هاريس على ترامب؟
استطاعت
كامالا هاريس أن تحصل على دعم وتأييد قادة الحزب الديمقراطي على عجل وفي أقل من 48 ساعة، وخلال 3 ساعات من انسحاب الرئيس جو بايدن المفاجئ من الانتخابات قدمت أوراق ترشحها، وبسرعة الضوء حصلت على ولاء فريقه الانتخابي المكون من 1300 شخص وورثت عنه 90 مليون دولار، وجمعت540 مليون دولار تبرعات لصالح حملتها الانتخابية أقل من 48 ساعة.
كل ذلك تم دون مراجعة نقدية متأنية لنقاط ضعفها المعروفة لدى الجميع والتي أستغلها فريق الرئيس الأمريكي السابق
دونالد ترامب أسوأ استغلال، وفي مقدمة نقاط ضعف المرشحة الديمقراطية هاريس أنها صاحبة أسوأ شعبية لأي نائب رئيس أمريكي خلال الـ 70 سنة الماضية، كما كان أداؤها الانتخابي متواضعًا وغير مقنع،
كامالا هاريس لا تتمتع بسمات قيادية ومن بين نقاط ضعفها أنها قادمة من تيار اليسار الليبرالي في حزبها الديمقراطي، في زمن صعود اليمين الشعبوي المحافظ الذي يزداد تغلغلا في مجتمع أمريكي يعاني من انقسام حزبي حاد، والأسوأ من ذلك أنها «تتغطى بعباءة الرئيس جو بايدن بكل ما فيها من نقاط ضعف» ويقال فيما يقال عن
كامالا هاريس إنها "انتهازية ووصولية تسلقت سلم المجد ليس بالكفاءة والجدارة، بل عبر علاقاتها الاجتماعية". من المؤكد أن فريق ترامب يعرف كيف يستغل نقاط ضعفها، بل تضخيمها مئات الأضعاف، لكن حتى إن تمكنت
كامالا هاريس من إبراز نقاط قوتها وتلميع صورتها الانتخابية، فإن ما لا يمكن أن تتجاوزه بسهولة كونها امرأة وكونها سمراء، هاتان الصفتان كونها امراة وكونها سمراء ليسا مجرد نقاط ضعف، بل هما نقاط ضعف مميتة، كما كانت شيخوخة الرئيس بايدن نقطة ضعفه المميتة التي دفعته للانسحاب أخيرًا، و
كامالا هاريس غير مقبولة ليس لأنها شخصية متسلقة وقليلة الخبرة وغير مقنعة وبشعبية متدنية.a
هذا المزيج استغله فريق ترامب أسوأ استغلال خاصةً أن أمريكا البيضاء ترفض رفضًا قاطعًا ما يسمى بالزحف الأسمر نحو السلطة والثروة في أمريكا.
لقد زادت عنصرية أمريكا البيضاء وتمكن ترامب من اللعب على مشاعرها العنصرية بخطاب شعبوي يود الإبقاء على أمريكا عظيمة، ويعتقد أنه كي تستمر عظيمة كما هي يجب أن تبقى مقاليد السلطة بيد من أسسها وحولها إلى قوة عظمى، ومن أسس أمريكا هم «شريحة أوروبية بيضاء» وليس المهاجرين الجدد من الأصول الأفريقية واللاتينية والآسيوية الذين اقتربوا كثيرا من هرم المناصب والامتيازات.
لدى أمريكا البيضاء قلق على هوية أمريكا وخشية على المعجزة الأمريكية وخوف من ضياع الحلم الأمريكي وتؤمن أن مصير ومستقبل أمريكا في خطر، ووجدت في الرئيس ترامب أفضل من يعبر عن قلقها ومخاوفها، لقد قررت أمريكا البيضاء مقاومة خطر الزحف الأسمر وهي غير مستعدة لتسليم راية القوة العظمى الوحيدة في العالم للجنس الأفريقي واللاتيني والآسيوي الذي تمثله
كامالا هاريس والذي مثله قبل ذلك باراك أوباما.
لذلك فإن طريق
كامالا هاريس إلى
البيت الأبيض لم يكن مفترشًا بالورود.
الكلمت المفتاحية:
دونالد ترامب
البيت الأبيض
الولايات المتحدة الأمريكية
الحزب الديمقراطي الأمريكي
كامالا هاريس
الوعود المحققة
الوعود المقدمة
الحرب
لبنان
إسرائيل
قطاع غزة
أوكرانيا
سطر الوصف :
لقد زادت عنصرية أمريكا البيضاء وتمكن ترامب من اللعب على مشاعرها العنصرية بخطاب شعبوي يود الإبقاء على أمريكا عظيمة، ويعتقد أنه كي تستمر عظيمة كما هي يجب أن تبقى مقاليد السلطة بيد من أسسها وحولها إلى قوة عظمى..
7 واضحا لإسرائيل.
صفقة القرن: طرح ترامب "صفقة القرن" لتكون خطة للسلام، تضمنت إقامة دولة فلسطينية بشروط قاسية، واحتفاظ إسرائيل بمعظم المستوطنات في الضفة الغربية. رفض الفلسطينيون هذه الخطة، معتبرين أنها تنتقص من حقوقهم
توسيع اتفاقيات التطبيع: دعم ترامب اتفاقيات "أبراهام" التي أبرمت بين إسرائيل وعدة دول عربية لتطبيع العلاقات، مما عزل الفلسطينيين سياسيا وساهم في تعزيز نفوذ إسرائيل في المنطقة.
يمكن أن يسعى ترامب إلى اتباع جملة من السياسات لإنهاء الحرب في منطقة الشرق الأوسط عمومًا إذا أخذنا في الاعتبار أن إيران طرف في النزاع الدائر بين إسرائيل ومحور المقاومة عموما.
1- التدخل الدبلوماسي بشروط إسرائيلية: قد يسعى ترامب إلى إنهاء الحرب عبر مفاوضات أو وساطة، ولكن بشروط تميل لصالح إسرائيل، مثل نزع سلاح حركة حماس أو الحصول على ضمانات بعدم تدخل حزب الله في النزاع، من شأن ذلك أن يمنح إسرائيل اليد العليا، بينما يمكن لترامب الادعاء بأنه "أوقف الحرب" عبر صفقة تمنع التصعيد.
2- صفقة "ضغط سريع" لإنهاء النزاع مؤقتا: يُعرف ترامب بميوله لإنجاز الصفقات بشكل سريع ودرامي، قد يعمل على وقف إطلاق النار عبر فرض شروط قاسية على الأطراف الفلسطينية واللبنانية، مقابل وعود بتحسين الوضع الاقتصادي أو تخفيف الحصار، ولكن من دون حل جذري للصراع، أي أنها ستكون تسوية قصيرة الأجل وليست حلا دائما.
3- زيادة الضغط على إيران: إذا كانت تصريحاته حول إنهاء الحرب تشمل التدخل مع إيران، فقد يسعى ترامب إلى التفاوض معها بشكل غير مباشر لوقف دعمها لحزب الله والفصائل الفلسطينية، وهو ما يمكن أن يقلل من خطر التصعيد، قد يستخدم هذا كوسيلة لتهدئة الأوضاع ووقف التصعيد العسكري بين إسرائيل والفصائل المدعومة من إيران، مع تأكيده على أنه "أوقف الحرب".
4- تجميد الوضع على الأرض: قد يتبنى ترامب نهج "التجميد"، بحيث يتم التوصل إلى هدنة أو وقف إطلاق النار دون تغيير كبير في الوضع القائم. بهذا، قد يدعي أنه أوقف النزاع، لكن دون تقديم حل حقيقي للصراع أو تحسين جوهري في حياة الفلسطينيين أو تقليص سياسات إسرائيل تجاه غزة ولبنا
5- مؤتمر سلام دولي تحت رعاية أميركية: قد يدعو ترامب إلى مؤتمر سلام دولي يحاول من خلاله التوسط بين الأطراف، مع إشراك حلفاء إقليميين جدد لإسرائيل من الدول العربية التي طبعت العلاقات مع إسرائيل، بهذه الطريقة، يمكنه الادعاء بأنه يسعى إلى إنهاء الحرب عبر مبادرة شاملة، وإن كانت مرجحة أن تتوافق مع الأجندة الإسرائيلية، ترامب يعتب