خبراء: ترامب يشعل حرب تجارة عالمية

كتبت: بسمة المنزلاوي

جاء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذى صدر الخميس الماضي بفرض رسوم جمركية بنسبة ٢٥٪ علي واردات الصلب و١٠٪ على واردات الألمونيوم ، مثيرا لقلق ومخاوف منظمة التجارة العالمية من قيام حرب تجارة عالمية بين الدول.

وحذر خبراء دوليون من حرب تجارة عالمية بسبب السياسة الحمائية التي تتبعها أمريكا مؤخرا وتوقعوا أن يكون لها تأثير سلبي على نظام التجارة العالمي.

وجاء القرار متماشيا مع السياسة الاقتصادية الحمائية التي اتبعها ترامب منذ توليه الرياسة في يناير العام الماضي والتي تهدف إلى حماية الصناعة الأمريكية بزيادة القيود على الواردات .

 جدير بالذكر أن القرار شمل جميع الدول و استثني كندا والمكسيك فقط على أن يتم تطبيقه في الأسبوع الأخير من الشهر الحالي وقد لاقى القرار معارضة شديدة من الشركاء التجاريين لأمريكا وعلى رأسهم الاتحاد الأوروبي والصين .

 ولم تكن المعارضة لقرار ترامب خارجية فقط ولكن جاءت أيضا معارضة داخلية قوية لقرار ترامب من رجال الصناعة والأعمال الأمريكيين وخاصة الصناعات التي تستخدم الصلب والألومنيوم كمدخلات لها كصناعة السيارات .

 ونشرت cnn money"" مقالا تحت عنوان "رسوم ترامب وحرب التجارة " أكدت فيه أن فرض أمريكا لجمارك على واردات الصلب والألومنيوم أصبح أمرا واقعا و التساؤل الآن هو حول كيف سيكون رد فعل باقي الدول ؟

 ففي الوقت الذي يؤكد فيه الرئيس الأمريكي أن الرسوم الجمركية ستساعد الصناعة المحلية الأمريكية على النمو والعودة إلى مجدها القديم يتخوف السياسيون ورجال الأعمال و الشركاء الدوليون من أن تكون هذه الخطوة هي بداية لحرب تجارة عالمية .

أسباب القرار

 وتوضح أن سبب اتخاذ الرئيس الأمريكي لهذه الخطوة يتمثل في سببين رئيسيين الأول هو حماية الصناعة الوطنية الأمريكية التي ظلت تعاني لسنوات طويلة ، ففرض الرسوم على الواردات سيزيد من قدرتها التنافسية في ظل ارتفاع سعر الواردات واتجاه الطلب إلى البديل المحلي والمنتج الأمريكي .

والسبب الثاني هو مكافحة الإغراق للصناعة المحلية من بعض الدول خاصة الصين التي تقوم بتوريد صلب بأسعار رخيصة جدا للسوق الأمريكي بهدف إغراق السوق .

 وطرحت تساؤلًا هو هل يستفيد الاقتصاد الأمريكي من السياسة الحمائية ؟

 تقول يتوقف ذلك علي قدرة الصناعة المحلية الأمريكية علي توفير احتياجات الطلب المحلي بشكل كامل وهو أمر غير متوفر حاليا .

كما أنه يرفع من تكلفة بعض الصناعات الأخري والتي تستخدم الصلب والألومنيوم كمدخلات لها كصناعة السيارات ويؤدي إلى زيادة سعر التكلفة بالنسبة لتلك الصناعات ويقلل من قدرتها التنافسية في السوق الدولية ولهذا تعتبر هذه الرسوم سلاحًا ذا حدين .

وتوقعت أن تؤدي هذه الرسوم في نهاية الأمر إلى زيادة أسعار العديد من السلع والمنتجات وهو ما يؤثر بالسلب على المستهلك .

 الشركاء الدوليون

 وتؤكد بالنسبة للشركاء الدوليين ستضر هذه الرسوم بالصناعة المحلية لديهم للصلب والألومنيوم مما يؤثر بالسلب على الإنتاج والوظائف في هاتين الصناعتين على المستوى الدولي ويؤثر بدوره على نظام التجارة العالمية ككل .

ومن المتوقع أن يؤدي في النهاية إلى حرب تجارة وزيادة التوتر الدولي وفقد الثقة ، حيث من المتوقع أن تتخذ الدول الأخري بدورها سياسات حمائية ضد الصادرات الأمريكية كنوع من الرد وأخذ الثأر من الأولي معتبرينها قد بدأت حرب تجارة بفرضها قيودًا على الواردات.

رد الصين

وتتساءل cnn money  في مقالها حول ردة فعل الصين باعتبارها المصدر الأول للصلب في العالم و الشريك التجاري الأول للولايات المتحدة ، وكان وزير تجارة الصين قد اعتبر رسوم ترامب " هجوم خطير علي الحركة الطبيعية للتجارة الدولية" وكانت الصين قد هددت سابقا بأن يكون رد فعلها عنيفًا إذا فرضت الولايات المتحدة قيودا على الواردات يذكر أن هناك عجزًا في الميزان التجاري بين البلدين يتجاوز ٥٠٠ بليون دولار لصالح الصين .

وتشير إلى أن الرئيس الأمريكي قد فاتته نقطة مهمة وهو أن الاقتصاد الأمريكي لم يعد اقتصاد صناعة وإنتاج للسلع وإنما هو اقتصاد خدمات بشكل أكبر يقوم علي الخدمات المالية والإعلامية والنقل والتكنولوجيا مشيرة إلى أن الميزان التجاري لاستيراد وتصدير الخدمات قد حقق العام الماضي فائضا ماليا يصل إلى ٢٤٣ بليون دولار .

من جانبها تخوفت كريستين لاغارد مديرة صندوق النقد الدولي في تصريح لها مما أسمته "التصعيد المتبادل " للشركاء التجاريين الدوليين بفرض رسوم مماثلة من جانبهم كنوع من الرد على السياسة الأمريكية وهو ما سيؤثر سلبا على حركة التجارة الدولية.