مستقبل التعليم فى مصر

مستقبل التعليم فى مصرسعيد عبده

الرأى21-10-2022 | 14:41

لا توجد قضية متجددة دائمًا أكثر من قضية التعليم فهى تخص كل بيت فى مصر.. ومعظم القضايا التى تشغل الرأى العام سواء لفترة محددة أو تتعلق بأزمة معينة يتم حلها أو نسيانها.. أو نتعايش معها.. أو تحل ضمن واجبات الحكومة والدور الذى تقوم به الدولة إلا قضية التعليم فهى تشغل الأب والأسرة وتستمر معنا طوال حياتنا منذ أن كنا طلابًا أو تلاميذ أو بعد أن أصبحنا أولياء أمور نتحمل المسئولية بعد ما جاء دورنا.

47 مليار جنيه دروسًا خصوصية

هذا تصريح لوزير التعليم مؤخرًا عن ميزانية الدروس الخصوصية التى يتحملها أولياء الأمور.. خلاف رسوم الدراسة سواء حكومية أو خاصة أو تجريبى.

ومع ذلك سيتم إعداد مراكز دروس خصوصية بالمدارس ليقوم المدرسون بالعمل فيها للحصول على شريحة من السوق بغرض تحجيمه وأن تتم بإشراف الوزارة!

أيضًا دراسة الترخيص للسناتر من الوزارة لتنظيم عملية الدروس الخصوصية!

التعليم فى الفترة الأخيرة

لم نعد نعرف هل هناك رؤية واضحة لتعليم أبنائنا.. أعتقد لا.. فقد تعرض التعليم فى مصر والطالب لعشرات التجارب ولم نصل إلى منتج واحد ناجح لنستمر عليه.. وأسرد هنا بعض الأمثلة من القرارات والأنظمة التى تعرض لها التعليم فى مصر وعلى القارئ التنبؤ بالمستقبل.

فى المرحلة الابتدائية مرة نلغى الصف السادس الابتدائى ومرة نعيده وكل مرة هناك أسباب تقدم للمجتمع!!

كان هناك الكُتاب و تعليم القرآن وحفظه وبعض الاجتهادات مثل الحضانات قبل المدرسة لظروف عمل الأبوين.

أصبح لدينا الآن KG2- kG1 وغيرها من الأسماء تم إدخالها إلى منظومة التعليم الخاص الذى أصبح الآن يستأثر بالدخل الأكبر من الأسرة دون عائد ملموس على الطالب إلا ما ندر.

ثم أصبح لدينا العديد من أنواع المدارس الخاصة بعد أن كان التعليم الخاص للفاشل من الطلبة أو دون المستوى حتى أن الطالب أو ولى الأمر لا يذكر أنه إنضم إلى تعليم خاص.. أو مدرسة خاصة.

الآن أصبح مصدر فخر نوع المدرسة ومستواها والمصروفات المدفوعة ونوع الباص الخاص بالمدرسة.

تعددت أنواع المدارس وكذلك أنواع التعليم الأمريكى والفرنسى والإنجليزى واليابانى أخيرًا انفتاحًا على هذه الثقافة العالمية.

ولكن هل أتت ثمارها وهل ضاعت الهوية المصرية للطالب المصرى فى ظل هذا التعدد وأنظمة التعليم التى تركز على تعلم اللغة والآداب والثقافة المنتمية إليها.

أعتقد هناك فروق واضحة للأجيال التى تخرجت فى هذه المدارس بجوار تراجع المستوى التعليمى للمدارس الحكومية سواء رسمية أو تجريبية أو يابانية أو غيرها.

التعليم مصدر الهوية والانتماء

تاريخ التعليم المصرى من أيام محمد على باشا مرورًا بكل حكام مصر تاريخ مشرف، و مصر كانت دائمًا مصدرًا للثقافة والحضارة وتصدير الثقافة والعلم والمعرفة.

إن تاريخ مصر فى المنطقة العربية ورسالتها فى تعليم أجيال فى كل الدول العربية شرف كبير ومصدر فخر لنا.

طه حسين وزير المعارف وعميد الأدب العربى ومؤلف كتاب مستقبل الثقافة فى مصر ومصدر الإلهام والإشعاع للثقافة العربية من هنا.. العقاد والمازنى وعلى الجارم وثروت أباظة ونجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس ويوسف السباعى وأحمد شوقى والبارودى وغيرهم من الأعلام فى كل مجالات الثقافة والمعرفة والعلم.

إذن كان هناك ركائز أساسية ويجب أن ندرس كيف نجحت سياسة التعليم فى تقديم هؤلاء وغيرهم إلى الثقافة العربية!

القرن الـ 21

تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن ويكون هناك تذبذب فى القرارات والتجارب، والأسرة تقع فريسة لهذا الألم وتصبح المشكلة بلا حل وتزداد تعقيدًا.. على الرغم من تخصيص الدولة لأكبر ميزانية فى تاريخ التعليم بالمليارات.. مرة تابلت وتضع الورقى جانبًا.. ومرة ورقى.. لماذا هذا التردد والتطرف فى التفكير وخاصة أن هناك طالبًا يفعل به ما يفعل وفقًا للسياسة التعليمية المترددة وأب يرغب فى تعليم ابنه ويخضع للظروف والسياسات غير الثابتة والمتغيرة دائمًا.

إعلان تقنين الدروس الخصوصية والسناتر بهذا الشكل ودراسة قيام شركة بالدخول فى هذا المجال.. عجيب!

هل هذا استثمار.. أم ماذا؟ هل هو إعلان فشل السياسات التعليمية ورضوخ لمافيا التعليم.. وماذا سيكون دور المدرسة أقصد الحكومية وحتى الخاصة وقد أصبح الدرس الخصوصى أساسيًا فى المرحلة الابتدائية.

وزارة التربية و التعليم لها دور خطير فى أساس التربية وإعداد الطفل أو الطالب للمجتمع والمرحلة التالية التعليم الذى أصبح واقعًا مؤلما لكل من الطالب المتلقى والأب الممول.

لن يكون دور الوزارة منظما فقط ولكن أعتقد أن هناك الفرعين: التربوى والتعليمى لإصلاح المجتمع من التشوهات من مخرجات التعليم الأساسى.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2