أصيب ثلاثة مستوطنين بالحجارة -أحدهم بالرأس- خلال مواجهات اندلعت امس الجمعة بين فلسطينيين ومستوطنين بالقرب من مستوطنة جفعات رونان شمال الضفة الغربية و في عدة أحياء بالقدس الشرقية.
فيما رشق الشباب الثائرون الحجارة تجاه سيارة للمستوطنين في قرية حوارة جنوب نابلس، في الوقت نفسه نشأت مواجهات بين الفلسطينيين والمستوطنين في حوارة جنوب نابلس.
أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بإصابة فتى يبلغ من العمر 17 عاماً بجروح في الفخذ خلال مواجهات مع قوات جيش العدو في مخيم عايدة للاجئين شمال بيت لحم، كما أصيب فتى يبلغ من العمر 15 عاماً بجروح خطيرة في بطنه خلال اشتباكات مع قوات العدو على الحاجز الشمالي في قلقيلية.
وتصاعدت وتيرة المواجهات مع القوات الإسرائيلية بعد استشهاد عدي التميمي، بعد تنفيذه عملية اطلاق نار على مدخل مستوطنة معالي أدوميم، وهو نفسه من نفذ عملية شعفاط، والذي قتل فيها أحد عناصر الجيش.
وفي ظل هذه المواجهات التي انطلقت مع ذروت الأعياد اليهودية، عقد رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد، جلسة نقاش حول تقييم الوضع مع وزير الأمن الداخلي عمرو بارليف.
وقال بارليف: إن "الأحداث التي وقعت خطيرة للغاية، وعملت الشرطة الإسرائيلية بحزم لإعادة الأمن".
فيما قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الأسبوع الماضي، "لن نقبل استمرار الوضع" وأن رام الله "ستدرس العلاقات مع إسرائيل".
يتصاعد التوتر في شمال الضفة الغربية المحتلة، منذ أشهر، ما جعل البعض يتحدث عن مؤشرات "انتفاضة جديدة"، حسب ما أورد تقرير لوكالة "فرانس برس".
ووفق التقرير، فإن طائرات إسرائيلية دون طيار تحلّق في سماء نابلس من دون انقطاع منذ أسابيع، فيما يغلق جنود إسرائيليون منافذ المدينة.
وفي البلدة القديمة لمدينة نابلس، بين دكاكين تجار صابون زيت الزيتون وبائعي الملابس الداخلية، يتنقل شبان فلسطينيون على دراجات نارية بألوان أبطالهم الجدد: "عرين الأسود" وصور قائد هذه المجموعة إبراهيم النابلسي الذي استشهد خلال مواجهة عنيفة في أغسطس.
كان النابلسي الملقب بـ "أسد نابلس" وهو من كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح، يحمّس الشباب المحلي منذ شهور بخطابه القوي ضد الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك ضد السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس التي يتهمها بـ "التعاون" مع إسرائيل.
وبعد استشهاده، شكّل مقاتلون شباب كانوا ينتمون الى فصائل مختلفة مثل حركة فتح والجهاد الإسلامي أو حركة حماس مجموعة "عرين الأسود" التي انتشرت شعبيتها بسرعة من خلال رسائل تلغرام المشفرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ويقول شاب يطلق على نفسه اسم أبو عدي لوكالة "فرانس برس" إنه انضم إلى "عرين الأسود" لأنها "المجموعة التي اختارت مقاومة الاحتلال بالسلاح بعيدا عن كل الفصائل، والانتماء لله والوطن هو أهم أولوياتها".
ويضيف أن هدفها "واحد: مقاومة الاحتلال المسلح في كل مناطق تواجده"، متابعا: "نحن مجموعة عدد أفرادها قليل نسبيا، ومدرجون على لائحة الاغتيال الإسرائيلي. الاستمرار مرهون بمن ينضم إلينا وطريقة إدارة الأمور في الأيام القادمة".
هذا الأسبوع، دعت مجموعة "عرين الأسود" إلى تظاهرات ليلية في جميع أنحاء الضفة الغربية عبر قناتها على تلغرام التي يتبعها ما يقرب من 180 ألف حساب.
وتجمّع فلسطينيون في مناطق متفرقة للتظاهر، ما أدى إلى اشتباكات جديدة مع الجيش الإسرائيلي.
تصاعد التوتر في الأشهر الأخيرة في شمال الضفة الغربية، لا سيما في منطقتي نابلس وجنين، وهما معقلان للفصائل الفلسطينية المسلحة.
وكثّفت قوات الدولة العبرية مداهماتها في أعقاب اعتداءات دامية ضد إسرائيليين في مارس وأبريل نفذها فلسطينيون بعضهم من سكان إسرائيل.
وأسفرت المداهمات والاشتباكات عن استشهاد أكثر من 115 فلسطينيا، وهو أكبر عدد من الشهداء في الضفة الغربية منذ سبع سنوات، وثاني أعلى نسبة منذ نهاية "الانتفاضة الثانية" التي اندلعت في 28 سبتمبر 2000 بعد انتفاضة 1987-1993 التي تلتها اتفاقات أوسلو.
ويقول القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في شمال الضفة الغربية خضر عدنان ( 44 عاما) الذي اعتقلته إسرائيل مرارا، للوكالة الفرنسية: "قد تكون هذه بداية انتفاضة، فعرين الأسود يوحّد المقاومة. هؤلاء الشباب ليسوا تحت رعاية تنظيم معين. بالنسبة لهم المقاومة أهم من أي حركة معينة".