مهمة ثقيلة تنتظر الدبلوماسي السنغالي عبدالله باتيلي بعد تعيينه ممثلاً خاصاً للأمين العام للأمم المتحدة فى ليبيا، الأمر الذي يعيد إفريقيا إلى ليبيا، بعد محاولات لـ7 مبعوثين سابقين لم يفلحوا فى المساهمة فى قيادة البلاد إلى بر الأمان.
وتدور أسئلة حول قدرة المبعوث الجديد على إنهاء ما يسمى «القوة القاهرة» عن الساحة الليبية، ذلك المصطلح الذي يعلن فى حالة إيقاف الإنتاج النفطي، والذي كان كذلك حجة عدم إجراء الانتخابات التي كانت مقررة فى 24 ديسمبر الماضي. فضلا عن ملفات الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وخروج المرتزقة وتفكيك الميليشيات المسلحة، وتمكين حكومة فتحي باشاغا من استلام السلطة فى العاصمة طرابلس، وإنهاء أي دور للحكومة غير الشرعية المنتهية ولايتها برئاسة عبد الحميد الدبيبة.
ومع أن الاتحاد الإفريقي لم يكن له دور كبير فى فرض اسم باتيلي لإدارة الملف الليبي كمبعوث خاص للأمم المتحدة بسبب ضعف حضور الاتحاد فى معادلات السياسة الداخلية فى ليبيا، عكس دول إقليمية وغربية أخرى، إلا أن خلفية باتيلي التي لها باع طويل فى معرفة مشاكل القارة تدفع إلى التفاؤل بتحقيق اختراق وربما نجاح فى إدارة الأوضاع المعقدة والانقسام المنتشر فى أغلب المؤسسات.
وقالت الأمم المتحدة فى بيان إن باتيلي «سيثري هذا المنصب بخبرة تزيد على 40 عاماً من العمل مع حكومته الوطنية والمؤسسات الأكاديمية والمنظمات الإقليمية ومنظومة الأمم المتحدة»، فقد كانت أحدث مهامه مع الأمم المتحدة، عمله كخبير مستقل لمراجعة الإستراتيجية لبعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا. كما سبق أن شغل منصب نائب الممثل الخاص للأمين العام فى البعثة الأممية المكلفة لتحقيق الاستقرار فى مالي، العامين 2013 و2014، وممثل خاص لوسط إفريقيا ورئيس مكتب الأمم المتحدة الإقليمي لوسط أفريقيا فى الغابون بين العامين 2014 و2016. وفى العام 2018، جرى تعيينه مستشاراً خاصاً للأمين العام بشأن مدغشقر، وعين فى العام اللاحق خبيراً مستقلاً للمراجعة الاستراتيجية لمكتب الأمم المتحدة لغرب أفريقيا. وقبل ثلاث سنوات، أراد الاتحاد الإفريقي المشاركة فى الملف الليبي من خلال تعيين مبعوث مشترك من الاتحاد والأمم المتحدة، لكن استبعد هذا المقترح الذي تؤيده أيضاً روسيا والصين، ودافعتا عنه مراراً.
وفى هذا المناخ ومع هذه السيرة الذاتية الحافلة للدبلوماسي السنغالي، يثار سؤال حول إمكانية أن تسهم الخلفية الإفريقية لباتيلي فى إنجاح مهمته الصعبة فى ظل رغبة قائمة منذ سنوات لعقد مؤتمر للمصالحة الليبية قبل إجراء الانتخابات تحت رعاية الاتحاد الإفريقي.