عدوان استيطاني.. الأعياد اليهودية الإسرائيلية تستبيح حرمة المقدسات الفلسطينية

عدوان استيطاني.. الأعياد اليهودية الإسرائيلية تستبيح حرمة المقدسات الفلسطينية الأعياد اليهودية الإسرائيلية تستبيح حرمة المقدسات الفلسطينية

حوارات وتحقيقات24-10-2022 | 19:16

مشهد الاعتداء على الأقصى، يتكرر في كل عيد عبري، حيث يستغل المستوطنون المتطرفون الأعياد اليهودية الإسرائيلية، لتغيير طابع المسجد الأقصى، في استهداف متعمد لقبلة المسلمين الأولى، وثالث الحرمين، فيحرضون على تنفيذ المزيد من الاقتحامات وزيادة أعداد المقتحمين وساعات الاقتحام، على أمل تحقيق مخطط التقسيم المكاني، والزماني للمسجد، ماذا حدث لـ "الأقصى" خلال ما يسمى بـ "عيد الغفران" وعيد "العُرش" اليهودي؟

الموجة العدوانية الاستيطانية على المسجد الأقصى تمثلت في شهر أكتوبر الجاى في نفخ في البوق، والرقص وتمزيق المصاحف، وطرد المصلين، وغيره من أشكال العنصرية المتطرفة، فهل التوراة اليهودية نصت على إهانة باقي الأديان، للانفراد بالعبادة؟ يتمثل حائط البراق في القدس مكانا للعبادة اليهودية، فمنذ البداية والقدس ملجئ الأديان الثلاثة، نقف الأن على الحافة مرددين هل سيأتي اليوم التي تتحقق فيه العدالة في الدنيا، أم القدس تنتظر العدالة السماوية؟

رأس السنة العبرية


بداية من 25 سبتمبر، استباح أكثر من 846 مستوطنا قبلة المسلمين الأولى، على شكل مجموعات متتالية، بمناسبة احتفالات دولة الاحتلال بـ "رأس السنة العبرية". تلبية لدعوات أطلقها المتطرفين المتمثلين فيما يسمى "جماعات الهيكل"، لحشد أنصارها لأوسع اقتحام للمسجد الأقصى المبارك.

التصعيد بحق الأقصى اشتعلت ناره مع اقتراب موعد الانتخابات العامة في دولة الاحتلال المقررة في نوفمبر المقبل، حيث يرى قادة الاحتلال، أن أسهل الطرق لكسب أصوات الناخبين لا سيما المتطرفين منهم، يكون من خلال تكثيف الاعتداءات بحق الفلسطينيين ومقدساتهم.

إغراءات مالية


رصدت "جماعات الهيكل" مكافآت مالية، تُقدر بـ 500 شيقل لكل مستوطن يتمكن من نفخ البوق في المسجد الأقصى، أو يتمكن من إدخال القرابين النباتية إليه، واحتشد الاستيطان بالفعل العائلات والأطفال، مع بداية "عيد العرش" اليهودي.

ويعتبر النفخ بالبوق في المسجد الأقصى حسب المعتقدات التوراتية بمثابة إعلان هيمنة وسيادة عليه، وتكريسه مركزا للعبادة اليهودية، فيما تولى جنود الاحتلال المدججون بالسلاح والعتاد حماية المشاركين في المسيرة، وسمحت لهم بأداء طقوس وإطلاق هتافات عنصرية.

تدنيس الأقصى


في 2 أكتوبر، حشدت جماعات الهيكل المزعوم أنصارها لاستهداف المسجد الأقصى، وتكثيف الاقتحامات، وتدنيسه بطقوسهم العنصرية.
يشار إلى أن اقتحامات الاحتلال الإسرائيلي والاستيطان للمسجد الأقصى، تتزايد في المناسبات الخاصة بدولة الاحتلال العبرية.

إغلاق الحرم الإبراهيمي


في 4 أكتوبر، بحجة الأعياد اليهودية، قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، إغلاق الحرم الإبراهيمي الشريف، وذلك تمهيدا لـ "عيد الغفران" العبري.
في ظل تشديد الإجراءات العسكرية في محيط الحرم الإبراهيمي، قال مدير الحرم، غسان الرجبي: "قوات الاحتلال طالبت سدنة الحرم الإبراهيمي بوقف توافد المواطنين والمصلين إلى الحرم الإبراهيمي وأروقته".

عيد الغفران


في 5 أكتوبر، استباح مئات المستوطنين المسجد الأقصى، على شكل مجموعات متتالية، كل مجموعة تتكون من 40 مقتحما، من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوسا تلمودية في باحاته، واستمعوا إلى شروحات حول هيكلهم المزعوم، مرتدين زي الكهنوت التوارتي لمناسبة "عيد الغفران" وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال.
وعززت قوات الاحتلال الإسرائيلي بعناصر من وحداتها الخاصة، تواجدها فى المصلى القبلي وحاصرت المصلين والمرابطين الفلسطينيين، لحماية المستوطنين المقتحمين لساحات المسجد الأقصى.

استفزازات استيطانية


في 6 أكتوبر، اقتحم عشرات المستوطنين، باحات المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوسا تلمودية بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأصيب فتى فلسطينى بكدمات ورضوض في الاعتداء على خيام المواطنين الفلسطينيين بالقرب من مدخل قرية عين البيضا في محافظة طوباس والأغوار الشمالية.

وهدم المستوطنون، خيمة سكنية وألحقوا أضرارا بخيمة أخرى، ودمروا وحدة خلايا شمسية، وأتلفوا 4 خزانات مياه، وبيوتا بلاستيكية، بخربة الفارسية في الأغوار الشمالية، وهاجموا سيارات الفلسطينيين بالحجارة، بالقرب من مدخل مدينة البيرة الشمالي، ما أدى لتضرر عدد منها.

اعتداءات المولد النبوى


في 8 أكتوبر، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، بأعداد كبيرة ساحة باب العامود في مدينة القدس المحتلة، حيث كان ذلك بالتزامن مع تنظيم فعالية إحياء لذكرى المولد النبوي الشريف، واعتدت على المجتمعين لمشاهدة عروض فرق كشافة كانت تجوب شوارع القدس. واعتقل الاحتلال 6 من الشبان المتواجدين في المنطقة وأصاب آخرين، كما اعتدى على الأهالي في منطقة باب الساهرة.

وفي 9 أكتوبر، أطلق مستوطن النار صوب الفلسطينيين في منطقة وادي قدوم ببلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى المبارك، في ظل دعوات أطلقتها منظمات "الهيكل" المزعوم. يشار إلى أن كل الاعتداءات والاستفزازات كانت بحماية من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.


أول أيام "العُرش"


في 10 أكتوبر، أول أيام عيد "العرش" اليهودي، نظم 1200 مستوطن مسيرة استفزازية في البلدة القديمة من مدينة القدس، انطلقت من باب السلسلة أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك إلى باب القطانين، وجابت الشوارع والأزقة، وحمل المستوطنون ما يسمى "القرابين النباتية" التي دعت "جماعات الهيكل" لإدخالها للأقصى خلال "عيد العُرش".

وفرضت شرطة الاحتلال قيودا وتشديدات على أبواب الأقصى، ودققت في البطاقات الشخصية للمواطنين الوافدين للمسجد، واحتجزت هويات بعض الشبان عند بواباته الخارجية، واعتقلت أربعةَ شبان وسيدة من باحاته.

ومنعت قوات الاحتلال عددًا من الشبان من أداء صلاة الضحى أمام المصلى القبلي في المسجد الأقصى، ودققت بهوياتهم الشخصية، وأجبرتهم على التوقف ومغادرة المكان، ورغم التضييقات، إلا أن الشبان أدوا صلاة الضحى داخل ساحات المسجد، تزامنا مع بدء اقتحامات المستوطنين وتدنيسهم المكان.

وفرضت شرطة الاحتلال تشديدات على مداخل البلدة القديمة بالقدس وأزقتها، ونصبت الحواجز العسكرية، ورفعت حالة التأهب في المدينة المقدسة ومحيط الأقصى.

تمزيق القرآن


وفي محافظة الخليل، مزق مستوطنون إسرائيليون نسخا من القرآن الكريم وأحرقوها وألقوها بالقمامة في البلدة القديمة من المدينة.

وقال مدير أوقاف الخليل نضال الجعبري: "مستوطنين مزقوا وأحرقوا عددا من المصاحف وألقوها في القمامة بمحاذاة مسجد قيطون، قرب الحرم الإبراهيمي الشريف في البلدة القديمة وسط الخليل".

وأضاف: "تم العثور على سبع نسخ من القرآن الكريم ممزقة وملقاة في القمامة وإحداها محروقة بشكل جزئي"، مشيرا إلى أن الاعتداء على بيوت الله يأتي بعد سلسلة من الاعتداءات التي نفذها المستوطنون بحق الحرم الابراهيمي والمنازل المحيطة به.

ثاني أيام "العرش"


في 11 أكتوبر، ثاني أيام عيد العرش اليهودي، أكثر 1032 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى، على شكل مجموعات متتالية وسط دعوات لتكثيف الاقتحامات، وأدوا طقوسا تلمودية عند حائط البراق غرب المسجد الأقصى وعند باب القطانين، ورقصات جنونية عند باب الأسباط، حاملين "القرابين النباتية"، كما أدى مستوطن ما يسمى "السجود الملحمي" على عتبة باب السلسلة.

قوات الاحتلال استبقت اقتحامات المستوطنين باقتحام الأقصى بأعداد كبيرة، لتأمين اقتحامات المستوطنين، حيث قامت بإبعاد الفلسطينيين عن مسار الاقتحامات، ومنعتهم من التنقل في ساحات الحرم، وسيرت طائرة في سماء المسجد الأقصى.

كما اقتحمت قوات الاحتلال المصلى القبلي، وأخرجت بالقوة عددا من المعتكفين الفلسطينيين فيه، واعتقلت الشابين، نظام وإياد أبو رموز، بعد الاعـتداء عليهما أمام باب السلسلة، بالإضافة إلى أنها عرقلت عمل الطواقم الصحفية والمصورين ومنعتهم من تغطية الاقتحامات.

وعندما وصل المئات من القدس وأراضي الـ 48 إلى أبواب المسجد الأقصى، عند صلاة الفجر، منعتهم شرطة الاحتلال من الدخول وأخرجتهم بالقوة من أبواب البلدة القديمة، كما منعت شرطة الاحتلال أيضا، من هم دون سن الأربعين من دخول المسجد الأقصى.

ونفذ مئات المستوطنين حفلات صاخبة، ورقصات بالقرب من باب الجديد، في أول أيام عيد العرش مساءا.


ثالث أيام "العرش"


في 12 أكتوبر، الموافق ثالث أيام عيد العُرش اليهودي، اقتحم 776 مستوطنًا المسجد الأقصى، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، حيث أدى المستوطنون طقوسًا تلمودية، في المنطقة الشرقية منه، وعند باب القطانين، أحد أبواب الأقصى، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي. واعتقلت قوات الاحتلال حارسي الأقصى، حمزة النبالي، وخليل الترهوني بعد الاعتداء عليهما في باحات المسجد.

وفرضت شرطة الاحتلال قيودا على دخول المصلين للمسجد الأقصى، ومنعت من هم دون سن الـ40 عاما من الدخول إليه، وسط تضييقات على المرابطين المتواجدين داخل المسجد وعلى أبوابه.

رابع أيام "العرش"
في 13 أكتوبر، الموافق رابع أيام عيد العرش اليهودي، أدى المستوطنون، ما يسمي بـ "السجود الملحمي" داخل ساحات المسجد الأقصى، وشهدت بواباته رقصات استفزازية، خاصة عند باب القطانين. واعتدت قوات الاحتلال على عدد من المرابطات، ومنعتهم من الوصول إلى الأقصى وطردتهن من البلدة القديمة نحو باب الأسباط.

خامس أيام "العرش"
في 14 أكتوبر، الموافق خامس أيام عيد العرش اليهودي، اقتحم عشرات من جنود الاحتلال المسجد الأقصى، وانتشروا في باحاته، ونفذ مئات المستوطنين جولات استفزازية وطقوسهم التلمودية، و"رقصات جنونية" عند أبوابه، حاملين "القرابين النباتية".

سادس أيام "العرش"
في 15 أكتوبر، الموافق سادس أيام عيد العرش اليهودي، أدى مئات المستوطنين، طقوسا تلمودية عنصرية، عند حائط البراق.

واقتحموا المنطقة الغربية من المسجد الأقصى،تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي أطلقت طائرة استطلاع في سماء المدينة.

سابع أيام "العرش"
في 16 أكتوبر، اقتحم أكثر من 250 مستوطنا المسجد الأقصى، وأدى العشرات منهم طقوسا تلمودية عند باب القطانين، وهم يحملون ما يسمونه "القرابين النباتية"، وأغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي سوق القطانين، لتأمين هذه الاقتحامات.

وعزز الاحتلال من انتشار المستوطنين داخل الأقصى وعند أبوابه، ومواصلة التدقيق في البطاقات الشخصية للفلسطينيين والتضييق على الوافدين إلى المسجد.

ثامن أيام "العرش"
في 17 أكتوبر، ثامن أيام عيد العرش اليهودي، اقتحم عشرات المستوطنين الأقصى، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسا تلمودية، خاصة في المنطقة الشرقية منه.

كان ذلك بالتزامن مع اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على المرابطات أثناء تواجدهن قرب باب السلسلة أحد أبواب المسجد الأقصى، واعتقال المرابطة المقدسية هنادي الحلواني، وأطلقت طائرة مسيرة في سماء الأقصى.

تعرض المرابطات أثناء تواجدهن في "طريق المجاهدين" قرب باب الأسباط لاستفزازات من المستوطنين أيضا، وقوات الاحتلال التي أبعدتهن بالقوة إلى خارج البلدة القديمة، لتأمين اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى وحائط البراق.

عيد "فرحة التوراة" اليهودي
في 18 أكتوبر، يأتي عيد "فرحة التوراة" اليهودي، لإتمام تلاوة أسفار التوراة الخمسة، التي تتم تلاوة فصول منها على مدار السنة بالنسبة للدولة العبرية المحتلة، حيث اقتحم عشرات المستوطنين الإسرائيليين، المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وواصل جيش الاحتلال انتهاكاته بحق الشعب الفلسطيني، لا سيما، في الضفة الغربية المحتلة، وقطاع غزة، وفرض جيش الاحتلال الإسرائيلي، إغلاقا على الضفة الغربية وقطاع غزة، بحجة عيد فرحة التوراة اليهودي.

واعترف الإعلام العبري بأن الإغلاق على الضفة الغربية، وإغلاق معابر قطاع غزة، يأتي بسبب عيد "فرحة التوراة" اليهودي، الذي يأتي بعد الايام السبعة لعيد المظلة سوكوت (عيد العرش).

في كل عام نتسائل ماذا سيحدث لـ "الأقصى" خلال شهر الأعياد اليهودية؟ على أمل توفير الحد الأدنى من الحماية للمقدسات، ووقف سلسلة من الأفعال المشينة، تهويد وعربدة فى المساجد بفلسطين بشكل عام، و"الأقصى" بشكل خاص.

أضف تعليق

أصحاب مفاتيح الجنة

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2