خوفا من انغلاق هذا الباب.. علي جمعة: النبي كان يستغفر 100 مرة يوميا

خوفا من انغلاق هذا الباب.. علي جمعة: النبي كان يستغفر 100 مرة يومياعلى جمعة

الدين والحياة25-10-2022 | 06:16

قال الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه قلب الإنسان له بابان: بابٌ مفتوح على الخلق، وبابٌ مفتوح على الحق- سبحانه وتعالى-، و أحوال الإنسان قد يُغلق أمامه باب الرحمن؛ فتجد قلبه قاسيًا، وتجده مشتغلًا بالدنيا، وينسى الآخرة، موغلًا في الأشياء، وفي الأشخاص.

وأوضح «جمعة» عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن الثاني قد يُغلق باب الخلق ويغلق معه باب الحق، وهذا أقرب إلى المجانين؛ فإنه لا دنيا يحصلها، ولا آخرة يطلبها، وهذا يتأتى عند اختلال العقل؛ ولذلك فهو جنونٌ أو هو دربٌ من الجنون، والثالث ينفتح باب الحق ويغلق باب الخلق فتراه يستوحش الناس والدنيا ويعتزل، لكن قلبه مع الله.

وتابع: وفي كثيرٍ من الأحوال سمى الناس هذا الصنف بالمجاذيب، مجذوبٌ لله، فتراه طيب القلب، لا يؤذي أحدًا، ولا يُحسن شغل الدنيا، ولا يُحسن عمارتها، وهو عند هؤلاء الناس من أهل الله درجة منحطة، وليست درجة عالية، هو فعلًا أحسن من هذا الذي أغلق باب الحق، وفتح باب الخلق، وهو أحسن ممن أُغلق عليه البابان، أغلقت عليه هذه الأبواب، ولكنه مع ذلك في صورة منحطة عن الرابع وهو الذي انفتح باب الحق وباب الخلق فخلوته في جلوته، وقلبه معلقٌ بالله دائمًا، وهو يعمر الدنيا، وكلما توغل في الدنيا كلما تعلق قلبه بالله، وكلما رأى الدنيا رآها من خلال تقواه، ومن خلال رؤيته لله.

وأشار إلى أنه في بعض الأحيان كان باب الخلق يُغلق على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيستوحش الناس وهو مكلفٌ بالتبليغ، ويشعر بالأنس بالله فيستغفر الله في اليوم مائة مرة خيفة أن ينغلق باب الخلق؛ لأنه مكلف، ولأن حال سيد الخلق -صلى الله عليه وسلم- حال كمال يأبى إغلاق باب الخلق؛ فكان يستغفر الله في اليوم مائة مرة لا من ذنبٍ فعله، ولا من قصورٍ قصّره، بل لأن باب الأنوار تدخل فتُغلق باب الخلق فيستغفر الله فينفتح باب الخلق، ثم من شدة الأنوار يُغلق فيستغفر الله .

واستشهد بما ورد عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي فَإِنِّي أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ» ، سيدنا أبو الحسن الشاذلي قال كيف هذا؟ يُغان على قلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعنى تأتى سحابة أو شئ من هذا القبيل؟؟ فرأى النبى -صلى الله عليه وسلم- فى المنام وقال له : « يا عَلىّ غَين أنوار لا غَين أغيار»، فهذا الغين الذي هو غين الأنوار يُغلق باب الخلق من وحشته بالخلق وأنسه بالله؛ ولذلك قالوا: يَا سَائِلِى عَنْ رَسُولِ اللهِ كَيْفَ سَهَى * وَالسَّهْوُ مِنْ كُلِّ قَلْبٍ غَافِلٍ لاَهِ.. قَدْ غَابَ عَنْ كُلِّ شَئٍ سِرُّهُ * فَسَهَى عَمَّا سِوَى الله فالتعظيمُ لله، أى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد اشتغل بالله حتى غاب عن صلاته فلم يشهدها.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2