ذكر تقرير صحفي نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن قوات الأمن الإيرانية مازالت تستخدم أساليب عنيفة ضد المتظاهرين احتجاجاً على مقتل فتاة أثناء احتجازها من جانب شرطة الأخلاق بدعوى مخالفتها للزي الشرعي من وجهة نظر السلطات الإيرانية.
وأوضح التقرير الصحفي أن قوات الأمن استخدمت قنابل مسيلة للدموع خلال المواجهات مع طالبات إحدى المدارس في طهران بعد أن حاول مسؤولو المدرسة تفتيش هواتفهن المحمولة خلال الاحتجاجات التي اندلعت منذ ما يزيد على شهر بعد مقتل ماهسا أميني الفتاة البالغة من العمر 22 سنة أثناء احتجازها من جانب السلطات الإيرانية بسبب عدم ارتدائها للحجاب الشرعي.
ويشير التقرير إلى أن مقاطع مصورة منتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أوضحت أن قوات أمن مدججة بأسلحة كثيرة كانت تحيط بالمدرسة وأظهر أحد تلك المقاطع أن قوات الأمن ألقت بقنابل مسيلة للدموع على الطالبات.
ويستطرد التقرير بالقول أن المظاهرات تجتاح إيران منذ ما يقرب من خمسة أسابيع احتجاجا على مقتل ماهسا أميني، مشيرا إلى تقديرات منظمات حقوق الإنسان أن ما يقرب من 250 من المتظاهرين لقوا مصرعهم خلال المواجهات مع قوات الأمن.
ويضيف أن الفتيات والنساء يمثلن أغلب المتظاهرين حيث قمن بخلع الحجاب وإحراقه في محاولة للتعبير عن رفضهن لممارسات النظام الإيراني في هذا الخصوص.
وتشير تقديرات المنظمات الحقوقية في ذات الوقت إلى أن قوات الأمن الإيرانية ألقت القبض على آلاف من المحتجين منذ اندلاع المظاهرات والتي بدأت في مسقط رأس ماهسا أميني في مدينة "سقيز" في شمال غرب البلاد قبل أن تنتشر على نطاق أوسع في جميع أرجاء إيران.
ويطالب المحتجون بإنهاء نظام الحكم الديني في إيران، الذي بدأ منذ اندلاع الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، والإطاحة بالمرشد الأعلي آية الله علي خامنئي.
وفي الوقت نفسه، يشير التقرير إلى ما نشرته وكالة أنباء إيرنا أن محكمة في طهران أدانت أمس الاثنين 315 شخصا تم القبض عليهم أثناء الاحتجاجات بتهمة التجمع والتآمر بهدف تقويض الأمن القومي والترويج بدعاية ضد النظام الحاكم وتكدير الأمن العام.
ويوضح التقرير الصحفي أن المحكمة أدانت أربعة من المتهمين بتهمة " عداوة الله" وهي تهمة من وجهة نظر النظام الإيراني الحالي تقتضي عقوبة الإعدام.
ويسلط التقرير الضوء في الختام على تصريحات المرشد الأعلى خامنئي التي يحذر فيها أنه لن يجرؤ أحد على الإطاحة بالثورة الإسلامية في إيران، متهماً المعارضين للنظام الحالي بإشعال نار الفتنة وإثارة الفوضي في البلاد.