مدبولي: الإمارات كانت دائما أول المساندين لمصر في أدق اللحظات الفارقة

مدبولي: الإمارات كانت دائما أول المساندين لمصر في أدق اللحظات الفارقةمدبولي

مصر26-10-2022 | 12:41

قال رئيس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، إن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت دائما أول المساندين للدولة المصرية في أدق اللحظات الفارقة في تاريخها الحديث.
وأضاف مدبولي - في كلمته خلال احتفالية "مصر و الإمارات قلب واحد" بمناسبة مرور 50 عاما على العلاقات المصرية الإماراتية، برعاية الرئيس السيسي - أن "هذه المناسبة تمثل فرصة مهمة يجب علينا استثمارها لتنمية القواسم المشتركة وتأكيد معاني الأخوة في الجسد العربي الواحد".
وأشار إلى أن "مصر وأبناءها كانوا دوما حريصين على أن يسهموا بجهودهم على أرض دولة الإمارات من خلال عملهم في مجالات التعليم والصحة والثقافة والقضاء، وكانت حبات عرق المصريين حاضرة وبقوة إلى جوار جهود أشقائهم في بناء معالم دولة الإمارات الحديثة التي نفتخر بما حققته من إنجازات عالمية على المستويات كافة".
ولفت رئيس الوزراء إلى أن "مصر و الإمارات مرتبطتان بعلاقات تاريخية وثيقة وممتدة في مختلف المجالات، مبينا في الوقت ذاته أن ذلك يعكس عمق واستثنائية العلاقات المصرية-الإماراتية التي تمتد جذورها إلى الراحل الكريم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة؛ لتزداد عمقا ورسوخا في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال حرص القيادة السياسية في البلدين على تبادل الزيارات دائما".
وتطرق مدبولي إلى "لقاءات متعددة جمعت بين الزعيمين خلال السنوات الأخيرة تكللت بلقائهما على أرض مصر في أغسطس الماضي؛ في إطار الرغبة المشتركة في تبادل الرؤى بشأن القضايا الدولية والإقليمية والأوضاع الراهنة بالمنطقة العربية، والتأكيد على أهمية توحيد الجهود الرامية إلى إرساء دعائم الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، حيث شهدت السنوات الأخيرة تنسيقا وثيقا تجاه القضايا الرئيسة".
وقال رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي إن ملامح العلاقة الاستراتيجية بين مصر و الإمارات تبلورت في السنوات الأخيرة لتمثل نموذجا مبهرا للعلاقات العربية القادرة على مواجهة التحديات في مختلف المجالات من خلال العمل المشترك والدعم المتبادل خلال الأزمات.
وأضاف مدبولي أن دولة الإمارات اتخذت خطوات استباقية لتقديم الدعم للدول العربية المختلفة من خلال الأزمات السياسية والاقتصادية المتلاحقة وآخرها جائحة كورونا التي وجهت ضربة قوية للاقتصاد العالمي وما أعقبها من اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية التي أحدثت موجة من الاضطرابات الاقتصادية والتغيرات الجيوسياسية على مستوى العالم وضاعفت التحديات المتعلقة بتوفير التمويل اللازم لبرامج الرعاية الصحية والاجتماعية ومختلف برامج التنمية مما استدعى عقد الشراكات الفاعلة وبالأخص بين الدول العربية الشقيقة في محيطنا العربي.
وأشاد رئيس مجلس الوزراء بحجم الشراكات الاستثمارية والتجارية والصناعية بين مصر و الإمارات التي انعكست زيادة وتيرتها في السنوات الأخيرة إيجابيا على حجم الاستثمارات الإماراتية في مصر وعدد الشركات الإماراتية العاملة في السوق المصرية.
وقال مدبولي إنه على صعيد الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ترتبط مصر و الإمارات بعلاقات استثمارية قوية ولاسيما الفترة الأخيرة من خلال الشراكة المصرية الإماراتية في تنفيذ عدد من المشروعات الاستراتيجية مما انعكس على ارتفاع إجمالي الاستثمارات الإماراتية المباشرة في مصر لتسجل نحو 6ر4 مليار دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من العام المالي 2021 ـ 2022 لتحتل بذلك الإمارات المرتبة الأولى بين الدول المرسلة لتدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى مصر بحصة تقدر بنحو 29% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة المتدفقة إلى مصر خلال تلك الفترة، ونحو 72% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة العربية المتدفقة إلى مصر خلال نفس الفترة.
وأكد رئيس مجلس الوزراء حرص مصر و الإمارات على تأسيس الدعائم التي من شأنها تعزيز حركة تدفق التجارة والاستثمارات بينهما وهو ما ترجمه إبرامهما لعدد من الاتفاقيات المتعلقة بتشجيع وحماية الاستثمار وتجنب الازدواج الضريبي من أجل تشجيع الاستثمار وزيادة فرص العمل وتعزيز التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي بين البلدين.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي إن القوى العاملة المصرية رافدا رئيسيا للتنمية الاقتصادية في الإمارات منذ عقود في إطار علاقات التعاون والأخوة التي تجمع بين البلدين والتي رسخ أواصلها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأوضح رئيس مجلس الوزراء أن تحويلات الأيدي المصرية العاملة في الإمارات شهدت ارتفاعا ملحوظا خلال الأشهر التسعة الأولى من العام المالي 2021ـ2022 لتصل إلى 3ر3 مليار دولار لتحتل بذلك الإمارات المرتبة الثالثة من حيث الدول المرسلة لتحويلات العاملين بالخارج إلى مصر.
وشدد على حرص مصر على التوجه المستقبلي نحو المزيد من تعزيز الشراكات الاقتصادية الناجحة مع الإمارات، وذلك من خلال عدد من النقاط، أولا تنفيذ عدد من المشروعات الإنتاجية لا سيما في المجالات الزراعية والصناعية لزيادة مستويات الاكتفاء الذاتي لتقليل مستوى تأثر الدولتين بالاضطرابات في سلاسل الإمداد العالمية.
ثانيا: المشاركة الفاعلة من قبل المستثمرين الإماراتيين في برامج الطروحات وآليات الشراكة مع المستثمرين الأجانب في إطار توجه مصر نحو تنفيذ وثيقة سياسة ملكية الدولة للأصول خلال المرحلة المقبلة.. ثالثا التنسيق والتعاون بين صندوق مصر السيادي والصناديق السيادية في الإمارات لتنفيذ مشروعات في المجالات ذات الأولوية بين البلدين لتعظيم العائد على الأصول الاستثمارية للدولتين وتعظيم ثروات الأجيال المقبلة.
رابعا: مساهمة القوى العاملة المصرية الشابة المتميزة في دعم جهود التحول الرقمي، ولا سيما التحول نحو الحكومة الذاتية في ظل توجه الإمارات لتنفيذ استراتيجية الذكاء الاصطناعي والاعتماد تلك التقنيات في تقديم الخدمات وتحليل البيانات بمعدل مئة في المئة بحلول عام 2031، حيث يمكن للكوادر الشابة المصرية المؤهلة أكاديميا أن تسهم بشكل فعال في دعم هذه الجهود وتعظيم المكتسبات العالمية التي حققتها الإمارات في هذا الصدد.
وأكد رئيس مجلس الوزراء أن انعقاد احتفالية "مصر و الإمارات قلب واحد" بمناسبة مرور 50 عاما على العلاقات المصرية الإماراتية تأتي من خلال إتاحة المجال لاستعراض الفرص الاستثمارية المتاحة وعقد لقاءات ثنائية بين ممثلي الحكومة وشركات قطاع الخاص، هذا إلى جانب إتاحة الفرصة للتعرف على أحدث الخدمات التمويلية والاستثمارية والمنتجات التي تقدمها مؤسسات التمويل الدولية والإقليمية المشاركة لدعم القطاع الخاص بين البلدين.
وأضاف مدبولي أن هذه الاحتفالية تمثل محفلا لتوطيد أواصر التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين وتعظيم استفادة كل من مجتمع الأعمال المصري والإماراتي من الفرص التجارية والاستثمارية المتاحة في القطاعات المختلفة وأبرزها قطاع الصحة والتصنيع الدوائي والتطوير العقاري وقطاع الخدمات المالية والتحول الرقمي وقطاع البنية الأساسية والاتصالات والزراعة والتصنيع الغذائي وغيرها، هذا إلى جانب الفرص الواعدة للتعاون المشترك بين البلدين في مجالات الاقتصاد الرقمي ودمج البعد البيئي والتعافي الأخضر.
وشدد رئيس مجلس الوزراء على اعتزاز الدولة المصرية بالتعاون الوثيق والشراكة التنموية المتميزة مع دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة في مختلف المجالات تعزيزا للمسيرة التنموية ناجحة للبلدين.
وأعرب مدبولي ، في ختام كلمته، عن شكره لكافة الجهات الإماراتية والمصرية المعنية والمشاركة في هذا الاحتفال ولجميع القائمين على الإعداد والتنسيق الجيد لهذه المناسبة، متمنيا للجميع التوفيق والنجاح.

أضف تعليق

المنصات الرقمية و حرب تدمير الهوية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2