بلدى وإن جارت على عزيزة وأهلى وإن ضنوا على كرام ، فعندما تتعرض الأوطان للأزمات فالواجب يقتضى أبناء الوطن أن يكونوا صفاً واحداً ، فإن كان الانتماء للدين فريضة على كل إنسان فالإنتماء للوطن وحمايته من المعتدين والعمل من أجل تنميته والنهوض به قيمة دينية حثت عليها الأديان السماوية لا سيما الدين الإسلامى الحنيف ، حيث أنه حث على حب الأوطان والاعتزاز بها والدفاع عنها والوقوف فى وجه كل من يحاول ان يعتدى عليها أو يقلل من شأنها .
ويعيش العالم أزمة اقتصادية طاحنة ، و مصر كباقى دول العالم تأثرت بالأزمة و تحاول جاهدة الخروج منها بكافة السُبل ، وفى هذه الفترة من تاريخنا نحتاج الى تعميق الشعور بالإنتماء الى وطننا الغالى والتصدى لحملات الشائعات والتشكيك المغرضة والدعوات للتظاهر ، فى مرحلة تحتاج لتضافر الجهود للحفاظ على المقدرات مع الإعتراف بأن هناك أمور واجب إصلاح المسار فيها ، حيث لا يجب مطلقاً أن نتخلى عن الوطن بدعاوى تحريضية هدفها تدمير الوطن وتغييب دور الأفراد فى حماية المقدرات ، قد تكون هناك سياسات فرضتها الظروف الإقتصادية العالمية وهذا لا يمنح الحق لأى فرد أو جماعة أينما كان موقعها بتحريض أبناء الوطن ، ذلكم الوطن الغالى والحصن الحصين والعشق الكبير، صاحب الأفضال على الجميع ، ذلكم الوطن الذى ليس له مثيل أو بديل ، الذى نتنفسه ويتنفسنا والذى نعيش فيه ويعيش فينا ، ذلكم الوطن الذى أفاء الله جل جلاله به علينا، فقال تعالى فى كتابه العزيز (ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ) وفضّل أهل مصر بهذا على سائر بلاد العالمين.
ف مصر تستحق منا حمد الله وشكره على أن جعلنا من أهلها ، وأوجبت علينا هذه النعمة أن نبذل الغالى والنفيس من أجلها وأجل حمايتها وحماية أمنها وسلامتها ، فالواجب يقتضينا جميعاً خلال هذه الفترة الهامة من تاريخنا و التى تبذل القوى الكارهة حملات من التشكيك والوقيعة ونشر الأباطيل والشائعات المغرضة لإيقاع مصر فى دوامة الفوضى ، لأهداف خبيثة لإسقاط الدولة .
فعلينا أن نعلم بأن مصر على مر التاريخ يتوحد شعبها عند الأزمات فيصبح جسداً واحداً و قلباً واحداً نابضاً بحبها عاشقاً لترابها محافظاً على عهدها ساعياً بكل طاقته لنصرتها على أعدائها وذلك بصناعة حائطاً صلباً متماسكاً تتحطم عليه دائماً أحلامهم وتتلاشى أوهامهم وتتساقط مخططاتهم .
ولرد الجميل لوطننا الغالى علينا أن نكن مخلصين له ،أولاً مع أنفسنا فرد الجميل للوطن بالإخلاص له ولمحبيه والعداء لكارهيه والوفاء بالعهد له والتضحية من أجله بالعمل الجاد المخلص ، و أن نحافظ على ثرواته ومقدراته ،وأن نتلاحم فى الزود عنه ، وان نُبَصِر شبابنا بأن لا يقع فريسة لأهواء أصحاب الأهواء الساعين لنشر الفوضى ، الناشرين للشائعات المغرضة ، وأن نصطف خلف الوطن وقياداته وأن نكون الدعوة للبناء هدفنا الأسمى وأن نتعاون فى القضاء على الفساد الإدارى فى بعض المؤسسات والقضاء على المحسوبية ، وأن يتم تطبيق القانون على الجميع فليس هناك أحداً فوق المسائلة إذا أخطأ وجبت محاسبته ، وإذا أحسن وجبت مكافأته ، وأن نشجع على الإبداع وعدم قتل طموح الطامحين ، وأن نكون أدوات بناء لا معاول هدم ، وأن ندعوا الله أن يجنب مصر وشعبها وقادتها الفتن ما ظهر منها وما بطن .
وكلمة للشباب لا تجعلوا أنفسكم الهدف بل حكموا العقل فيما تسمعون وانبذوا فكر الهدم الذى يسعى اليه أولائك المغرضون .
فنحافظ جميعاً على الوطن وأمنه واستقراره وأن لا نخونه أياً كانت الدوافع والمصالح وأن لا نُغلب الطمع والأهداف الشخصية ، فتتمزق وحدتنا وتضيع هويتنا ، فليس لدينا وطن غير هذا الوطن لنحيا فيه ، فليكن الإخلاص له فى كل أيامنا وساعاتنا بل فى كل دقيقة من لحظات حياتنا ، فلنحافظ عليه فى اعمالنا و مكاتبنا و بيوتنا و قلوبنا .
حفظك الله يا مصر ورد الله كيد الكائدين