من كسر البروتوكول لتقبيل يد سيدة.. السيسى يحترم أسر الشهداء

دائما ما يغلب الطابع الأبوي على لقاءات الرئيس بأبناء وأسر الشهداء من رجال القوات المسلحة والشرطة، حيث كشفت وقائع الندوة التثقيفية السابعة والعشرين للقوات المسلحة، التي أقيمت اليوم الخميس، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن قلب الأب الذي يتوارى خلف الجسد المناضل، فتجلت معه مشاعر الأبوة داخل الرئيس الإنسان، الذي حرص على تقديم الطعام والحلوى لأبناء عدد من أسر الشهداء، والاطمئنان على أحوال ذويهم.

وخلال حفل التكريم قام الرئيس السيسي، بتكريم عدد من أسر الشهداء ومصابي العمليات الحربية الذين ضربوا أروع الأمثلة في التضحية والعطاء خلال معارك الاستنزاف وحرب أكتوبر المجيدة، وتكريم عدد من الشهداء أبطال القوات المشاركة في العملية الشاملة سيناء 2018 الذين استشهدوا خلال المواجهات التي تخوضها قوات إنفاذ القانون لتطهير أرض سيناء الغالية.

وقام الرئيس السيسي، بتكريم الأم المثالية والأب المثالي على لأسر شهداء ومصابي القوات المسلحة وعبرت مجموعة من أمهات الشهداء المكرمات بكلمات تفيض بالعطاء وحب الوطن مست قلوب الحاضرين ، مؤكدين أن مصر ستظل دائما أعظم مما قدمه أبنائهم من بطولات وتضحيات فداء لوطنهم ورفع راية الحق وتحقيق الأمن والأمان للمصريين . حضر الندوة الفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي والفريق محمد فريد رئيس أركان حرب القوات المسلحة وعدد من الوزراء والمحافظين وقادة الأفرع الرئيسية ، وعدد من كبار رجال الدولة وقادة وضباط القوات المسلحة والشرطة وعدد من أعضاء مجلس النواب ورموز من الصحافة والإعلام وعدد من طلبة الكليات والمعاهد العسكرية وطلبه الجامعات المصرية .

السيسى يكسر البروتوكول

كسر الرئيس عبد الفتاح السيسي قواعد البروتوكول الرسمية، بسبب الطفلة حبيبة ابنة الشهيد البطل العقيد أركان حرب أحمد محمود شعبان، والتي توجهت إليه باكيةً عقب الحديث عن استشهاد والدها.

حمل الرئيس الطفلة حبيبة واصطحبها للجلوس بجواره، خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة، المنعقدة الآن في مركز المنارة للمؤتمرات تحت عنوان “يوم الشهيد”، ثم انضم لهما الطفل عمر، ابن أحد الشهداء المكرمين بالندوة، ليحمله الرئيس أيضًا ويجلسه بجواره.

حنان السيسى

وفي مشاهد تبرهن مدى «حنان السيسي» تجاه أطفال الشهداء، احتضن الطفلة حبيبة ابنة الشهيد البطل العقيد أركان حرب أحمد محمود شعبان، واصطحبها للجلوس بجواره، وانضم لهما الطفل عمر، ابن أحد الشهداء المكرمين خلال الندوة.

وعبر السيسي عن امتنانه لدور الشهداء الأبطال قائلا إن أولاد الأبطال لهم في رقبتنا كل خير وأمن وسلام"، ثم سأل الطفل عمر: «نفسك تطلع إيه؟»، ليرد: «نفسي أطلع بطل»، ووجه السؤال نفسه للطفلة حبيبة التي قالت: «نفسي أطلع طبيبة ضابطة»، ليرد الرئيس السيسي: «يعني بطلة برضه».

ودعا السيسي الأطفال وأسر الشهداء، ليصلوا معه صلاة العيد المقبل، قائلا: «هنصلي العيد مع بعض».

تقبيل يد والدة شهيد

وخلال الندوة لبى السيسي، طلب السيدة عصمت أحمد إبراهيم حمودة، البالغة من العمر 100 سنة، والتي استُشهد ابناها الاثنين خلال أدائهما الواجب الوطني في الدفاع عن مصر.

وقالت السيدة عصمت، «إنها أنجبت ولدين وبنتا، وكان ابنها الأكبر ضابط شرطة استُشهد في السويس يوم 24 أكتوبر 1973 وهو يدافع عن المدينة الباسلة، واستُشهد ابنها الثاني الذي كان يعمل ضابط صف في القوات المسلحة بعد أخيه بـ6 أشهر، وبعد سنوات قليلة رحل زوجها، ولم يبق لها سوى ابنتها، ورغم هذه المعاناة لم تفقد إيمانها بالحياة».

وأضافت أنه ليس لها طلب سوى مصافحة الرئيس السيسي، وبمجرد التعبير عن رغبتها لم يتوان الرئيس في الذهاب إليها ومصافحتها وتقبيل يدها.

الحرب في سبيل الله

وفي كلمة له، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن مصر تحارب في سبيل الله، بمواجهتها لعدو أشرس وأكثر إجراما من الخوارج، مشددا على أن أبطال مصر سيواصلون القتال حتى تحيا مصر ويحيا 100 مليون مصري.

وأضاف السيسي، أنه مستعد للنزول والمشاركة في هذه الحرب، قائلا: «مستعد ألبس الأفرول وأنزل أقاتل جنب أبطالنا حتى نتخلص من الإرهاب وتحيا مصر»، مشيرا إلى أن هناك ملايين اللاجئين في المخيمات حول العالم، وأن القوات المسلحة حمت مصر من هذا المصير، و«لا أحد يجرؤ على المساس» بمصر.

وأكد السيسي أن الثمن الذي قدمه الشهداء والمصابون هو وتد وضع من أجل مصر، وأن تبقى مصر، مشددا على التضحيات التي يقدمها رجال القوات المسلحة والشرطة من أجل رفعة مصر.

رسالة للمصريين

وتابع: «الشهداء قدموا حياتهم من أجل أن نعيش، في أمان وسلام، والكلام ده قلناه من 5 سنين، لما قلنا نموت وماحدش يقرب منكم، بفكركم بس، جه اليوم إللي قلنا فيه إحنا نموت بس ماحدش يقرب منكم، الكلام ده انتفذ ولا لأ؟».

ووجه الرئيس السيسي حديثه للمصريين، قائلا: «إللي انتوا بتشوفوه هو الوعد إللي إحنا قلناه لأهل مصر، إن إحنا مستعدين نموت وانتوا تعيشوا، قسمًا بالله والله يعلم ما في نفسي».