معًا للعدالة المُناخية شعارٌ ترفعه سفينة منظمة جرينبيس التى تُبحر فى جولةٍ بالسواحل المصرية، حاملةً أصوات شباب منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فى إطار فعالياتها لرفع الوعى بقضية تغير المناخ. السفينةُ التى تُبحر بطاقة الرياح تُعد واحدةً من السفن الخضراء، التى تخوض معاركها السلمية دفاعًا عن البيئة حول العالم، وترفع هذا العام مطالبها إلى قادة العالم قُبيل انعقاد مؤتمر المناخ COP27 الذى تستضيفه مصر خلال نوفمبر المقبل.
أشـــارت نهـــاد عــــواد مســـئولة الحمـــلات بمنظمة جرينبيس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلى أن جولة السفينة التى بدأت من مدينة الإسكندرية يُشارك بها عدد من نشطاء المناخ من الدول العربية، وقالت لـاآخرساعةب: سنعقد خلال هذه الفترة فعاليات متنوعة لزيـــارة الشـواطــئ المصــرية، ولقاءات مع المجتمعـــات المحلـــية والمســئولين الحكـــوميين والقادة البيئيين.
وأوضحت: سنتـوقــف بمــديـنــــة الغـردقــة لتنظيم عدد من الأنشطة البيئية المجتمعية، مع إقامة سوق أخضر نُشارك فيه الجمهور رفقة عدد من المبادرات المحلية الخضراء، كما نُعد للقيام برحلة غوص لرصد التهديدات التى تتعرض لها الشعاب المرجانية بسبب التغيرات المناخية، والتى تؤدى إلى ظاهرة ابيضاض الشِعاب، رغم أن الشعاب المرجانية بالبحر الأحمر تُعد الأكثر مقاومة ومرونة فى مواجهة هذه التهديدات. فضلاً عن الفعالية التى تتضمن عرض بعض الحلول المناخية يمكن أن تتبعها المجتمعات المحلية، مع تسليط الضوء على دعم مشروع الطاقة الشمسية لمجتمع الصيد الساحلى بقرية القلعان بالبحر الأحمر.
تتركز المطالب التى تحملها جرينبيس إلى قادة العالم كما تُشير عوّاد، فى الانتقال العادل والبعيد عن الوقود الأحفورى وتعزيز تنفيذ الالتزامات المناخية، وتؤكد: نُطالب بشكلٍ خاص قادة دول العالم الشمالى المسئولة تاريخيًا عن الانبعاثات، بتوفير مرفق لتمويل الخسائر والأضرار، والالتزام بالتعهدات السابقة لتمويل المناخ من أجل التكيف ونقل المعرفة والتكنولوجيا.
وتضيف: نستعد لإطلاق تقرير االعيش على الحافةب خلال Cop27، والذى نرصد خلاله الآثار المترتبة على التغيرات المناخية بستة بلدان عربية بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من بينها مصر والإمارات ولبنان ودول المغرب العربي. اهتمامنا بهذه المنطقة ينبع بالأساس من هشاشتها المناخية، كونها من المناطق الجافة شحيحة الموارد المائية، كما أن معدل الاحترار العالمى يزداد بها بصورة متسارعة تبلغ ضعف المعدل العالمي، بمعدل 0.4 درجة مئوية لكل عقد من الزمن.
وتقول: أعمل ضمن فريق تنسيق عالمى تحت المظلة الشبابية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ Yongo، ولدىّ اهتمام كبير بقضايا المناخ والصحة، لطبيعة دراستى فى مجال الطب والجراحة، وأشارك من خلال المظلة الأممية فى العمل على إصدار وثيقة مناخية تُمثل مطالب الشباب ورؤاهم فيما يتعلق بقضايا التخفيف والتكيف، وذلك من خلال 15 قضية تشمل الصحة والزراعة والطاقة وغيرها.
على دراجةٍ كهربائية يخوض المُغامر المصرى على عبده مغامرة فريدة للتوعية بقضية التغيرات المناخية، من خلال مبادرة ارحلة إلى قمة المناخب، حيث يستهدف خلال رحلته التى انطلقت من مدينة أسوان رفع الوعى بأهداف التنمية المستدامة وقضية تغير المناخ، مع الإعداد لتسجيل رقم قياسى عالمى فى موسوعة جينيس لأطول رحلة عبر دراجة كهربائية.
ويوضح على عبده لـاآخرساعةب أن المسافة التى يخطط لقطعها تزيد على 12 ألف كيلومتر، تمر بمختلف محافظات الجمهورية انطلاقًا من الصعيد وحتى محافظات الدلتا والمحافظات الساحلية وصولاً إلى مدينة شرم الشيخ، موضحًا: اأقطع يوميًا مسافة كبيرة بصحبة سيارة الدعم المرافقة لى والمخصصة لتوثيق المبادرة، والتى تحمل جميع احتياجاتنا خلال الرحلة ومنها معدات التخييم والإقامة، بينما نتوقف فى محطات مختلفة لشحن الدراجة الكهربائية عن طريق شاحن متنقل، لا يحتاج لأكثر من مصدر للكهرباء، وخلال رحلتنا نلتقى بالمواطنين والشباب الذين يبدون حماسًا بالتعرف إلى المبادرة، وزيادة المعرفة بتغير المناخ وأهمية المؤتمر الذى تستضيفه مصر، كما نلتقى برواد المناطق السياحية بالمحافظات المختلفة خاصة الأقصر وأسوانب.
30 يومًا هى المدة المقدّرة لإتمام الرحلة التى بدأت قبل أيام كما يُشير عبده، وتحظى برعاية وزارتى البيئة والشباب والرياضة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID وغيرها من الجهات، موضحًا أن فكرة قطع أطول رحلة عبر دراجة كهربائية، جاءت بالأساس للفت أنظار الشباب إلى قضية تغير المناخ ورياضة المحركات الكهربائية وارتباطها بالبيئة، مضيفًا: املف التنمية المستدامة يشغلنى بشكل شخصى وأدرك مدى الحاجة إلى تكاتف جهودنا جميعًا لرفع الوعى بهذا الملف.
بمشاركة ما يزيد على ٧٠ دولة و٦٦ هيئة دولية اختتم أسبوع القاهرة للمياه فعاليات دورته الخامسة التى عُقدت تحت شعار االمياه فى قلب العمل المناخىب، والتى تضمنت طرح رؤية مصر فى التعامل مع قضية المياه، وملامح المبادرة المصرية العالمية للمياه والتكيف التى سيتم إطلاقها خلال مؤتمر المناخ Cop27 الذى تستضيفه شرم الشيخ، نوفمبر المقبل، حيث شهدت الجلسات والفعاليات مناقشة قضايا ندرة المياه والتغيرات المناخية، ودور البحث العلمى والابتكار فى مواجهة التحديات المائية، فضلاً عن قضايا حماية السواحل والدلتاوات وإدارة الكوارث المتعلقة بالمياه والمناخ.
وأكد الدكتور هانى سويلم، وزير الرى والموارد المائية، أن أسبوع القاهرة للمياه نجح فى دوراته السابقة أن يتخذ موقعًا هامًا ضمن الأحداث العالمية المعنية بقضايا المياه، والتى تزداد أهميتها فى ظل ما يشهده العالم من تأثيرات متزايدة للتغيرات المناخية، مشيرًا إلى أن إطلاق وثيقة القاهرة للعمل على مواجهة التغيرات المناخية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، تعد من أهم مخرجات هذه الدورة التى تمهد الطريق إلى وضع قضية المياه فى قلب العمل المناخي، كما نعد لإطلاق المبادرة العالمية للمياه AWARE خلال اليوم المخصص للمياه والتكيف فى مؤتمر المناخ، وهى المبادرة التى نعدها بالتعاون مع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، فى إطار سعينا لحشد التعاون الدولى حول قضايا المياه والتحديات التى تواجه الدول النامية ودول القارة الأفريقية.
ويوضح الدكتور محمود أبوزيد رئيس المجلس العربى للمياه لـبآخرساعةب أن استضافة مصر لمؤتمر المناخ cop27 تعد فرصة ذهبية لإلقاء الضوء على التحديات التى نواجهها، خاصة ما يتعلق بقضية المياه التى تعد قضية وجودية بالنسبة لنا فى ظل ماتعانيه مصر والدول العربية من الجفاف والندرة المائية والتى تزيدها أزمة التغيرات المناخية.
فى مبادرة هى الأولى من نوعها أقرت هيئات ودور الإفتاء حول العالم الميثاق الإفتائى الأول لمواجهة التغيرات المناخية، فى ختام المؤتمر العالمى السابع لدار الإفتاء المصرية تحت مظلة الأمانة العامة لدور لإفتاء الذى عُقد تحت عنوان االفتوى وأهداف التنمية المستدامةب.. ويوضح الدكتور خالد عمران، أمين عام الفتوى بدار الإفتاء، أن هذا الميثاق الذى حظى بتأييد ودعم علماء الإفتاء فى العالم الإسلامى يُعد من أهم مخرجات المؤتمر، والذى يأتى بمثابة توطئة وتمهيد لتعميق الوعى الدينى بقضايا البيئة والمناخ، من الزاوية الإفتائية بصفة خاصة ومن جانب الخطاب الدينى بصفة أعم، حيث يعد الإفتاء واحدًا من مجالات الخطاب الدينى الذى يستهدف ثلاثة أركان رئيسية، تبدأ بعبادة الله وتزكية النفس، وتعمير الأرض وإصلاحها وهو ما تقع فى إطاره قضية التنمية المستدامة.. وأشار فى تصريحه لـاآخرساعةب إلى أن الحضور الكبير لممثلى دور الإفتاء بجانب المنظمات الأممية ومنظمة الصحة العالمية، يُعطى زخمًا كبيرًا لقضية تعد الأخطر على الإطلاق، فى ظل الجهود الكبيرة التى تبذلها الدولة المصرية لاستضافة مؤتمر المناخ، حيث يشدد الميثاق على وجوب قطع أسباب الظاهرة التى تتركز بالأساس فى الانبعاثات الكربونية، وضرورة غوث وإعانة المتضررين، وأن يتحمل كل من تسبب فى هذه الأزمات مسئوليته كاملة، لنسعى جميعًا لحماية كوكب الأرض من ويلات التغيرات المناخية.