القواعد الأربع للتغيير.. الانتخابات مثالًا

القواعد الأربع للتغيير.. الانتخابات مثالًاالقواعد الأربع للتغيير.. الانتخابات مثالًا

*سلايد رئيسى16-3-2018 | 23:56

حدد ماذا تريد؟ وليس مالا تريد.. قاعدة أساسية لاتخاذ قرارك، فإذا ما اتخذت القرار يأتى التنفيذ الذى هو الفعل، ونتيجة الفعل تحتمل النجاح فى بلوغ ما تريد، أو الفشل بنسبة متساوية، النصف لأيهما، لكن عدم الفعل معناه الفشل فقط وبنسبة 100%.

القاعدة الثالثة لبلوغ الهدف ملخصها أن اتخاذ قرار خاطئ ليس مشكلة، فلولا الخطأ ما اهتدينا إلى الصواب، لكن لا تكرر نفس الفعل الذى قاد إلى الخطأ بنفس الطريقة لأنك سوف تحصل على نفس النتيجة، وما سبق يقودنا إلى القاعدة الرابعة وملخصها: «جرب إجراء مختلفًا أو غير الطريقة لتحصل على نتيجة مختلفة».

(1)

أنت تحلم بوطن أجمل وعيشة أهنأ، ومستقبل أفضل، لكنك تنتظر أن ينزل هذا الوطن عليك من السماء دون حتى أن ترفع يديك وتطلب هذه النعمة.. وقد يكون هذا الأمر متاحًا فى الحياة الآخرة، أما على الأرض فالقوانين مختلفة منذ أن هبط عليها آدم وحواء، فعرفا العناء والشقاء ليحصلا على ما يريدانه من الدنيا، ويحافظان عليه، وأول درس تعلماه أن يقهرا الطبيعة بالعقل واليد، وأن يصارعاها ويطوعاها لخدمة السيد الذى طرأ على الأرض آدم وزوجه، ومن بعد الطبيعة جاءت الأفكار أو قل لم تنقطع فى الصراع الأبدى الأزلى ما بين محاولات الهدم من الشيطان، والبناء والعمار من آدم وبنيه.

لقد أطلت فى مقدمة الهدف منها أن أدعوك لأن تتغير حتى تغير ما حولك من ظروف هى لم تفرض عليك إلا أن تقنع نفسك بهذا، وما أقوله ليس بفزورة إذا اتخذنا مثالًا على ما أقول فى الانتخابات القادمة بعد ساعات.. وهناك من قرر أن يذهب ويشارك فيها، إيمانًا منه بالعملية التى يطلق عليها الديمقراطية التى تصنع التغيير، وأداتها الرئيسية وهى الانتخابات.

  لكن هناك أيضًا من استسلم لنزعات اليأس والإحباط، بسبب ميراث ذهنى قديم خاص بالانتخابات، وهذا الذى امتنع اعتبر سلبيته قرارًا، وهو فى الحقيقة ليس كذلك، لأنه والعدم سواء، وسوف تخصم سلبيته من إرادته ما يضيف إلى السلب سلبا، وإلى اليأس يأسا، وأنا أخاطب هنا شخصًا افترض أنه يمتلك قراره ولا يعنينى على الإطلاق من خلع رأسه من على كتفيه وتركها فى مقر الجماعة أو الطائفة، أو تركها لشخص آخر وانصرف يأكل ويشرب ويتناسل بينما تحشو له الجماعة أو الفئة أو الشخص رأسه التى لن يستعيدها أبدًا بعد أن استلبتها الغير لما يخدم أهدافه، ومصالحه، الطائفية أو الفئوية أو الشخصية، وليس الأهداف العامة.

(2)

الصنف الثالث الذى أتوجه إليه هنا بالحديث هو هذا الشخص المتردد، المتذبذب، البين بين، الذى لم يقرر بعد المشاركة أو القعود، والسبب فى ذلك هو استسلامه لوهم أن كل شىء محسوم. وبدورى أقول لهذا الشخص: لا تدع غيرك يحسم أمرك إذا لم نذهب أنا وأنت والثالث والرابع، فلا تلوم أحد إذا ألغى وجودك، ولا أحد مهما أوتى من قوة وسلطة يملك هذه القدرة، إلا أن تتركها له طائعًا، وساعتها لن يساعدك الله على استرداد ذاتك، لأنك لم تساعد نفسك، هذا أيضا قانون من قوانين الدنيا.

(3)

لم أرد أن أكتب مقالًا فى التنمية البشرية، ولا درسًا فى اتخاذ القرار، ولكن أن أحفز فيك إرادة التغيير، وأن نؤمن.. أنا وأنت إيمانا عميقا فى أنفسنا أننا نستطيع أن نحصل على ما نستحق، وأن نصنع ديمقراطية مكتملة الأركان، نصنعها بأيدينا ولا نستورد تلك الديمقراطية الفاسدة التى جلبها لنا خلال السنوات القليلة الماضية تجار المجتمع المدنى، ونشطاء الفساد فى الأرض.

والذى اخترع الديمقراطية هو الغرب، والذى يستطيع أن يوظفها لمصالحه وضد المصالح الوطنية للبلاد الأخرى أيضًا هو الغرب، وفى بلادنا كان هناك تلاميذ لهذا الغرب فهموا الدرس ومارسوه منذ قرن من الزمان تقريبا، من أيام انتخابات ما أطلقوا عليه العصر الذهبى لليبرالية، أيام القصر والوفد والإنجليز، والتزوير والعمالة والكفاح ضد المستعمر، وذهبت الدنيا وجاءت لكن بقى من يستطيع أن يشترى إرادة الناخب بعملة ورقية من فئة 5 قروش وصولا إلى المائتى جنيه، ويحكى أن العملة الورقية كانت تقطع نصفين، ويحصل الناخب على نصفها وهو داخل اللجنة الانتخابية يدلى بصوته، والنصف المكمل وهو خارج من اللجنة.

وبعد اختراع المحمول صار يطلب من المغفل تصوير تذكرته الانتخابية لتأكيد أنه فعل المطلوب منه، فيستحق الثمن المتفق عليه، وقد لا يشترى هذا الثمن وجبة طعام شهى تكفى لأن تشبع غريزة جوعه، يأكلها فى وقتها، ويبقى يستجدى طعامه لسنوات لأنه لم يحسن اختيار نائبه، أو من يمثله، أو يتحدث عنه، أو يحكمه!!.

وكنت أظن أن الإرادة البركانية التى تفجرت لدى المصريين الحقيقيين الذين خرجوا عن إرادة حرة فى 25 يناير 2011، وفى ضمائرهم ومخيلتهم بناء وطن أجمل لهم ولأولادهم من بعدهم ، ظننت أن هذه الإرادة سوف تبقى طويلًا ولن تتنازل عن التغيير الدائم والمنشود بالفعل وليس بالقول، لكن للأسف الأيام أظهرت أن البعض لم ولن يستطيع التخلص من الأوهام التى عششت فى دماغه جراء ميراث طويل سابق من الخداع المنظم.

(4)

انتخب، قل رأيك، اختر رئيسك القادم، صدق نفسك أنك تستطيع أن تغير وأن تتغير، لا تستسلم لدعوات القعود والإحباط والمحبطين، هؤلاء كانوا يريدونها لأنفسهم، وقد جربناهم وثبت فشلهم، بل وكادوا يوردوننا موارد التهلكة، ومازال الوطن مهددًا بسبب عماهم وحقدهم، وقد يكون الظرف الزمانى الذى تجرى فيه هذه الانتخابات مختلفًا، أو هو بالفعل كذلك، لكن تغيير الظروف آت والاستقرار آت، والعبور بالوطن إلى بر السلامة آت، وتفويت الفرصة على الأبالسة آت، فقط مطلوب أن نؤمن نحن المصريين بأننا يمكن أن نشارك فى هذا التغيير، وأن هذا الوطن لنا جميعًا وليس لطائفة بعينها أو جماعة أو شخص.

    أضف تعليق

    إعلان آراك 2