الأخلاق .. حل الأزمة بين المعلم والطالب

الأخلاق .. حل الأزمة بين المعلم والطالبصورة تعبيرية

منوعات1-11-2022 | 16:42

عودة إلى الزمن الجميل الذى كان جميلاً فى كل شىء، نعيد مكارم الأخلاق لما كانت عليه من قبل أو نعيدها لما تربينا عليه من أجدادنا فى الماضي، نعيدها لتصبح حياتنا أفضل وننشئ جيلاً جديداً، بتلك الأخلاق التى كانت فى الماضي، مجلة «أكتوبر» وبوابة "دار المعارف" يقدمان سلسلة تحقيقات تحت عنوان «مكارم الأخلاق»، كدعوة منها للعودة لأخلاق الزمن الجميل.

«قف للمعلم ووفه التبجيلا، كاد المعلم أن يكون رسولا» .. هذا البيت الشعرى قاله أمير الشعراء أحمد شوقى واصفاً علاقة التلميذ بالمعلم، بأنها يجب أن تكون من أسمى العلاقات، ف المعلم دوره لا يقف عند تلقى المعلومة الدراسية منه، بل يظل معه التلميذ فى ثلث يومه تقريباً، وبالتالى فهو يشارك فى تربيته ونشأته مثلما تشارك الأسرة أيضاً.

علاقة التلميذ ب المعلم فى الماضى كانت علاقة فريدة من نوعها، حيث كان التلميذ يهاب المعلم بمجرد رؤيته، وكان بمجرد دخوله إلى الفصل يصمت الجميع احتراماً له، وإذا رأى التلميذ المعلم خارج اليوم الدراسى يخشى أن يراه وهو يلهو ويلعب، فكان يختبأ منه حتى لا يراه، تلك العلاقة لم تعد موجودة حاليا لأسباب عديدة، وفى السطور التالية نفسر أسباب حدوث ذلك لنضع أيدينا على مجموعة من الحلول، التى من خلالها نعيد تلك العلاقة لما كانت عليها فى الماضي.

فى البداية تقول الدكتورة إيمان عبد الله، استشارى العلاج النفسى والاجتماعي، أنها مع الأسف ترى أن احترام المعلم ينقسم إلى شقين، الأول يعود على المعلم ذاته والثانى يعود إلى الأسرة، فالأسرة إذا تحدثت عن المعلم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بشكل به احترام وتقدير، سيكون هناك رد فعل جيد من التلميذ إلى المعلم .

احترام المعلم فى عصر الانفتاح

وأشارت إلى أنه يجب احترام المعلم فى عصر الانفتاح الذى نعيش به حاليا، حيث أن هناك الكثيرين ممن يأخذون المعلم مادة للسخرية والإهانة والتطاول، وهنا يجب العودة إلى الدين، الذى يهذب خلق الإنسان، فلنا فى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، حيث قال فى حديثه الشريف «ليس منا من لم يوقر الكبير ويرحم الصغير ويأمر بالمعروف وينه عن المنكر»، ف المعلم يجب احترامه، وعلى الجانب الآخر يجب على المعلم أن يرحم الصغير أيضا.

وعن علاقة المعلم ب الطالب قالت إنها يجب أن تتأسس على الاحترام وعدم التنمر والتحلى بالأدب، لأن تلك القيم ستنمو مع الطالب، وبالتالى سيمارسها مع مديره فى العمل أو صديقه، فنجد هنا «ابن القيم»، والذى كان أحد رموز المعلمين الكبار القدماء، كان معروفا عنه أنه كان يعظم من قيمة الطالب ويشعره بأهميته، وكان يصغى إليه، وبالتالى خرج من يده العديد من العلماء.

التأثير النفسى للمعلم على التلميذ

ويتحدث د/ عبد العزيز آدم أخصائى علم النفس السلوكي، وعضو الاتحاد العالمى للصحة النفسية عن أثر المعلم فى التكوين النفسى للتلميذ قائلا إنه أثر فى غاية الخطورة والأهمية؛ لأنه يؤثر على توجهاتهم النفسية والوجدانية فيما بعد، فدور المعلم بالنسبة للطالب يتلخص فى كونه القدوة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فإذا أساء المعلم التوجيه أو استخدم ألفاظ غير لائقة أو قام بتصرف لا يليق به كمعلم، فهنا يكمن الخطر لاهتزاز فكرة القدوة، فيحدث نوع من التخبط لدى التلميذ ويصبح مهتزا فى الفكر والأسس وفى مفهوم القيمة لأنه اختل تماما لديه.

وتابع هناك ظاهرة تحدث حاليا نتيجة اختلال العلاقة بين الطالب والمعلم، وهى علاقة ثنائية الجانب، ففى الماضى كان الطالب عندما يرى معلمه فى أى مكان خارج المدرسة يجد نفسه يختبئ حتى لا يراه معلمه، من كثر الخجل منه واحترامه له، أما الآن أصبح لا يحدث ذلك نتيجة لاهتزاز القيمة، كما ذكرت سابقاً، ولأسباب كثيرة أخرى، لافتاً إلى أن هذا الأمر لا يتعلق بالدراسة فحسب، إنما يتعلق بتوجهات المجتمع والتربية التى ساهمت فيها بعض سلوكيات المعلمين، مثل الفيديوهات التى انتشرت عبر «السوشيل ميديا»، لمعلمين يمسكون الطبلة أثناء التدريس ظناً منهم أن تلك الطريقة هى التى ستسهل على التلميذ تلقى المعلومة، وهناك معلمون يتعمدون استخدام ألفاظ الشارع المتداولة بين الشباب، ظناً منهم أنهم يتقربون للطالب بهذه الطريقة، فهنا أين ذهب الاحترام فى ظل وجود هذا الغزو من العالم الرقمى ووسائل التواصل الاجتماعى الذى انتشر فى العالم.

الحل العودة إلى الجذور

وأوضح الدكتور عبد العزيز آدم، أنه لحل تلك المشكلة يجب العودة إلى الجذور بداية من الأسرة والمجتمع، كذلك إعادة النظر فى مكانة المعلم، الدروس الخصوصية، والتى أصبحت مصدر رزق له قللت من قدره أمام الطلاب، حيث تحولت علاقة المعلم بالتلميذ إلى علاقة مصلحة، لذلك يجب إعادة النظر فى المنظومة التعليمية مع الرقابة على انتشار الدروس الخصوصية، والتدريب النفسى للمعلم من وقت لآخر.

أسس معاملة المعلم مع الطالب

ولأن الإتيكيت هو أساس العلاقات والمعاملات تقول خبيرة الإتيكيت د/ شيريهان الدسوقى عن العلاقة التبادلية بين المعلم والتلميذ والعكس قائلة

أولا: اتيكيت تعامل المعلم مع تلاميذه

الطالب فى المدرسة له حقوق وواجبات، ويحب احترامه حتى يحترم من حوله ومن هذه الحقوق:

- يجب على المعلم أن يكون بشوش الوجه مرح أحيانا حتى يحب الطالب مادته، ف المعلم العابس القاسى طوال الوقت يجعل الطالب يكرهه ويكره مادته.

- المعلم المحترف الشاطر عندما يجد طالبا مهملا، لا ينتقده أمام أصدقائه، بل يأخذه فى المكتب أو فصل آخر ويحمسه ويوجهه مع وعد منه بهديه عندما يتحسن فيشعر حينها التلميذ بانتمائه للمدرسة.

- لا للتنمر من المعلم للطالب فأحيانا ينادى المدرس طلابه بصفات بهم غير محببة أو ألقاب مهينة.

- يجب على المعلم عندما يفعل سلوك خاطئ أن لا يخجل من الاعتذار، فبالعكس سوف يعلم طلابه الشجاعة والثقة بالنفس.

- استخدام الكلمات الإيجابية طول الوقت داخل الصف مما يزيد من حماس الطلاب وحبهم للمعلم وللمدرسة.

أما عن اتيكيت تعامل التلميذ مع المعلم فيتمثل فى الآتي:

- عند دخول المعلم الصف يجب الوقوف تقديراً واحتراماً له وعدم الضحك بصوت عال

- احترام الطالب للمعلم واجب ويجب مناداته بلقبه يا مستر أو يا أستاذ

- احترام الحصص والانتباه لشرح المدرس وعدم مقاطعته أو السخرية منه

- الالتزام بالطابور وتعليمات المدرسين وعدم الكلام الجانبي

- ثقافة الاستئذان والشكر، فيجب أن يتعلم الطالب هذه الثقافة من المنزل ويتخذها منهجاً فى الحياة، فعند طلب الدخول الحمام يجب استئذان المعلم أولا أثناء الحصة، وعند طلب شرح مادة غير مفهومة يستخدم من فضلك ولو سمحت.

- ثقافة الاعتذار.. يجب على الطالب الاعتذار من المعلم لو بدر منه سلوك غير مهذب

- الانقطاع الفورى عن الأحاديث الجانبية وإعادة الكتاب والكشاكيل وما يلزم من متطلبات الدرس.

- تجنب رفع صوتك على المعلم والتعليق على كلامه قبل أن يكمل حديثه، فهذا تصرف ينم على قلة الخلق، انتظر حتى ينتهى من الكلام ومن بعدها اطلب الاستئذان للحديث.

- لا تستهزئ بمعلمك ولا تحاول تقليده فى طريقة المشى أو الحديث أو اللهجة كنوع من الهزار والسخرية مع الأصدقاء.

أضف تعليق