قال الدكتور عبدالمنعم السيد، مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية، إن الحديث عن التكامل والتعاون الاقتصادي بين الدول العربية أصبح له أهمية بعد الأزمات الاقتصادية العالمية، «عندما كنا نتكلم في الماضي عن التبادل التجاري وسوق عربية مشتركة كان هناك عدم التفات لهذا الأمر، لكنه أصبح الآن هاما للغاية، وتضع رهانات كبيرة يجب على الدول العربية تحقيقها وتنفيذها على أرض الواقع».
وأضاف خلال الفقرة الإخبارية بقناة «القاهرة الإخبارية»، أن المعوقات بين الدول العربية والخلافات السياسية، تنعكس على الاقتصاد، لأننا نعرف أن السياسة و الاقتصاد وجهان لعملة واحدة، والأزمات التي مر بها الوطن العربي واضطرابات في 2011 وما تلاها من أحداث في بعض الدول العربية، وعدم رغبة الدول في تطبيق الاتفاقيات الموقعة.
وتابع أن هناك اتفاقيات تم إبرامها عن طريق جامعة الدول العربية تسمح بتداول السلع والخدمات دون حواجز جمركية وضرائب ودون أي رسوم، وبعض الدول لا تطبق الاتفاقيات بشكل كامل متعللة ببعض الأسباب التي تتمثل في المعاملة بالمثل والحديث أن المنشأ من هذه السلع ليس من الدولة العربية، ولكن من دول أخرى وعدم وجود خطوط برية وشبكة طرق تربط الوطن العربي.
واستطرد أنه في ظل هذه الأزمات والتكاتف والتغير المنهجي السياسي والاقتصادي على المستوى العالمي ظهر لدينا مجموعات كبيرة اقتصادية أخرى، وآن أوان أن يكون هناك تكامل اقتصادي عربي حقيقي وربما لن يتحقق الحلم مرة واحدة لكن علينا أن نبدأ، وعلينا أن نختار مجموعة من المشروعات منها الأراضي الزراعية، خاصة في السودان والعمالة في مصر ليكون هناك مشروعات تنموية داخل الوطن العربي، وليكون هناك تحالفات اقتصادية عربية يستطيع من خلالها الوطن العربي أن يزيد من حجم التبادل التجاري وأن يزيد معاملات الدول العربية أكثر من 30% خلال عامين، مشيرا إلى أن أزمة الغذاء و الأزمة الروسية الأوكرانية كاشفة لأزمة الغذاء، وكل دول العالم خاصة دول الاتحاد الأوروبي يعانون من نقص في الغذاء والحبوب، خصوصا أن روسيا وأوكرانيا سلة غذاء العالم.