قال الرئيس التونسي قيس سعيد، إن تونس تسلم أمانة الرئاسة العربية إلى الجزائر الشقيقة بعد سنوات ثلاثة كانت استثنائية بكل المقاييس في ظرف إقليمي ودولي استثنائي غير مسبوق، من حيث حجم التحديات وتعدد أبعادها وتتالي الأزمات وتواتر التغيرات والمستجدات، منها أزمة كوفيد التي استنزفت منظوماتنا الصحية وأثرت في اقتصاديات العالم كله والموازنات المالية والسياسات الاجتماعية؛ وصولا إلى الحرب الروسية الأوكرانية التي زادت في تفاقم الأزمة الأمن الغذائي والطاقة.
وأضاف خلال افتتاح القمة العربية بالجزائر، ويجري بثها عبر قناة «القاهرة الإخبارية»: «بالإضافة إلى جملة من الأسباب الأخرى وليس أقلها التغيرات المناخية والكوارث البيئية وتنامي الصراعات وما تبعها من تنامي للإرهاب والجريمة المنظمة وشبكات الإتجار بالبشر».
وتابع: «كل هذه الأزمات أربكت العالم كله وكانت لها الأثر السلبي الكبير على بلادنا العربية المثقلة أصلا بكثير من القضايا، وبكثير من المشاكل، كما أربكت النظام العربي القائم وأثبتت هشاشته ووضعته وجها لوجه أمام نقائصه واختلال توازناته».
واستطرد: «نحن في حاجة إلى مفاهيم جديدة وأفكار جديدة وطرق جديدة من أجل دولنا وأمتنا وللإنسانية جمعاء، وشاهدنا في السنوات الماضية كيف انغلقت دول على نفسها في إطار سياسات حمائية وكيف أصبحت الدول تبحث عن خلاص فردي، وكيف كانت المحاولات الحثيثة لنقل عديد من القضايا الجوهرية للمعالجة في إطار تجمعات إقليمية ضيقة؛ فكأننا عدنا إلى القرن التاسع عشر حينما كانت الانقسامات والترتيبات، نحن في القرن الحادي والعشرين ومثل هذه الإجراءات أثبتت أنها غير عادلة».