المفوض الأممي يحذر من انزلاق هايتي إلى أسوأ حالة إنسانية وحقوقية منذ عقود

حذر المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة فولكر تورك، من أن العنف المسلح المستمر قد عجل بانزلاق هايتي إلى أسوأ حالة إنسانية وحقوقية منذ عقود.

ودعا المفوض الأممي في بيان اليوم الخميس في جنيف، إلى إيجاد حلول عاجلة لهذه الأزمة التي طال أمدها ومتعددة الأوجه، لافتا إلى أن المواطنين يقتلون بالأسلحة النارية من قبل العصابات المسلحة ويموتون لأنهم لا يحصلون على مياه الشرب المأمونة والطعام والرعاية الصحية، مؤكدا أن مستويات انعدام الأمن والوضع الإنساني المتردي كانت مدمرة لشعب هايتي.

وأشار تورك إلى أن العصابات المسلحة وعلى مدى الشهرين الماضيين كانت تسد الوصول إلى محطة الوقود الرئيسية والموانئ البحرية في البلاد مما أعاق بشدة الوصول إلى مياه الشرب والغذاء والدواء، محذرا من أن انعدام الأمن الغذائي أخذ في الارتفاع حيث يواجه 4.7 مليون - ما يقرب من نصف السكان - الجوع الحاد في الوقت الذي تتفشى الكوليرا؛ حيث تم الإبلاغ حتى الآن عن 2600 حالة مشتبه بإصابتها، نصفهم من الأطفال كما أودت بحياة العشرات.

وأكد أن عنف العصابات مستمر في التوسع في أنحاء العاصمة وفي مناطق أخرى من البلاد، وأن أكثر من 71 شخصا قتلوا، وأُجبر مئات السكان على الفرار من منازلهم وذلك نتيجة حروب النفوذ بين العصابات المتناحرة في كروا دي بوكيه والبلدات الرئيسية في منطقة العاصمة.

وشدد على الحاجة الماسة إلى معالجة الأسباب الجذرية لعدم المساواة والعنف بما في ذلك الفساد المنهجي وتفشي الإفلات من العقاب الذي أعاق تنمية البلاد لعقود.

ولفت تورك إلى أن الانتهاكات المنهجية للحقوق في هايتي لا تسمح - حاليا - بالعودة الآمنة والكريمة والمستدامة للهايتيين إلى البلاد، داعيا إلى التضامن؛ لضمان وصول جميع الراغبين في طلب اللجوء إلى إجراءات لجوء عادلة وفعالة بغض النظر عن أسبابهم لمغادرة بلادهم، كما حث الحكومات في جميع أنحاء المنطقة على ضمان حصول جميع الهايتيين على الوضع القانوني والحماية وخدمات الدعم.