قمة لم الشمل

قمة لم الشملغادة جابر

الرأى3-11-2022 | 20:18

التحضير للقمة:

تابعنا عن كثب كيفية استقبال الدول العربية، لعقد القمة العربية الواحد والثلاثين، وبعد غياب ثلاث سنوات، خاصة في ظل الظروف والتحديات الراهنة، التي تواجهها الدول العربية في كل المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، وكالمعتاد اجتمع السادة وزراء خارجية العرب، لتحضير جدول الأعمال الخاص بالقمة، والذى سيطرح على السادة رؤساء وزعماء الدول العربية، لمناقشته والعمل على إخراج بيان ختامي شامل للحلول والتوصيات وأليات التنفيذ، والمدهش والذى يدعونا للتفاؤل في هذه القمة، أن لأول مرة يجتمع وزراء خارجية العرب على نقاط وأهداف محددة وواضحة متفق عليها، للوصل إلى هدف واحد وهو لم الشمل العربي وظهور تكتل عربي عربي، لمواجهة التكتلات الجديدية التي تطرأ على المجتمع الدولي، كما في الشرق وإعلان التكتل الروسي الصيني، وفي الغرب إعلان التكتل الأوروبي الأمريكي، ونحن في الشرق الأوسط نحتاج للوصول إلى هدف واحد وهو لم الشمل العربي وظهور تكتل عربي عربي، لمواجهة التكتلات الجديدية التي تطرأ على المجتمع الدولي، واحتضان لكل ما هو عربي من أجل إعلاء المصلحة العليا للوطن العربي، وحماية الأمن القومي العربي.

الجزائر الشقيقة: من الدول العربية التي قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتعاون الأول معها وعقد العديد من القمم الثنائية بين الجزائر ومصر، وزيارة الرئيس السيسي للجزائر في بداية رئاسته لجمهورية مصر العربية، وكذلك زيارة الرئيس عبد المجيد تبون لمصر في يناير الماضي، تبادلات تحمل العروبة والأخوة وتوطيد الأواصر التاريخية بين مصر والجزائر على مر العصور والأزمنة، وعملت الجزائر الشقيقة بجدية وأخوية في استضافة هذه القمة التي عقدت في الأول والثاني من نوفمبر الحالي، بشحذ الهمة والأفكار والمبادرات التي تدعم القضايا العربية، سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا، على مستوى رفيع من الأداء والتصور والإخراج أمام العالم بهذه الصورة اللائقة لتكتل وقمة عربية عربية، صامدة رغم الأزمات والتحديات.

البيان الختامي للقمة: في ترقب لأحداث القمة، وحضور زعماء الدول العربية، ومناقشة المبادرات التي من شأنها الحفاظ على الأمن القومي العربي وتوطيد العروبة والأخوة بين أشقاء الدول العربية، فكانت القضية الفلسطينية في القلب، كما اعتدنا في كل المحافل الدولية وعلى جميع موائد الاجتماعات في المنظمات الدولية للوصول إلى حل لهذه القضية العربية، وطرح أن تحصل فلسطين على حقها في عضوية الأمم المتحدة، والحصول على حقها المشروع كدولة مستقلة بعيدة عن انتهاك إسرائيل وعدم المساس بحدودها المشروعة دوليًا، وتطرقت القمة إلى ملف الأمن المائي وأنه لابد أن يكون هناك اتفاق ملزم، لحماية مقدرات دولتي المصب، مصر والسودان والحفاظ على حقهما من الموارد المائية المشروعة لهما، وملف الأمن السيبراني وكيفية تصدى الدول العربية لهذا الأمر الخطير الذى من شأنه اختراق العقول وإرهاب أمن الدول العريية وأنظمتها.

وكان الملف الاقتصادى مخرجًا مهمًا لهذه القمة، من أجل الوصول إلى اكتفاء عربي عربي بسواعد أبناء الوطن العربي والحفاظ على موارد الوطن العربي الطبيعية والعمل على استغلالها بدون تدخل أطراف خارجية في الشأن العربي، وكذلك الاهتمام بملف مواجهة التغيرات المناخية، نتفاءل كثيرًا بعقد هذه القمة في هذا الوقت الصعب، وفي ظل هذه الأزمات والتحديات، وما نشاهده من إصرار زعماء وقادة العرب على مواصلة التنمية والبناء واحتضان الدول العربية لبعضها البعض في مواجهة هذا العالم المتغير الذى يحمل تطورًا جيوسياسيًا فائق التصور " فخورة بمصريتي ".

أضف تعليق