علي جمعة: في هذه الساعة تنتهي أقدار الله لك

علي جمعة: في هذه الساعة تنتهي أقدار الله لكصورة أرشيفية

الدين والحياة5-11-2022 | 08:49

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن قدر الله سبحانه وتعالى مع كل نفسٍ في الإنسان فهو مستمرٌ باستمرار أنفاسه، منوهًا بأن قدر الله سبحانه وتعالى في كل شيء.

واستشهد «جمعة» : «مَا مِنْ نَفَسٍ تُبْدِيهِ» أي تخرجه «إِلاَّ وَلَهُ قَدَرٌ فِيكَ يُمْضِيهِ» إذًا ف قدر الله سبحانه وتعالى مستمر؛ لأن أنفاسك مستمرة، لا يستطيع الإنسان أن يعيش بلا تنفس، و قدر الله سبحانه وتعالى مع كل نفسٍ في الإنسان فهو مستمرٌ باستمرار أنفاسه.

وأوضح أن قدر الله سبحانه وتعالى في كل شيء، في جسدك، في قلبك، في عقلك، في أعمالك سواءٌ أكانت أعمال الجوارح، أو كانت أعمال القلوب، أو كانت أعمال العقول، هناك قدر، ولذلك {خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ}، مشيرًا إلى أنك وأفعالك مخلوقةٌ لله سبحانه وتعالى، وهناك أيضًا العلاقات التي بينك وبين الآخرين، فإن الله سبحانه وتعالى هو الذي خلقها.

وأضاف أن هذه العلاقات قد تجد أحدهم يحبك، وتجد آخر يكرهك، وتجد آخر لا يعتني بك، ولا يعرفك، وتجد آخر وكأنه يضحي بنفسه من أجلك، سبحان الله كونٌ خلقه الله، ولله قدرٌ فيك، مؤكدًا أنه في كل نَفَس تبديه لله قدرٌ فيك يمضيه، لو أن الإنسان عرف هذه الحقيقة، ثم صدّقها، ثم عاشها، وهذه مراحل مختلفة، أنت الآن تسمع هذه الحقيقة أن الله له قدر يمضيه فيك باستمرار مع دخول كل نفسٍ وخروجه.

وتابع: ولكن قد لا يُصدِّق واحدٌ من الناس هذا، ويرى أن الله قد خلقنا وتركنا، الذي يُصدِّق هذا قد يغفل عن معنى هذا، وعما يستلزمه هذا، وقد يعيش في هذا المعنى، فنحن نريد من المؤمن أن يفهم، ثم يُصدِّق، ثم يعيش هذا المعنى في حياته، لو عشت هذا المعنى في حياتك فسوف تصل إلى مجموعة الأخلاق التي تصحح بها عقيدتك، وتكون مؤدبًا مع ربك، وتكون نافعًا لكونك ونفسك إذا فهمت وصدَّقت وعشت هذا المعنى.

وأشار إلى أنه «مَا مِنْ نَفَسٍ تُبْدِيهِ إِلاَّ وَلَهُ قَدَرٌ فِيكَ يُمْضِيهِ» ربنا سبحانه وتعالى جعل هذا المقام مقامًا شريفًا، ولذلك السادة الصوفية يسمون هذا المقام إذا ما الإنسان عاش في مفهوم جريان قدر الله سبحانه وتعالى في صورةٍ مستمرة بـ" أهل العنايات"؛ لأن الله سبحانه وتعالى قد اعتنى بهم ووفقهم إلى هذا، أهل العنايات العناية فيها نوعٌ من أنواع التربية، ونوعٌ من أنواع الرعاية، ونوعٌ من أنواع الكنف أن تكون في كنف الله سبحانه وتعالى ؛فسُمي من يعيش في مفهوم استمرار قدر الله علينا بهذا الاسم. وأهل العنايات يشعرون بلذة في القلب إذا دخلت لا تخرج أبدا.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2