أكد مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن مدينة خيرسون الواقعة جنوب أوكرانيا أصبحت تعيش في ظلام دامس، بسبب أزمة الطاقة الحادة التي تعاني منها البلاد بعد قيام روسيا بقصف الشبكة القومية للطاقة مؤخراً، في إطار العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا والتي بدأت أواخر فبراير الماضي.
وأضاف المقال - الذي كتبته سمانتا لوك - أن عمدة العاصمة كييف ناشد أيضاً سكان العاصمة بالتأهب لانقطاع تام للتيار الكهربي، أو مغادرة المدينة في حالة الانقطاع التام للكهرباء.
وأشارت سلطات مدينة خيرسون إلى أن إمدادات الكهرباء والمياه تقلصت على نحو كبير في المدينة بعد هجوم على ثلاثة خطوط إمدادات، موضحة أن حوالي 10 مناطق في الإقليم إلى جانب مدينة خيرسون قد تأثرت بشكل بالغ نتيجة لذلك الهجوم.
وفي الوقت نفسه تشير الكاتبة إلى أن المسؤولين الروس يؤكدون أن القوات الأوكرانية تسعي لشن هجوم مضاد، لاستعادة منطقة خيرسون الاستراتيجية والتي تمثل أحد أهم خطوط إمداد المياه لجزيرة القرم الواقعة تحت السيادة الروسية.
وتشير الكاتبة إلى أن أوكرانيا كانت قد حذرت في الأسابيع الأخيرة من أن القوات الروسية سوف تقصف منشأت حيوية في المنطقة، مثل سد كاخوفكا والذي قد يتسبب في حدوث فيضانات مدمرة في المنطقة.
ويتواكب هذا التحذير مع تصريحات عمدة كييف فيتالي كليتشكو أنه لا يستبعد غرق المدينة في ظلام دامس في ظل احتمال استمرار روسيا قصف البينة التحتية للطاقة في البلاد، وناشد كليتشكو في لقاء مع التليفزيون الأوكراني المواطنين للاستعداد لأزمة طاقة حادة من خلال الاستغناء عن أجهزة التدفئة والاستعاضة عنها بارتداء ملابس ثقيلة وأنه في حالة الانقطاع الكامل للتيار الكهربي من الأفضل أن يتوجه سكان العاصمة للإقامة عند أقاربهم وذويهم في مناطق أخرى.
وأضافت الكاتبة أنه منذ الأحد الماضي تعاني العاصمة كييف وست مناطق أخرى من انقطاع مستمر للكهرباء، مشيرة إلى تصريحات الرئيس الأوكراني فلودمير زيلنسكي التي وصف فيها الوضع بأنه "عصيب حقاً" حيث يعاني ما يقرب من 4.5 مليون شخصاً من الشعب الأوكراني من انقطاع التيار الكهربي معظمهم في العاصمة كييف والمناطق المحيطة بها.
وأوضحت الكاتبة، في ختام المقال، أن روسيا كانت قد قامت الشهر الماضي بعمليات قصف جوي مكثفة استهدفت البينة التحتية في أوكرانيا مما تسبب في إعطاب نحو 30 بالمائة من محطات الطاقة في البلاد مما دفع الحكومة الأوكرانية إلى مناشدة السكان بترشيد استهلاك الطاقة قدر الإمكان في ظل تلك الظروف الصعبة.