قال رئيس مجلس أمناء مؤسسة "مناخ أرضنا" للتنمية المستدامة، والخبير الدولي في شئون تغير المناخ، المهندس صابر عثمان، إنه يشارك في مؤتمرات المناخ منذ عام 2005 لكن مؤتمر المناخ COP27 المنعقد ب شرم الشيخ هو الأفضل من ناحية التصميم والمساحات الواسعة المخصصة للأجنحة والأحداث الجانبية التي تقام بالمنطقتين الخضراء والزرقاء والموضوعات التي يتناولها.
وأضاف الخبير الدولي في شئون تغير المناخ في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الخميس، على هامش فعاليات المؤتمر أن هناك اهتمامًا غير مسبوق بالمؤتمر والجميع منبهر بالنجاح في التنظيم ويشعرون بالفرق بينه وبين المؤتمرات السابقة، متمنيًا أن ينتهي المؤتمر غدا بمجموعة من المخرجات والقرارات القوية.
وأكد صابر عثمان أن أهم ما يميز الدورة الـ27 من مؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP27) أن الحكومة المصرية أعطت مساحة كبيرة لمنظمات المجتمع المدني للمشاركة؛ فهناك أكثر من 32 مؤسسة مصرية وعدد من المؤسسات الإفريقية التي أخذت فرصة للمشاركة وهو شيء غير مسبوق، خاصةً أننا نحتفل هذا العام بعام المجتمع المدني.
وأضاف عثمان أن مؤسسة "مناخ أرضنا" شاركت في عدد من الأحداث الجانبية بالمؤتمر وعرضت دراسة عن البصمة الكربونية للمستشفيات الموجودة في شرم الشيخ، التي تنوي تطبيقها على كل المستشفيات بالتعاون مع مؤسسة "أغا جان"، كما عرضت المؤسسة الشراكة مع المغامر المصري علي عبده في "رحلته إلى قمة المناخ"، التي تعد أول مبادرة عالمية لتوثيق تأثير التغيرات المناخية، وانطلقت من أبو سمبل حتى مدينة شرم الشيخ، واستمرت فاعلياتها نحو 60 يومًا.
وأشار إلى أنه تم عرض فيلم عن تأثير التغيرات المناخية على قطاعات التنمية في مصر الزراعة والآثار والصحة والمناطق العمرانية، الذي سلط الضوء على كافة الإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية لخفض الانبعاثات الكربونية والتكيف مع تأثيرات تغير المناخ؛ ومنها إنشاء محطات الطاقة الشمسية ومحطات طاقة الرياح وتحلية المياه والمونوريل والطرق وغيرها من المشروعات.
وأوضح الخبير صابر عثمان أن قمة المناخ COP27 هذا العام تعد احتفالية كبيرة ويوجد بها تحول كبير في مسارات التفاوض، إذ تعكس اهتمامًا كبيرًا بدور القطاع الخاص، مشيرًا إلى أن المنطقة الخضراء ب شرم الشيخ تعتبر أكبر مدينة خضراء في تاريخ مؤتمرات المناخ منذ انعقاده الأول في برلين عام 1995.
وأشاد عثمان بالمبادرات المصرية التي تم إطلاقها خلال أيام المؤتمر؛ ومنها مبادرة (FAST) الخاصة بالتحول المستدام للغذاء والزراعة في مصر وإفريقيا، مؤكدًا أهمية هذه المبادرة؛ فهناك 160 مليون طفل حول العالم يعانون من بعض الأمراض نتيجة سوء التغذية مثل أمراض القزامة ونقص المناعة، ومشيرًا إلى أن هذه المبادرة تستهدف تنفيذ إجراءات ملموسة من شأنها أن تؤدي إلى تحسين العمل المناخي وكمية ونوعية مساهمات التمويل للتحول المستدام للأنظمة الزراعية والغذائية بحلول عام 2030.
ونوه بالدور المهم الذي تسهم به المبادرات المصرية مثل مبادرة "حياة كريمة"، لقارة إفريقيا وغيرها من المبادرات التي أعطت مساحة لتبادل الآراء والأفكار الجديدة والمبتكرة لمواجهة تغيرات المناخ وعواقبها، علاوة على الأنشطة التي قامت بها وزارة البيئة تحت شعار "اتحضر للأخضر".