أكدت وكالة أنباء "أسوشيتيد برس" الأمريكية اليوم الإثنين، أن قرار الدول في جميع أنحاء العالم بتأسيس صندوق للخسائر والأضرار ، من أجل مساعدة البلدان الفقيرة المتضررة بشدة من ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض خلال فعاليات مؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP27)، الذي أُختتم فعالياته في مصر يوم أمس، من أحد أهم القرارات التي صدرت عن محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ منذ بدايتها قبل 30 عامًا.
وذكرت الوكالة (في سياق تقرير نشرته في هذا الملف) أن إنشاء مثل هذا الصندوق أظهر تأكيدًا لا لبس فيه على أن البلدان الفقيرة، ذات الموارد المحدودة، هي الأكثر تأثرًا بالظواهر الجوية المتطرفة مثل الفيضانات وموجات الحرارة والعواصف، مع الاعتراف بأن الدول الصناعية التي تتحمل المسئولية الكبرى عن تغير المناخ حول العالم لديها الرغبة في تقديم المساعدة.
وأضافت الوكالة: أنه بينما احتفل قادة الحكومات ودعاة حماية البيئة والنشطاء بخطط إنشاء الصندوق، برُزت العديد من الأسئلة العالقة بدءًا من كيفية عمله وانعكاساته على المدى الطويل..مع ذلك، علينا الاعتراف بأن "كوب-27" الذي نظمته مصر هذا العام حقق إنجازًا في تضمين قضية "الخسائر والأضرار" لأول مرة في جدول الأعمال حتى أصبحت محور المناقشات، على الرغم من اعتراض الدول الغنية على هذا الأمر مرات عديدة.
وأبرزت "أسوشيتيد برس" أن الصندوق سيعتمد في البداية على مساهمات من البلدان المتقدمة ومصادر أخرى خاصة وعامة، مثل المؤسسات المالية الدولية، مع وجود خيار للاقتصادات الكبرى الأخرى للانضمام إلى المُشاركين، ويشير النص النهائي للمؤتمر إلى "تحديد وتوسيع مصادر التمويل"، وهو أمر دفع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وغيرهما من أجله خلال المفاوضات، مما يشير إلى أن ضرورة أن تدفع الدول عالية التلوث في الصندوق .
وفي خلال أيام المؤتمر، قالت الصين إن أموال الصندوق الجديد يجب أن تأتي من الدول المتقدمة وليس منها، مع التشديد على عزمها الدفع طوعيًا في صناديق المناخ إذا فعلت الولايات المتحدة ذلك أيضًا.. فيما أعادت "أسوشيتيد برس" الأذهان إلى فكرة صندوق المناخ الأخضر التي أقرتها إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما عام 2014 وتعهدت بدفع ثلاثة مليارات دولار..وقالت إن الصين دفعت بدورها وقتها 3.1 مليار دولار للصندوق.
وفي هذا الصدد أوضحت الوكالة الأمريكية أنه سيتم تحديد المزيد من التفاصيل حول من يدفع في الصندوق الجديد من قبل لجنة تخطط لبدء الإعلان عن الصندوق في غضون عام، وتنص الاتفاقية على أن الصندوق سيساعد "البلدان النامية المعرضة بشكل خاص للآثار السلبية لتغير المناخ"، على الرغم من أنه سيكون هناك مجال للدول متوسطة الدخل التي تتأثر بشدة بالكوارث المناخية للحصول على الأموال أيضًا.