«الإعاقة في الفكر وليس في الجسد»، مقولة تمكنت مجموعة من الأشخاص إثبات صحتها وبجدارة على أرض الواقع، فمنهم الكفيف الذي استطاع أن يُخلد اسمه في تاريخ الأدب العربي، وأخر تسلق الجبل دون أقدام، وغيره أصبح بطل سباحة بعدما فقد ذراعيه، الأمل والإبداع مصلحات استطاع أن يقدمها متحدي الإعاقة كما يجب أن تكون.
وتستعرض «بوابة دار المعارف»، لمحات عن مشاهير أبهروا العالم من متحدى الإعاقة
طه حسين
لم يولد طه حسين كفيف إنما عاش أربع سنوات حياة طبيعية ثم فقد بصره، لأنه أُصيب بمشكلة في عينه وكانوا الأهالي في هذا الوقت لم يذهبون إلي الأطباء، بسبب الفقر والجهل، فذهب بصر الطفل إلي الأبد، ولكن لم يستسلم للظلام باكيًا على حاله، بل استطاع أن يراه الدنيا بعين العلم.
فخرج إلى الأزهر ليبحث عن العلم، وعندما فتحت الجامعة المصرية أبوابها عام 1908 كان أول المنتسبين إليها، وإن ظل يتردد على الأزهر حتى 1914، وهى السنة التي نال فيها شهادة الدكتوراة، ثم سافر إلي فرنسا ليستكمل بها رحلته العلمية فـ نال من الثقافتي العربية والغربية معًا.
وعاد إلى مصر في 1919 وعُين أستاذًا للتاريخ اليونانى في الجامعة الأهلية المصرية، وعندما أصبحت حكومية في 1925 تعيين أستاذاً فيها للأدب العربى، فعميداً لكلية الآداب في 1928.
سينسر ويست
ولد سينسر ويست بحالة صحية جيدة، ولكنه تعرض إلي حادث وهو في عمر الخامسة ليفقد فيها ساقيه، ولكنه تغلب على تلك الإعاقة وتمكن من تحقق وما لا استطاع أشخاص أصحاء تحقيقه، فبعد 26 عامًا من الحادث، استطاع وهوفي عمر الـ31 من تسلق قمة جبل «كليمنجاور» وهو الجبل الأكثر ارتفاعًا في إفريقية، تمكن من صعوده في 7 أيام، مستخدمًا ذراعيه فقط، ويعد سينسر أول رياضي في العالم يتسلق قمة جبل دون أقدام.
فيليب كروازون
عاش فيليب حياة صحية إلي أن بلغ 43 أصيب بـ صاعق كهربي، أدي إلي بتر قدمية وذراعيه، ولكن أزمته الصحية كانت نقطة تحول في حياته من شخص فقد جميع إطرافه إلي أبرز أبطال السباحة في فرنسا، وأثناء فترة علاجه في المستشفى، شاهد فيلمًا عن قصة حياة أشهر سباح في العالم، فاتخذ القرار بأن تكون السباحة هدفه الذي يسعى لتحقيقه.
وبالفعل استطاع تحقيق هدفه وقطع فيليب مسافة 20 كيلو متر في المحيط الهادي، كما قام بعبور مضيق جبل طارق، وخليج العقبة بين من مصر والأردن.